مجموعات واتساب المدرسية بين الفائدة والإزعاج
يقول بعض أولياء الأمور في الإمارات إن مجموعات الواتساب المدرسية يمكن أن تتحول في بعض الأحيان إلى منصات للشكاوى وسوء الفهم والمناقشات خارج السياق، مما يحول ما ينبغي أن يكون أداة مفيدة إلى مصدر للإزعاج.
وفي حين أكد أغلبية المشاركين أن المنصة مفيدة للتواصل السريع والفعال بين أولياء الأمور والمدرسة، مما يسمح بمشاركة الأخبار حول الفعاليات المدرسية والواجبات والإشعارات المهمة، إلا أنهم من ناحية أخرى يشيرون إلى أن هذه المجموعات قد تمثل عبئاً في بعض الأحيان نتيجة للعدد الزائد من الرسائل التي لا علاقة لها بهدف تلك المجموعات.
وأشاروا إلى أنه بدلاً من الالتزام بالموضوعات المتعلقة بالمدرسة، يستخدم بعض الآباء المجموعة لمشاركة المشاكل الشخصية أو الشكاوى، وغالباً لا تكون هذه الموضوعات ذات صلة بأغلبية الأعضاء ومن الأفضل التعامل معها من خلال الرسائل المباشرة.
محادثات الوعظ
تحدثت صحيفة خليج تايمز مع عدد من الآباء والأمهات للتعرف على تجاربهم.
قالت "كارين كارفاليو"، وهي أم في مدرسة بدبي: "في بعض الأحيان يشتكي الآباء، وكما هو الحال في المنصات الرقمية القائمة على النصوص مثل واتساب، يمكن أن يؤدي الأمر إلى سوء الفهم بسبب عدم القدرة على التعرف على نبرة الحديث والسياق. ذات مرة، رأيت أكثر من 50 رسالة في أقل من ساعة من أحد الوالدين يتجادل حول كيفية قراءة النشرة الإخبارية وكيف يجب على شخص آخر التوقف عن التصرف بتعالي. أحياناً، يجتمع بعض الآباء في تلك المجموعات للاحتجاج ضد ما يعتبرونه معاملة غير عادلة أو ضد أي سياسات أو قرارات مدرسية. لذلك، في رأيي، في حين أنها مفيدة في معظم الأحيان، إلا أنها في العديد من المرات يمكن أن تكون نقمة خلال العام الدراسي".
مفيدة للتحديثات
تقول الوافدة الفرنسية "كريستين كوارتير لا تينت" المقيمة في دبي، التي تدرس ابنتها بمدرسة "رافلز وورلد أكاديمي"، إن مجموعات واتساب يمكن أن تكون مفيدة للغاية لمعرفة التحديثات السريعة ودعم مجتمع المدرسة عند استخدامها بشكل صحيح.
وقالت: "إن مجموعة واتساب المدرسية مفيدة جداً خاصة للآباء العاملين، لأن الناس يدعمون بعضهم البعض من خلال هذه المجموعات. غالباً ما يتلقى الآباء عدد هائل من رسائل البريد الإلكتروني المدرسية التي قد نراها أو لا نراها. على الأقل مع مجموعة واتساب المدرسية، نتلقى تذكيرات للأنشطة التعليمية الإضافية والعروض التقديمية، كما تساعد في معالجة الاستفسارات حول الواجبات المنزلية وتطبيقات المدرسة والعديد من الأشياء الأخرى".
وأضافت كريستين: "عادةً، يتصرف الناس بحذر. تساعدنا المجموعات في البقاء على اطلاع بجوانب مثل الأمور اللوجستية والتنظيمية، وعندما تكون هناك مشاكل أكبر تتعلق بالمدارس أو المعلمين فإن الأمهات يتحدثن عنها أيضاً. ومع ذلك، أرى إلى حد كبير أن الأمهات يحافظن على ضبط النفس لأنهن لا يرغبن في أن يتم استخدام ما قيل في المجموعة ضدهن لاحقاً من قبل أي شخص".
متابعة التحديثات المدرسية لأكثر من طفل تشكل تحدياً
وأكدت "بافيا راو"، وهي أم لديها ابنتين في مدرسة دبي البريطانية، أن الأمر يصبح صعباً بشكل خاص عندما يكون لديك أكثر من طفل واحد، حيث يتعين عليها باستمرار التعامل مع تحديثات المدرسة ورسائل حفلات أعياد الميلاد التي لا تعد ولا تحصى.
وقالت: "إنها ميزة مفيدة في أغلب الأوقات حيث توجد العديد من التذكيرات القيمة التي قد تغيب عن ذهن الوالد أثناء أداء المهام المتعددة. ولكن، بصراحة - في بداية العام الدراسي - توجد العديد من رسائل التحية الصباحية التي يمكنني الاستغناء عنها، حيث أن لا علاقة لها بالمدرسة. لذلك، فإن الضجة الناجمة عن مجموعة واتساب يزعجني أحياناً، خاصة عندما أكتشف أن الرسائل غير ذات صلة. ولكن إبقاء مجموعة المدرسة في الوضع الصامت ليس خياراً لأنه يوجد بها أيضاً الكثير من المعلومات المفيدة".
يقترح الآباء أن يكون لديهم مجموعات متعددة للاحتياجات المختلفة مثل مجموعة للإعلانات الرسمية، أو مجموعة للمناقشة غير الرسمية، مما قد يساعد في تسهيل عملية التواصل.
وأكدت بافيا أن تعيين مشرف على المجموعة لإدارة المناقشات وتذكير الآباء بشأن إبقاء المحادثات متصلة بهدف وسياق المجموعة يمكن أن يمنع وجود الفوضى.
وأضافت: "أتذكر ذات مرة أنه كانت هناك عدد من الرسائل غير الضرورية... كانت هناك محادثة حول ركن السيارة أثناء إجازة المدرسة وقد أشعلت جدالاً بين اثنتين من الأمهات حيث انحازت بعض الأمهات إلى أحد الجانبين، وفي النهاية تحولت المحادثات إلى أمر بشع وظل الآخرون مثلي صامتين. إن ذلك يشير إلى أن المحادثات قد تخرج عن سياق المجموعة في بعض الأحيان. ولكن، إن إدارة تلك المجموعات تعتمد إلى حد ما على المشرفين، أعتقد أنهم يجب أن يلعبوا دوراً حاسماً في إبقاء المحادثات تحت السيطرة وضبط الأعصاب والتعامل باحترام".
التواصل بشكل مناسب
وفي الوقت نفسه، أشار مدراء المدارس في دبي إلى أن المدارس لديها عقد مع أولياء الأمور معتمد من هيئة المعرفة والتنمية البشرية، والذي يقدم إرشادات واضحة حول كيفية التواصل بشكل مناسب مع المدارس.
قال "سيمون هربرت"، مدير المدرسة والرئيس التنفيذي لمدرسة" جيمس الدولية - الخيل" : "في العديد من مجموعات واتساب المدرسية يوجد مسؤول علاقات للتنسيق مع أولياء الأمور، ولا يتم تضمين المعلمين في المجموعة حيث أن وسيلة التواصل معهم ومع المدرسة هي وجهاً لوجه أو عبر البريد الإلكتروني أو التطبيقات التعليمية مثل "Managebac". إن واتساب له استخداماته المخصصة ونحن نأمل أن يأتي لنا الآباء بأسئلتهم أو استفساراتهم في المدرسة مباشرة عندما يتعلق الأمر بأطفالهم، بدلاً من البحث عن الإثباتات والأنماط عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف أن "ثقافة مدرستنا مبنية على قيم الاحترام والثقة والطموح، ولذلك نحث جميع الأفراد - بما في ذلك أولياء الأمور - على اتباع القيمتين الأوائل عندما يتعلق الأمر بالتواصل".
وأوضح المدراء أيضاً أن المدارس تنشئ أحياناً مجموعات مؤقتة مع أولياء الأمور على تطبيق واتساب عندما يسافر فريق مدرسي لحضور فعاليات بين المدارس، حيث تكون التحديثات السريعة بشأن الخدمات اللوجستية ضرورية للتنسيق ويتم إلغاء تلك المجموعات بعد الحدث.
قالت "سانجيتا شيما"، مديرة مدرسة "أميتي دبي": "في مدرستنا، لا يتم إشراك المعلمين في مجموعات واتساب الخاصة بالآباء. في بعض الأحيان، تؤدي هذه المجموعات إلى مشاركة المعلومات اغير الضرورية و تزيد من التواصل غير الرسمي الذي يقلل من الاحترافية. في الوضع المثالي، يجب أن يتم التواصل باحترام وفي المواضيع ذات الصلة فقط في هذه المجموعات".