الشارقة تعتمد"العربية" في الحضانات: خطوة لتعزيز الهوية الثقافية
أشاد أولياء أمور الطلبة الملتحقين بحضانات الشارقة الحكومية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، باعتماد اللغة العربية في التدريس بالحضانات.
وشاركتنا السيدة ر. مصبح، وهي أم إماراتية لديها طفل في حضانة خاصة، برأيها حول القرار الأخير بتدريس اللغة العربية، حيث تعتقد أنه قرار حكيم، وأضافت: "نحن بحاجة إلى إعطاء الأولوية للغة العربية منذ الصغر لأنها لغتنا الأم".
وأشارت مصبح إلى أن تعليم اللغة الإنجليزية في وقت مبكر جدًا يمكن أن يضعف قدرة الأطفال على تعلم اللغة العربية والتحدث بها بشكل جيد، مشيرة إلى أن "عدم التعرض الكافي للغة العربية يمكن أن يؤدي إلى صعوبات في وقت لاحق".
وتحدثت عن التواصل الأسري، حيث تعاني العديد من الأسر بسبب افتقار أطفالها إلى مهارات اللغة العربية السليمة. وأضافت: "قد يجعل هذا من الصعب على الأطفال التواصل مع أجدادهم وفهم تقاليدنا".
وأكدت مصبح أن اللغة العربية تشكل أهمية كبرى بالنسبة للهوية الإماراتية وثقافتها ودينها. وقالت: "اللغة العربية مهمة لديننا وثقافتنا وهويتنا الوطنية، وإذا أهملناها فإنني أخشى أن تندثر هذه اللغة".
وتحدثت عن العلاقة العميقة بين اللغة والثقافة، مؤكدة أن المهارات العربية المتينة ستساعد الأطفال على الحفاظ على تراثهم وتعزيز العلاقات الأسرية بشكل أفضل. وأشارت إلى أنه "من الضروري أن نساعد الجيل القادم على النمو وهو يقدر لغته وثقافته".
وأعربت منال عمر، وهي أم سودانية تعيش في الشارقة، عن حماسها للقرار الأخير باعتماد اللغة العربية كلغة أساسية للتدريس في الحضانات الحكومية. وقالت: "أعتقد أن هذا قرار حكيم للغاية. يكبر الأطفال اليوم وهم يكافحون مع اللغة العربية، ويجب عليهم التواصل مع جذورهم الثقافية".
وسلطت منال الضوء على التحديات التي واجهتها ابنتها الكبرى في تعلم اللغة العربية أثناء حضورها حضانة ناطقة باللغة الإنجليزية. وقالت: "غالبًا ما كانت تشعر بالضياع أثناء دروس اللغة العربية في المدرسة لأنها لم تحصل على قدر كافٍ من التعرض في الحضانة. والآن، مع هذا التوجيه الجديد، أعتقد أن الأطفال سوف يطورون أساسًا أقوى في اللغة منذ سن مبكرة. من المهم لهم أن يتمكنوا من التواصل مع أجدادهم وفهم تقاليدنا".
كما أشارت إلى التداعيات الثقافية الأوسع لهذا القرار. وقالت: "اللغة هي جانب أساسي من جوانب الثقافة. ومن خلال تعليم الأطفال اللغة العربية، فإننا نضمن نموهم وهم يتمتعون بالشعور بالهوية والانتماء. وأنا متفائلة حقًا بأن هذا سيؤدي إلى ظهور جيل جديد يقدر لغته وتراثه".
الثراء الثقافي
كما عبرت عائشة محمد، وهي فلسطينية مغتربة وأم لطفلين، عن سعادتها بالمبادرة الجديدة. وأوضحت: "هذه أخبار رائعة بالنسبة لنا! في المنزل، يتحدث أبنائي اللغة الإنجليزية معظم الوقت لأنهم يستخدمون اللغة الإنجليزية فقط في المدرسة". وأضافت: "من خلال إدخال اللغة العربية في الحضانات، يمكننا ضمان إتقانهم لللغتين. إنه أمر ضروري لهويتهم وفهمهم لثقافتنا".
ووصفت عائشة كيف أن البيئة ثنائية اللغة في المنزل خلقت بعض التحديات. وقالت: "بينما أشجعهم على التحدث باللغة العربية، فإنهم غالبًا ما يستجيبون باللغة الإنجليزية لأن هذا ما يسمعونه في المدرسة. وأخشى أن يفقدوا الاتصال بأقرانهم الناطقين باللغة العربية وثراء ثقافتنا".
كما تحدثت عن أهمية المجتمع والتواصل، وقالت: "إن القدرة على التحدث باللغة العربية ستساعد أبنائي على التواصل مع أقاربهم وأصدقائهم في المجتمع. الأمر يتعلق ببناء الجسور، ليس فقط داخل عائلتنا ولكن أيضًا مع السياق الثقافي الأوسع هنا في الشارقة. أنا سعيدة لأن هذا القرار سيساعدهم على الشعور بمزيد من التكامل والثقة في كلتا اللغتين".
حضانات خاصة
وذكرت بعض الحضانات الخاصة أيضًا أن لديها خطة محتوى تعليمي باللغتين الإنجليزية والعربية.
وقالت مديرة حضانة "ليتل ستيبس" الأستاذة نعيمة بلاسمة: "نحن بالفعل ندرس اللغة العربية، وعلى الرغم من كوننا حضانة بريطانية، إلا أن التركيز ينصب أيضًا على اللغة العربية منذ البداية".
وأوضحت أن أولياء الأمور يحصلون على خطة شهرية تتضمن محتوى تعليمي باللغتين، وتتضمن الخطة تعليم الحروف والألوان والأشكال والأرقام والحروف العربية، وحفظ القرآن الكريم شهرياً.
وأضافت بلاسمة أن "السلوكيات الإيجابية لدى الأطفال تتعزز باتباع السنة النبوية"، حيث تقوم الحضانة بتعليم الأطفال اللغة منذ سن عام واحد، وتقديم معلومات مبسطة عن سور القرآن الكريم.
وأضافت "نحن نعطي الأولوية للغة العربية كلغة أساسية للتواصل لأن معظم الآباء يتحدثون بها".