الجامعات العالمية تفتح أبوابها أمام طلاب الإمارات بفضل المناظرات التنافسية
قال خبراء في دولة الإمارات إن الجمع بين المناظرات التنافسية والدراسة الأكاديمية يمكن أن يعزز بشكل كبير فرص الطلاب في الالتحاق بأفضل الكليات على مستوى العالم.
وقال "أريان أسعد"، منسق المناظرات في مدرسة كامبريدج الدولية بدبي: "المناظرات التنافسية لها تأثير هائل على طلبات الالتحاق بالجامعات، حيث تبحث معظم الجامعات عن مجموعة من الأنشطة اللامنهجية بدلاً من الأداء الأكاديمي وحده".
وأضاف قائلاً: "لقد تمكن معظم طلابي الذين شاركوا في المناظرات من متابعة دراستهم في مجالات مثل القانون والعلوم السياسية والاقتصاد، وذلك في مؤسسات أكاديمية مرموقة تتراوح بين جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس وكينجز كوليدج في لندن. من خلال ردود الفعل التي تلقيتها على طلبات الالتحاق، لاحظت أن أحد العوامل المشتركة بين الطلبات الأكثر نجاحاً هو التنوع الواسع في الأنشطة اللامنهجية، حيث تبرز المناظرات كأحد العناصر الأكثر قيمة."
ووصفت خبيرة أخرى، وهي "بهفاني كريبلاني"، مؤسسة ومدربة رئيسية في "فوكلازي"، المناظرة بأنها "رياضة ذهنية" تزوّد المشاركين بمهارات قيمة. وأضافت: "تُظهر المشاركة في المناظرات التنافسية التزام الطالب بالنمو الفكري وتفانيه في تطوير مهاراته التحليلية والبلاغية، مما يمنحه ميزة واضحة على المتقدمين الآخرين."
وأضافت أن العديد من الطلاب يبدؤون في التركيز على المناظرات كأحد الأنشطة الدراسية الأساسية منذ المرحلة المتوسطة. وقالت: "لقد ساعدهم هذا الالتزام المبكر في الحصول على قبول في جامعات مرموقة مثل كورنيل، وستانفورد، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ودوك، وكينجز كوليدج لندن، وكلية لندن للاقتصاد. وفي هذه المؤسسات، يستمر هؤلاء الطلاب في ممارسة المناظرات على مستوى الجامعة، مما يعزز قدراتهم الأكاديمية والتنافسية."
تأثير
عندما قرر "ريسات ديميرال" حضور دورة تدريبية في المناظرة، لم يكن يتوقع التأثير الكبير الذي ستحدثه هذه المهارة على حياته. فقد أسهمت المناظرة في تحسين مهاراته في التحدث أمام الجمهور وزيادة تركيزه، بل لعبت أيضاً دوراً محورياً في نجاحه الأكاديمي والمدرسي.
قال: "لقد دربتني المناظرة على الجدال باحترام والحفاظ على رباطة جأشي تحت الضغط، حتى في القضايا التفصيلية. جعلتني هذه التجربة قادراً على تقدير وجهات النظر المختلفة، مما حسّن علاقاتي وتواصلي مع الآخرين. أعتقد أيضاً أن هذه المهارات ساهمت في اختياري عريفاً للصف الأول الابتدائي في مدرستي العام الماضي."
قال إنه يخطط لعرض إنجازاته في المناظرات بشكل بارز في طلبات الالتحاق بالجامعة عندما يحين الوقت. وأضاف: "هذا النشاط يعكس أكثر من مجرد الأداء الأكاديمي؛ فهو يبرز تصميمي وقدرتي على معالجة القضايا المعقدة. كما أن المناظرات قدّمت لي قيمة تقدير الآراء المتنوعة، وهي صفة أجدها مفيدة للغاية في حياتي الشخصية والمهنية."
وقالت "إيرين أوريلي"، طالبة في كلية جميرا بدبي، إن مشاركتها في المناظرات أعطتها الشجاعة للتطوع في أنشطة جديدة. وأضافت: "لقد ساعدني النقاش على أن أصبح أكثر حزماً ووضوحاً، وهو ما أثر بشكل إيجابي على جوانب أخرى من حياتي، مثل عرض الأزياء في أسبوع الموضة في الإمارات، وهو شيء كنت أعتقد في السابق أنه مستحيل."
وقالت إنها تتطلع إلى الانضمام إلى فريق المناظرة في جامعتها عند انتقالها إلى هناك. وأضافت: "المناظرة تعد جانباً أساسياً من تطوري الشخصي وسأبرزها بشكل واضح في طلبات الالتحاق بالجامعة. تلقيت تدريباً من أبطال المناظرة الدوليين، مما ساهم في تحسين أدائي، كما أتاح لي تدريب الطلاب الصغار فرصة لمشاركة معرفتي. أنا متحمسة للانضمام إلى مجتمع المناظرة في الجامعة بعد تخرجي."
لعبة الشطرنج الاستراتيجية
قالت "أنوشكا بهات"، طالبة سابقة في دبي تدرس الآن القانون في "كينجز كوليدج لندن"، إنها كانت تستمتع دائماً بتحدي صياغة الأدلة والدفاع عنها ومواجهتها . وأضافت: "المناظرة بالنسبة لي هي مثل لعبة شطرنج استراتيجية بالكلمات. لقد زادت المناظرات من ثقتي بنفسي وقدرتي على التكيف، وسهلت عليّ تكوين صداقات جديدة حيث اعتدت على التعامل مع الغرباء والسفر للمسابقات. كما أن أطر المناظرات التي تعلمتها تساعدني الآن في الجامعة، حيث تعزز قدرتي على تحسين بحثي في القضايا، وتحليل المقالات، وطرح الأدلة بشكل فعال."
بالنسبة لأريان، اكتملت حياته عندما تولى منصب منسق المناظرات. بصفته طالباً سابقاً في CIS، كانت المناظرات هي التي مهدت الطريق لحصوله على شهادة في القانون. قال: "ساعدتني المناظرات على التعرف على مواضيع لم أتفاعل معها من قبل". "إذا لم أشارك في المناظرات، لما كنت لأعرف أبداً أنني سأكون مناسباً تماماً لدراسة القانون في الجامعة".
وبعد أن أنهى دراسته الجامعية، عاد المقيم في دبي إلى جامعته الأم كمدرس للقانون. وقال إنه من خلال تجربته، كانت هناك أسباب متعددة تدفع الطلاب إلى ممارسة هذا النشاط.
قال إن معظم الطلاب الذين يقوم بتدريسهم هم من المحامين الطموحين وأصحاب الأعمال ورواد الأعمال، وجميعهم يستفيدون بشكل إيجابي من مهارات مثل التحدث أمام الجمهور، وصياغة الأدلة، والإقناع. وأضاف: "من ناحية أخرى، لدي أيضاً طلاب يشاركون في المناظرات التنافسية كوسيلة لتخفيف الضغط الناتج عن المواد الدراسية الشاقة التي يدرسونها. الطلاب الذين يدرسون مواد مثل الرياضيات المتقدمة، والكيمياء، والفيزياء يصبحون مناقشين متحمسين لأن المناظرات توفر لهم نشاطاً جديداً وممتعاً."