برنامج تدريبي جديد لتعزيز جودة الخدمات الاجتماعية في دبي
تسعى جامعة دبي بالتعاون مع جهة حكومية إلى تعزيز مهارات مهنيي الرعاية الاجتماعية من خلال برنامج تدريبي يركز على تعزيز التعاطف، وإدارة المخاطر، وتطبيق ممارسات تراعي آثار الصدمات النفسية.
وقد أطلقت جامعة برمنجهام في دبي، بالتعاون مع هيئة تنمية المجتمع، برنامجاً تدريبياً يهدف إلى تأهيل العاملين الاجتماعيين العاملين مع الجهات الحكومية في مختلف أنحاء الإمارة، بهدف تعزيز جودة الخدمات الاجتماعية.
ومن المقرر أن يقدم برنامج التدريب المصمم حديثاً سلسلة من الدورات المتخصصة للعاملين في مجال الرعاية، والمستشارين، والمعالجين، والعاملين في مجال دعم المجتمع والأسرة في مختلف جوانب العمل الاجتماعي مع ممارسات تركز على فهم وتقدير الظروف الفريدة لكل متلقي، وعواطفه، وتجاربه.
تطوير القوى العاملة الماهرة
يركز البرنامج على تزويد العاملين بأحدث المعارف وأفضل الممارسات العالمية في مجال العمل الاجتماعي، ويهدف إلى تطوير قوة عاملة ماهرة قادرة على تقديم الدعم والمساعدة الفعّالة لمختلف شرائح المجتمع.
وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز "، قال الدكتور "أنتوني مورفي"، الأستاذ المشارك ومدير برامج علم النفس بجامعة دبي: "تم تصميم برنامج التطوير المهني لرسم خريطة لمهارات المتخصصين في الرعاية الاجتماعية في دبي، ومن خلال عملية البناء المشترك، نهدف إلى تمكين المتخصصين وتقديم ممارسات عالمية مستنيرة ومبنية على الأدلة في المجالات التي تم تحديدها من خلال البحث وتحليل مهاراتنا. كما سيوفر البرنامج للمرشحين فرصاً واسعة للتعامل مع التكنولوجيا، بالإضافة إلى المحتوى التفاعلي الشخصي، لضمان إمكانية الوصول إليه لجميع المتخصصين في الرعاية الاجتماعية".
وأضاف: "سنصمم برنامجاً مخصصاً يعتمد على البحث ويستند إلى الأدلة، ويجمع بين الأطر النظرية وتطوير المهارات العملية. وقد يشمل ذلك مجالات مثل الممارسة العلائقية والتعاطفية، وتقييم المخاطر وإدارتها، والنهج المستنيرة بالصدمات".
وسيركز التدريب أيضاً على تطوير مهارات مثل الإنصات الإيجابي، والتواصل الأصيل لتعزيز الثقة، والتعاون، والاتصالات الهادفة.
يمكن للعمال الجدد وذوي الخبرة التسجيل
قالت البروفيسورة "آن ماري جلوفر" من جامعة بيرمنجهام: "سيستفيد المنهج الدراسي من أفضل الممارسات في السياقات العالمية والمحلية. وسنستفيد من النظريات والأبحاث الحالية ذات الصلة وسنضمن أن يتبنى البرنامج منهجيات مبتكرة وذات صلة ثقافية".
وأضافت: "نظراً لأن تركيز البرنامج هو دعم التميز في العمل الاجتماعي، فسيكون مناسباً للعاملين الاجتماعيين الجدد وذوي الخبرة. لقد عملنا مع متخصصين في الرعاية الاجتماعية من مجموعة متنوعة من الخلفيات والخبرات المختلفة، وهذا من شأنه أن يضمن أنّ البرنامج يعتمد على فهم سليم لسياق الممارسة المحلية. إن المشاركة مع المجتمعات ومجالات الممارسة أمر أساسي لنجاحه".
برنامج يعتمد على "النهج القائم على التمكين"
بتشجيع المهنيين على فهم تحديات ومعاناة الآخرين والاستجابة لها بتعاطف، يُرسخ هذا النهج مبادئ التواجد الواعي، وتجنب إصدار الأحكام، وتقديم الدعم في جميع التفاعلات المهنية.
وفي نهاية المطاف، يهدف المشروع إلى خلق بيئة آمنة وشاملة وممكّنة حيث يشعر الأفراد بالتقدير والفهم والدعم.
وأكد "مورفي" أن البرنامج مفتوح لجميع الأفراد الذين يتعاونون مع هيئة تنمية المجتمع في مجال الرعاية الاجتماعية، مشيراً إلى أهمية انخراط المرشحين الكامل في البرنامج لتعزيز مسيرتهم المهنية.
ولا يتم تصميم البرنامج بالشراكة مع هيئة تنمية المجتمع فحسب، بل يشمل أيضاً منشآت رئيسية أخرى داخل المنطقة لضمان أن تكون الممارسة العالمية القائمة على الأدلة في طليعة عملهم.
وأكد الخبراء أن هذا النهج يرتكز على الاعتقاد بأن التمكين يؤدي إلى التحول الشخصي والمجتمعي من خلال تمكين الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وقال "مورفي": "كجزء من مشروعنا، أجرينا أيضاً مقابلات ومجموعات تركيز مع العاملين الاجتماعيين وغيرهم من المهنيين، وتمكنوا من إخبارنا باحتياجاتهم الخاصة من المهارات. ونحن على ثقة من أن برنامجنا سيُلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية للعاملين الاجتماعيين في المنطقة، حيث سيكون للنهج القائم على التمكين تأثير إيجابي طويل الأمد على المجتمع والمهنة".