تنمية مهنية كبيرة للتكيف بشكل فعال مع التوجه الجديد
تنمية مهنية كبيرة للتكيف بشكل فعال مع التوجه الجديد

التقييم الجديد في المدارس الخاصة: مطالبات ومخاوف

بعض المعلمين يشعرون أنه قد يكون هناك بعض القلق بين الطلاب بشأن غياب الدرجات الرسمية والمعايير الدولية
تاريخ النشر

يطالب أولياء أمور طلاب المدارس الخاصة بإجراء تحول مماثل في مدارسهم، حيث أعلنت الإمارات عن التحول من الامتحانات التقليدية إلى التقييمات القائمة على المهارات لبعض طلاب المدارس الحكومية في الفصل الدراسي الثاني. ويعتقدون أن هذا النهج الجديد قد يفيد أطفالهم بشكل كبير من خلال تقليل التوتر وخلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية.

حصة محمد، المقيمة في أبوظبي وأم لطفلين صغيرين يدرسان في مدرسة خاصة، متحمسة بشكل خاص لهذا الاحتمال. أطفالها، الذين هم في الصف السادس والثالث، متحمسون لإمكانية الحصول على فصل دراسي خالٍ من الامتحانات التقليدية.

وترى حصة أن هذا التغيير المحتمل يشكل راحة كبيرة لعائلتها. وتقول: "إن فكرة قضاء فصل دراسي بدون امتحانات فكرة رائعة. فهي تسمح لأطفالي بالتركيز بشكل أكبر على التعلم بدلاً من الضغط عليهم للدراسة من أجل الاختبارات". وتضيف: "بالنسبة لطفلي الأصغر سناً، فإن الضغط المستمر للامتحانات قد يكون مقيداً للغاية. وهذا النهج الجديد يجعلهم متحمسين للتعلم ويساعدهم على الانخراط في دراستهم بشكل أكثر انفتاحاً".

وفي الشارقة، تدعم "ايميلي دييغو"، وهي أم أرمنية وافدة، التغيير أيضاً. وتسلط الضوء على معاناة ابنها من التوتر المرتبط بالامتحانات، قائلة: "عندما ناقشت إعلان التقييمات الخالية من الامتحانات في المدارس الحكومية مع ابني، شعر بالغيرة. وغالباً ما يصبح قلقاً للغاية بشأن الامتحانات، على الرغم من كونه طالباً متفوقاً. يمكن أن يكون الضغط والخوف من عدم الأداء الجيد أمراً مزعجاً".

وأعربت مزنة علي الزيودي، وهي أم لأربعة أبناء بعضهم يدرس في مدارس خاصة، عن استحسانها للنهج الجديد. وقالت: «هذا قرار جيد للطلاب لأن الفصل الدراسي الثاني ضيق الوقت للغاية، وكنا نتطلع إلى هذا التغيير منذ فترة طويلة». وتأمل الزيودي أن يتم تطبيق النظام في المدارس الخاصة في المستقبل، مضيفة: «سيكون تغييراً إيجابياً للطلاب».

هل سيتم تطبيقه في المدارس الخاصة قريباً؟

في ضوء التحول الذي تشهده دولة الإمارات نحو التقييمات القائمة على المهارات، تواصلت صحيفة خليج تايمز مع خبراء في التعليم من المدارس الخاصة لفهم ما قد يعنيه هذا الأمر للطلاب والمدارس.

وتنظر "أمل دالي باي"، نائبة رئيس قسم التعليم الابتدائي في مدرسة "نورد أنجليا" دبي، إلى هذا التحول بإيجابية، وتسلط الضوء على إمكاناته في تعزيز مشاركة الطلاب. وأوضحت: "إن الانتقال إلى التقييمات القائمة على المهارات من شأنه أن يجعل التعلم أكثر صلة بالتطبيقات في العالم الحقيقي، وتعزيز التفكير النقدي والإبداع الضروريين للنجاح في المستقبل".

ومع ذلك، أشارت إلى مخاوف محتملة قائلة: "قد يكون هناك بعض القلق بين الطلاب وأولياء الأمور بشأن غياب الدرجات الرسمية والمعايير الدولية".

وتتوقع دالي باي اعتماد هذه الطريقة التقييمية تدريجياً بين المدارس الخاصة. وقالت: "إن الطلب على تعليم أكثر شمولاً هو الدافع وراء هذا التغيير"، مشيرة إلى منهج DICE في مدرسة NAS دبي، والذي يدمج التعلم متعدد التخصصات. وأضاف: "ستكون توقعات الوالدين والتوافق مع الاتجاهات التعليمية العالمية أمراً بالغ الأهمية في هذا التحول".

وتؤكد رانيا حسين، نائبة مدير المدرسة في مدرسة SISD السويسرية الدولية بدبي، أن هذا التحول يتماشى بشكل وثيق مع الممارسات المتبعة في برامج البكالوريا الدولية. وأشارت حسين إلى أن "برنامجي المرحلة الابتدائية والمتوسطة يركزان على تقييم مهارات الطلاب بدلاً من الحفظ عن ظهر قلب. وهذا النهج يعد الطلاب لمواجهة تحديات العالم الحقيقي المعقدة". ومع ذلك، أقرت بأن المدارس الخاصة قد تكون بطيئة في تبني هذه التغييرات ما لم تقم مجالس الامتحانات بتحديث معاييرها. وقالت: "ما لم تغير هذه المجالس أساليب التقييم الخاصة بها، فمن المرجح أن تستمر المدارس في اتباع النماذج التقليدية".

وأشارت رانيا حسين أيضاً إلى أن المشاريع القائمة على المهارات تقدم انعكاساً أكثر ثراءً لفهم الطلاب مقارنة بالامتحانات التقليدية. وأوضحت: "تؤكد الأبحاث أن المشاريع لا تقيم فقط الاحتفاظ بالمعلومات ولكن أيضاً القدرة على تطبيق المعرفة في سياقات عملية". وبينما أدركت الفوائد، أشارت أيضاً إلى التحديات المحتملة المرتبطة بالطبيعة الذاتية للتصنيف التقييمي.

الدكتور أيمن النجار، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم في جامعة برمنجهام دبي
الدكتور أيمن النجار، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم في جامعة برمنجهام دبي

ويرى الدكتور أيمن النجار، نائب رئيس جامعة Birmingham لشؤون التعليم، أن التحول نحو التقييمات القائمة على المهارات يشكل خطوة نحو التعلم الأكثر عمقاً وتفاعلاً. وأضاف: "إن التركيز على التطبيق العملي والمهارات الحياتية يساعد الطلاب على تطوير التفكير النقدي والقدرة على حل المشكلات". ويعتقد الدكتور النجار أن المدارس الخاصة الملتزمة بالتعليم التقدمي قد تتبنى هذه الطريقة، متأثرة "بالفلسفة التعليمية الشاملة والموارد المتاحة والإمكانات لتحسين نتائج الطلاب".

وأقر بالتحديات التي قد يفرضها هذا التحول، بما في ذلك التغييرات الكبيرة في تصميم المناهج وضمان التقييم المتسق. ونصح قائلاً: "سيحتاج المعلمون والموظفون إلى تنمية مهنية كبيرة للتكيف بشكل فعال". "في حين يعد التحول بفوائد مثل إعداد أفضل للقوى العاملة والتعلم الشخصي، فإنه يتطلب أيضاً الدعم المستمر والموارد اللازمة للتنفيذ الناجح".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com