الطلاب يتجهون نحو التكنولوجيا في"يوني إكسبو 2024"
"تكيّفت الجامعات مع مناهجها الدراسية لتلبية احتياجات السوق المتطورة واهتمامات الطلاب. وفي معرض "يوني إكسبو السابع" الذي استمر يومين في دبي وانتهى يوم الخميس، أشار المعلمون إلى أن الدورات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتسويق الرقمي، والأمن السيبراني، والطاقة المتجددة أصبحت الآن في طليعة الخيارات الأكاديمية."
من بين آلاف الطلاب الذين حضروا معرض يوني إكسبو على مدى اليومين الماضيين، كان العديد منهم على دراية جيدة بخياراتهم وأصبحوا مهتمين بشكل متزايد بالمجالات الناشئة التي تعد بمستقبل آمن.
وأكد مصطفى علي همتي، مدير استقطاب الطلاب في الجامعة الكندية دبي، على الارتفاع الكبير في الطلب على البرامج في مجالات الأعمال وهندسة الكمبيوتر والاتصالات مثل الإعلام الرقمي والصحافة.
"منذ تأسيسها في عام 2006، وسعت الجامعة عروضها لتشمل مجالات الوسائط الرقمية، والتسويق الرقمي، والميكاترونيات، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات استجابةً للمشهد الأكاديمي المتطور. وكنتيجة لهذا الالتزام بالابتكار، احتلت الجامعة الكندية في دبي المرتبة الأولى في دبي للعام الرابع على التوالي وفقاً لتصنيف كيو اس ورلد يونيفيرستي رانكغ ."
"أشارت "مارسي ماناسيه"، مستشارة القبول في جامعة "ميدلسكس دبي"، إلى الاستجابة الحماسية لبرنامج ماجستير العلوم في التحليل الرياضي الجديد. وذكرت لصحيفة خليج تايمز: 'لقد بدأنا هذا البرنامج مع الدفعة الأولى في سبتمبر، ونحن نرى بالفعل اهتماماً كبيراً، خاصةً من الطلاب الدوليين.'"
"لاحظت فاطمة شريف، معلمة في مدرسة جيمس الوطنية، تحولاً ملحوظاً في تفضيلات الطلاب. وأوضحت قائلة: 'قبل عشر سنوات، كان معظم الطلاب يتطلعون للعمل في مجالي الطب وطب الأسنان، لكن اليوم هناك اهتمام متزايد بالمجالات التكنولوجية.' زارت المدرسة المعرض لربط الطلاب بمعلومات حول الجامعات والبرامج المختلفة، ومساعدتهم في تحديد مسارات الدراسة المناسبة."
مسارات مهنية مبتكرة
"يُظهر هذا التحول نحو التكنولوجيا والمجالات الناشئة اتجاهاً أوسع بين الطلاب الذين يسعون للحصول على مسارات مهنية آمنة ومبتكرة. ومع استمرار الجامعات في تكييف برامجها لتلبية هذه الاهتمامات، يتم تزويد الطلاب بمجموعة من الخيارات التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديثة."
استلهم طلاب مثل "أنيكا" كانت من مدرسة السفير من محيطهم وعائلاتهم لمتابعة مجالات فريدة مثل هندسة الطيران. على نحو مشابه، أعرب "كلارنس كاباجادوان"، طالب السنة الأخيرة في مدرسة الفلبين، عن اهتمامه العميق بعلوم الكمبيوتر، مشيراً إلى سعيه للعثور على أفضل الجامعات في دبي التي تقدم برامج قوية في هذا التخصص. وقال: "أريد الحصول على أفضل تعليم يناسب طموحاتي، وقد سمعت أن العديد من الجامعات هنا تتمتع ببرامج متميزة في علوم الكمبيوتر."
يدرس "دروف بنجابي" من مدرسة "سبرينجديليس" مجال الأعمال، حيث سلط الضوء على أهمية ريادة الأعمال في الإمارات العربية المتحدة وسهولة بدء مشاريع جديدة. وأوضح قائلاً: "أخطط لدراسة الأعمال التجارية لأنني أرى أن معظم البلدان في الإمارات تركز على نماذج الأعمال، مما يسهل على الأفراد بدء مشاريعهم الخاصة أو إنشاء شركات ناشئة."
بالنسبة لبعض الطلاب، لا تزال المجالات التقليدية تحظى بجاذبية كبيرة. تهدف سلمى، طالبة الصف الحادي عشر في المدرسة الثانوية، إلى متابعة مهنة في الجراحة. تخطط لبدء دراستها التمهيدية للطب في الخارج قبل الانتقال إلى جامعة الخليج الطبية. في الوقت نفسه، يستكشف آدم هامر من المدرسة الأمريكية الدولية مجالات العلوم، لكنه يبقى منفتحاً على اكتشاف المزيد من الخيارات الجامعية التي قد تتناسب مع طموحاته المستقبلية.
التعليم التحويلي
لا شك أن التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يمهد الطريق لتغييرات كبيرة في قطاع التعليم. في هذا السياق، تستكشف شركة ميريديان، التي تركز بشكل أساسي على تقديم حلول الأعمال المدعومة من مايكروسوفت للقطاع العام، آفاقاً جديدة في مجال التعليم. تسعى الشركة إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة التعلم وتوفير أدوات مبتكرة للمعلمين والطلاب، مما يعزز من جودة التعليم وكفاءته.
إن أحد التحديات الحرجة في مجال التعليم هو الوقت المحدود الذي يتاح للمعلمين للمشاركة المباشرة مع الطلاب. ويشير شانكار كامبام، الرئيس التنفيذي والمدير الإداري لشركة ميريديان، إلى هذه القضية بقوله: "تظهر الدراسات أن أكثر من 50% من وقت المعلم يستهلك في مهام إدارية مثل إعداد الامتحانات والتصنيف، مما يقلل من الوقت المتاح للتفاعل مع الطلاب وتعزيز تجربتهم التعليمية." يبرز هذا التحدي الحاجة إلى حلول مبتكرة تساعد المعلمين في إدارة هذه المهام بكفاءة أكبر.
وأضاف كامبام: "هدفنا هو تقليل هذا العبء بنسبة تصل إلى 40 في المائة، مما سيوفر وقتاً ثميناً للمعلمين لإجراء تفاعلات أكثر جدوى مع الطلاب. يمكن للأدوات الآلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التعامل مع هذه المهام الإدارية بكفاءة، مما يسمح للمعلمين بالتركيز على دورهم الأساسي - تعليم الطلاب وتوجيههم نحو تحقيق إمكاناتهم الكاملة." هذا الهدف يعكس التزامنا بتحسين بيئة التعليم وتعزيز التجربة التعليمية للمعلمين والطلاب على حد سواء.
كما يعد الذكاء الاصطناعي بزيادة إمكانية الوصول إلى الموارد التعليمية بشكل كبير. ففي كثير من الأحيان، يقتصر توفر الكتب المدرسية ومواد التعلم على اللغة الإنجليزية، مما يحد من وصولها إلى عدد كبير من الطلاب. يمكن لأدوات الترجمة والتوطين المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تجعل هذه الموارد متاحة بلغات متعددة، بما في ذلك اللغة العربية، مما يسهم في توسيع دائرة الوصول إليها. هذا التحول يمكن أن يعزز تجربة التعلم ويساهم في تحقيق العدالة التعليمية للجميع.
وقد أقامت الشركة بالفعل شراكة مع عدد من الجامعات، حيث عملت بشكل تعاوني على تنظيم المناهج الدراسية لتتناسب مع الحضور المتزايد للذكاء الاصطناعي في حياة الطلاب. وأوضح كامبام: "الحقيقة هي أن الذكاء الاصطناعي موجود بالفعل. يستخدمه الطلاب، ويستخدمه العالم من حولهم. هدفنا هو حماية هذه التكنولوجيا، وتوجيه استخدامها بطريقة تعود بالنفع على الطلاب، مما يساعدهم على تحقيق إمكاناتهم في عالم متغير." تسعى هذه المبادرات إلى ضمان أن يكون للطلاب تجربة تعليمية متكاملة تواكب التطورات الحديثة.