وجود الحيوانات يخلق بيئة مهدئة للطلاب
وجود الحيوانات يخلق بيئة مهدئة للطلاب

تفاعل الطلاب مع الحيوانات الأليفة يعزز الصحة النفسية

تضم بعض المدارس حظائر أو تتعاون مع دور الحيوانات الأليفة لجلب الكلاب والقطط والطيور والأسماك والأرانب والسلاحف
تاريخ النشر

في عدد من مدارس الإمارات ا، يحصل الطلاب على فرصة للعب والتفاعل مع الحيوانات الأليفة على أرض المدرسة .

وبينما تتباين السياسات، فقد ظهرت العديد من المدارس الصديقة للحيوانات الأليفة في البلاد، حيث تقوم المؤسسات بجلب الحيوانات الأليفة أو الاحتفاظ بها داخل مبانيها.

وأكد مدراء المدارس أن هذا النهج أثبت فعاليته في دعم الصحة النفسية للطلاب، موضحين أن وجود الحيوانات يخلق بيئة مهدئة للطلاب، ويساعد في تقليل القلق والتوتر وتعزيز الرفاهية لهم.

وقالت "باريتا باتيرا"، رئيسة المرحلة التأسيسية في مدرسة أميتي دبي: "إن التجربة التفاعلية المتمثلة في مداعبة الحيوانات وإطعامها والتواصل معها توفر تأثيراً علاجياً وتعزز الفرح والاسترخاء، خاصة لدى المتعلمين الصغار".

طلاب في مدرسة أميتي
طلاب في مدرسة أميتي

التواصل مع الطبيعة

وتحتوي بعض المدارس على حظائر أو تتعاون بانتظام مع دور الحيوانات الأليفة التي تجلب الكلاب والقطط والطيور والأسماك والأرانب والسلاحف وغيرها.

وأضافت باتيرا: "نتعاون بانتظام مع دار تربية الحيوانات "بوش باوز كينيلز آند كاتري" "Posh Paws Kennels and Cattery" لإحضار حيوانات المزرعة والطيور إلى مدرستنا. يتم تنظيم هذه الجلسات بعناية، مع الاحتفاظ بجميع الحيوانات داخل سياج مغلق ويرافقها محترفون يقومون بمساعدة الأطفال في إطعامهم ومداعبتهم بأمان. يوفر وجود الحيوانات في مباني المدرسة فرصة فريدة للأطفال للتواصل مع الطبيعة وتعزيز التعاطف والمسؤولية والشعور بالاسترخاء".

ولكن تنظيم مثل هذه الفعاليات يتطلب الالتزام بالمبادئ التوجيهية والحصول على إذن من هيئة المعرفة والتنمية البشرية أو الجهات التنظيمية المدرسية الأخرى حسب الإمارة.

وأضافت: "نحن حريصون بشدة بشأن اتباع جميع البروتوكولات، بما في ذلك تدابير السلامة للطلاب والحيوانات على حد سواء، مما يضمن تجربة آمنة ومثرية لجميع المشاركين".

سعادة، راحة، أمان

وأوضح مديرو المدارس أن التواجد في حضور الحيوانات يمكن أن يجعل التلاميذ، وخاصة الصغار منهم، يشعرون بالهدوء والسعادة والاسترخاء.

قال "واين هاوسن"، مدير مدرسة "ذا أكويلا": "في مدرستنا، لدينا أرانب وببغاء يدعى أكويلا وطيور أخرى وأسماك. كما نستقبل أسبوعياً الكلب المدعو رون. وفي مناطق محددة من المدرسة، لدينا مناطق لإطعام القطط التي تزور مدرستنا بانتظام وهذه مبادرة قام بها تلاميذ المدرسة".

ولاحظ قادة المدرسة أن الأمر مفيد بشكل خاص للأطفال الصغار، حيث يشعرون بأمان وراحة أكبر بوجود الحيوانات الأليفة في بيئة المدرسة.

قالت "إيما شانهان"، مديرة مدرسة "أسبن هايتس" البريطانية: "لدينا دجاجات بالمدرسة كانت قد وضعت بيضاً و أنتجت كتاكيتاً العام الماضي، وهو حدث مثير لا يُنسى لمدرستنا بأكملها. إن وجود الحيوانات في المدرسة مثل السلاحف والقطط والدجاج يسهل الشعور بأن المدرسة حقاً هي امتداد للمنزل. إن هذه الحيوانات الأليفة هي جزء مهم من خطتنا المتمثلة في التركيز على الرفاهية والصحة النفسية كجزء من منهجنا الدراسي في مدرسة أسبن هايتس البريطانية".

وأكد مديرو المدارس أيضاً أنه مع توسيع مرافق المدرسة، فإنهم يهدفون إلى إضافة المزيد من الحيوانات حول المدرسة بسبب تأثيرها الإيجابي.

وقالت "كارميلا جودريل"، رئيسة قسم المرحلة الابتدائية في المدرسة الانجليزية دبي: "هناك كلب يتمتع بصحة جيدة يزورنا بانتظام. إنه مدرب جيداً بالفعل وهو صغير الحجم ويتبع التعليمات جيداً. إن الأطفال الذين يعانون من القلق أو لديهم صعوبات لغوية يجدون قدراً كبيراً من الراحة مع هذا الجرو الذي يدعم الصحة والرفاه".

وأضافت جودريل: "مؤخراً، أضفنا حوضاً مائياً في منطقة الاستقبال للمرحلة الابتدائية. يحب الأطفال مشاهدة الأسماك في عالمهم تحت الماء، وهذا له تأثير مهدئ عليهم وغالباً ما يدفعهم للتحدث والمناقشة، خاصة بالنسبة للطلاب الذين يشعرون بالخجل أو والتوتر في بيئة جديدة".

غابة مدرسية في الشارقة

يذكر أنه في نوفمبر 2023، أطلقت مدرسة في الشارقة أول غابة ومزرعة مدرسية في الإمارة.

قال "جيمس ماكدونالد"، مدير/رئيس تنفيذي لمدرسة جيمس ويس جرين الدولية في الشارقة: "لقد اتخذنا نهجاً استباقياً تجاه رفاهية الطلاب من خلال دمج الحيوانات والطبيعة في بيئة التعلم لدينا. تشمل هذه البيئة الفريدة مجموعة متنوعة من الحيوانات، مثل الماعز والأرانب والسلاحف والحمام والدجاج والطيور الغريبة مثل طيور الكوكتيل والعصافير والطاووس. تعتبر هذه الحيوانات كرفاق يقدمون فوائد علاجية، مما يساعد على تقليل القلق والاكتئاب بين الطلاب مع تعزيز أجواء الرعاية والدعم ".

طلاب في مدرسة جيمس ويسجرين الدولية
طلاب في مدرسة جيمس ويسجرين الدولية

وأضاف: "لقد عملنا مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص بحرص لضمان الالتزام بجميع اللوائح والمبادئ التوجيهية اللازمة، مما يسمح لنا ببناء بيئة آمنة ومثرية لكل من طلابنا وحيواناتنا".

وأكد مديرو المدارس أن التفاعل مع الحيوانات والانخراط في الأنشطة المرتبطة بالطبيعة، أدى إلى تحسن ملحوظ في الحالة العاطفية والاجتماعية لدى الطلاب.

وقال ماكدونالد "لقد تطورت لديهم أحاسيس أقوى بالتعاطف والمسؤولية والوعي البيئي، وهي مهارات حيوية لنموهم بشكل عام".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com