طلاب الإمارات يعززون فرص العمل بمهاراتهم المهنية
أكملت الطالبة الجامعية روضة محمد دورة احترافية في الإعلام وصناعة الأفلام. وهي تخطط الآن لتطوير مهاراتها بشكل أكبر من خلال الالتحاق بدورات الصحافة الرياضية لزيادة فرصها في الحصول على وظيفة في صناعة الإعلام.
روضة، وهي في أوائل العشرينيات من عمرها، هي واحدة من الشباب الإماراتي الحريص على اكتساب المهارات المهنية حتى تتمكن من الحصول على فرصة أفضل لجذب انتباه أصحاب العمل.
قالت "ناتاشا باريك"، المستشارة المهنية والرئيسة التنفيذية لشركة" ماي ليرننج كيرف" My Learning Curve لصحيفة خليج تايمز : "أصبح طلاب اليوم مستعدين للمستقبل من خلال التسجيل في الدورات التي تعزز قابلية توظيفهم".
وقالت روضة، التي تعمل كمتدربة إعلامية لاكتساب خبرة عملية في إنشاء المحتوى وإنتاجه: "أنا ملتزمة بإعداد نفسي لمستقبل في صناعة الإعلام. أنا أواصل دراستي للحصول على درجة البكالوريوس في التصميم الداخلي في جامعة عجمان، حيث تعمل على تنمية مواهبي الإبداعية من خلال التصميم والجماليات.
وأضافت: "على الرغم من أن هذه المجالات قد تبدو متباعدة، إلا أن مساري مدفوع بشغف عميق بكل من الإعلام والإبداع. لقد اخترت مسارًا أكاديميًا مستقرًا في التصميم الداخلي لتأمين مستقبلي وفي الوقت نفسه بناء مهنة في الإعلام، حيث يكمن شغفي الحقيقي".
بالنسبة لروضة، فإن النهج المزدوج سيسمح لها ببناء محفظة استثمارية متعددة الاستخدامات، مما يضمن لها وضعًا جيدًا لتحقيق مهنة ناجحة بعد التخرج.
وقد فعلت المهندسة الكهربائية الإماراتية مريم المنصوري نفس الشيء أثناء دراستها الجامعية، حيث تابعت العديد من الدورات المهنية من عام 2019 إلى عام 2021 لتعزيز مهاراتها وتوسيع معارفها.
وقالت: "لقد كان الدافع وراء ذلك هو رغبتي القوية في التحسين المستمر والبقاء قادرة على المنافسة في سوق العمل"، وأضافت: "لم تعمل هذه الدورات على تعميق فهمي للمفاهيم الأساسية فحسب، بل زودتني أيضًا بالمهارات العملية الأساسية للتطبيقات في العالم الحقيقي. ومن خلال استكمال تعليمي الأكاديمي بالخبرة العملية، تمكنت من سد الفجوة بين النظرية والتطبيق، وبالتالي ضمان استعدادي الجيد لمواجهة تحديات حياتي المهنية المستقبلية.
الاستعداد للوظيفة
وفي الوقت نفسه، أطلقت منصة التعلم عبر الإنترنت "كورسيرا" مؤخرا تقريرا جديدا يؤكد على الاستخدام المتزايد للشهادات الصغيرة من قبل المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء العالم. ويظهر التقرير أن الجامعات تعمل بشكل متزايد على استكمال برامج الدرجات التقليدية بشهادات صغيرة خاصة بالصناعة لإنتاج خريجين جاهزين للعمل.
ويؤكد التقرير، الذي استند إلى دراسة أجريت على أكثر من ألف من قادة التعليم العالي، بما في ذلك العمداء ورؤساء الجامعات والمستشارون الذين يمثلون 850 مؤسسة في 89 دولة، على دور الشهادات الصغيرة في تشكيل مستقبل التعليم.
وبحسب التقرير، يعتقد 88% من خبراء التعليم العالي الذين شملهم الاستطلاع أن الطلاب أكثر ميلاً إلى الالتحاق بالبرامج التي تقدم الاعتماد الأكاديمي للحصول على شهادات معترف بها في الصناعة. بالإضافة إلى ذلك، يتفق 92% على أن الخريجين الذين حصلوا على هذه الشهادات مجهزون بشكل أفضل لسوق العمل. ويتردد صدى هذا الشعور بين الطلاب أنفسهم، حيث ذكر 97% من الطلاب في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أن الحصول على شهادة مهنية من شأنه أن يساعدهم على التميز أمام أصحاب العمل والحصول على وظيفة بعد التخرج.
وأكد قيس الزريبي، المدير العام لشركة كورسيرا في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن "المؤسسات الأكاديمية بحاجة إلى التعاون مع الحكومات والصناعات لمواءمة مناهجها الدراسية مع المتطلبات المتطورة لسوق العمل".
وأضاف الزريبي: "من خلال دمج المحتوى ذي الصلة بالوظيفة والشهادات الصغيرة في برامجها، يمكن للجامعات مساعدة الطلاب على تطوير المهارات اللازمة للنجاح في وظائف الغد".
وأشارت "ناتاشا باريك"، مستشارة التوظيف والرئيس التنفيذي لشركة My Learning Curve، إلى أن طلاب اليوم أصبحوا مستعدين للمستقبل من خلال التسجيل في الدورات المهنية التي تعزز قابلية توظيفهم.
واستشهدت قائلة: "بدأ أحد طلابنا تعلم البرمجة والروبوتات في المدرسة المتوسطة، وهو الآن يحمل براءة اختراع مؤقتة لـ "Walkfit"، وهي عصا مشي ذكية. وهناك طالب آخر يعزز مهاراته في التسويق الرقمي من خلال شهادة من Google، بناءً على تدريبه في إنشاء المحتوى واستراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي. وهناك طالب آخر يدرس حاليًا تخصصًا فرعيًا في تطوير أدوات التعلم الآلي أثناء تدريبه.
وأكدت أن "هذه الدورات تزود الطلاب بالمهارات الواقعية، مما يجعلهم قادرين على المنافسة في القبول بالجامعات وسوق العمل".