إنتاج العسل
إنتاج العسل

طلاب دبي يختبرون تجربة تعليمية في الاستدامة

قام بعض الطلاب بتجربة عمل البطاريات المستدامة باستخدام الفواكه والخضروات
تاريخ النشر

يكتسب الطلاب في دبي خبرة عملية في الممارسات المستدامة من خلال زراعة منتجات طازجة لمقصف مدرستهم وتشمل مجموعة متنوعة من النباتات بما في ذلك الخس والطماطم الكرزية والريحان والباذنجان.

في أكاديمية دبي الدولية، يشرع هؤلاء المزارعون الصغار في رحلة لزراعة 20,001 شجرة بحلول نهاية العام الدراسي كجزء من مبادرتهم "20.001 شجرة لإمارات أكثر خضرة"، مما يربط الدروس بالتطبيق في الحياة الواقعية.

ودمجت المدرسة الزراعة المائية في مناهجها الدراسية، مما أتاح للطلاب الفرصة لزراعة فواكههم وخضرواتهم بأنفسهم داخل المدرسة. تشير الزراعة المائية إلى عملية زراعة النباتات باستخدام محلول مغذي قائم على الماء، بدلاً من التربة. تتماشى هذه المبادرة مع البرنامج الوطني الذي أطلقته دبي مؤخراً، "ازرع الإمارات"، بقيادة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي يهدف إلى دعم القطاع الزراعي وتعزيز ثقافة الزراعة عند الجيل الجديد.

بالإضافة إلى الزراعة المائية، قامت المدرسة بتطوير ثلاثة مجالات رئيسية: مشتل وحديقة وخلايا نحل. تؤدي النحلة دوراً أساسياً في التلقيح، حيث تساهم بشكل كبير في نمو النباتات. ومؤخراً، احتفل الطلاب بإنتاج العسل الذي تم حصاده ومشاركته مع العديد من أفراد المجتمع.

إن الربط بين هذه المساحات المزروعة وكافيتريا المدرسة أمر بالغ الأهمية. يتم الاستفادة من منتجات المشتل والحديقة بعدة طرق، وخاصة في الكافتيريا. قال "كورماك هاراجي"، مدرس الصف الخامس ومنسق العلوم الابتدائية: "لقد ساعد مقدمو الطعام الطلاب في حصاد المنتجات حتى يتم تضمينها في السلطات الطازجة". "يكون مذاقها أفضل دائماً عندما تقطفها بنفسك!" مع وصول المنتجات الطازجة إلى الكافتيريا وتوزيع العسل الناتج من خلايا النحل، لا يزرع الطلاب البذور فحسب؛ بل يزرعون مستقبلاً حيث تكون الممارسات الصحية جزءاً من حياتهم اليومية.

كورماك هاراغي مع الطلاب
كورماك هاراغي مع الطلاب

كما تعمل هذه المبادرة على تعزيز الاهتمام والتقدير لمصادر الغذاء. وأشارت "راشيل كيد"، معلمة الصف الثالث، إلى أن الطلاب اندهشوا عند رؤية كيفية نمو الفواكه والخضروات، وقالت: "لم يصدقوا الأمر! لقد كانوا يلتقطون الصور ويتعلمون عن الزراعة المائية". ومع اكتشاف الطلاب أن الفواكه المزروعة محلياً طازجة ولذيذة أكثر، زادت مشاركتهم في المشروع.

وتبدو السعادة واضحة على الطلاب المشاركين في نوادي البستنة بعد المدرسة، وهم لا يزرعون البذور فحسب، بل يتعلمون أيضاً عن مرحلة ما بعد نموها. وتحدث مدير المدرسة، "إيان ثورستون" مع صحيفة خليج تايمز، وقال: "لقد نما الخس بشكل رائع! كان لدينا الكثير منه لدرجة أننا قمنا بالتبرع بنصف الكمية". وأضاف: "كما أن الجذور تنمو"، مؤكداً على الخبرة العملية القيمة التي يكتسبها الطلاب من خلال هذا النهج المبتكر.

وبالنسبة للطلاب الأكبر سناً، تمتد الدروس إلى مجالات الاستدامة والتأثير العالمي. وتحدث "كورماك هاراجي" عن كيفية استكشاف الطلاب لمفهوم المنتجات المحلية مقابل الواردات الدولية. وقال: "أجرينا اختبار تذوق أعمى، وأدرك الطلاب أن الفاكهة المزروعة محلياً طازجة ولذيذة أكثر". إن استيعاب ذلك هو أمر بالغ الأهمية حيث يتعلمون عن الآثار البيئية لإنتاج الغذاء ونقله.

وخارج ساحات المدرسة، يتم تشجيع الطلاب على تطبيق ما تعلموه في دروس البستنة في المنزل. "جانماي جويال" و "شيف تريفيدي" هما في الصف الخامس ومن الطلاب المشاركين في أنشطة البستنة، شاركا تجربتهما في زراعة النعناع والطماطم الكرزية في المنزل بعد أن ألهمتهما مبادرة مدرستهما. وقالا: "من السهل القيام بذلك! أردنا فقط زراعة شيء ما"، مؤكدان على تأثير المبادرة خارج الفصل.

كما شارك في المشروع أيضاً نادي رواد الأعمال بالمدرسة، حيث تم استكشاف طرق لتسويق المنتجات المحصودة. وهناك خطط جارية لإقامة سوق للمزارعين، حيث يمكن للطلاب بيع منتجاتهم للآباء والعامة، مما يعزز الصلة بين التعليم وريادة الأعمال.

العلم وراء الأمر

وتتناول الرحلة التعليمية أيضاً المبادئ العلمية ويتعلم الطلاب عن العناصر الغذائية اللازمة لنمو النباتات والاعتبارات البيئية للزراعة. ويشرح "كيد": "الأمر يتعلق بفهم كيفية رعاية النباتات. ويتعلمون المسؤولية، حيث أنهم إذا لم يرووا النباتات، فسوف تموت". كما تعلم هذه التجربة العملية الطلاب الصبر وأهمية رعاية الكائنات الحية.

وتلوح في الأفق أيضاً مشاريع مبتكرة، فقد أجرت طالبتان مثل "ليا الغالي" و "إريكا باريك" تجارب على بطاريات مستدامة باستخدام الفواكه والخضروات. وتقولان: "اكتشفنا أنه يمكن توليد الكهرباء باستخدام الفواكه بسبب وجود الإلكتروليت بها"، موضحتين كيف يؤدي الفضول إلى اكتشافات علمية مثيرة.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com