مدارس الإمارات ..عدم التسامح مع التنمر
مدارس الإمارات ..عدم التسامح مع التنمر

مدارس الإمارات تطبق نماذج إبلاغ آمنة لمكافحة التنمر

إنشاء بيئة يفهم فيها الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور ما هو التنمر وآثاره الضارة يمكن أن يساهم في بناء ثقافة وقائية
تاريخ النشر

تتبع المدارس في الإمارات سياسة عدم التسامح مع التنمر، حيث يتم التعامل مع جميع الحوادث بجدية، بالإضافة إلى خيارات الإبلاغ المجهول، تتبنى المدارس برامج إرشاد الأقران وسياسات مكافحة التنمر التي تُراجع كل عام دراسي لمواكبة التطورات الوطنية والدولية.

وأفاد مدراء المدارس أن مؤسساتهم تتبنى سياسة مهيكلة للإبلاغ عن حالات التنمر، مما يسهل الإبلاغ عن أي مخاوف إلى فريق الحماية المركزي أو وحدة حماية الطفل أو الجهات المعنية الأخرى.

نماذج الإبلاغ الآمنة عبر الإنترنت

قال "جانيت فولي"، نائب المدير التنفيذي لمدرسة "جيمس ويسجرين" الدولية بالشارقة: "لقد طبقت المدرسة نظام إحالة ذاتي يسمح للأفراد بالإبلاغ عن حالات التنمر بشكل مجهول إذا رغبوا في ذلك".

وأوضح أن النظام متاح عبر رمز الاستجابة السريعة (QR) الموجود في جميع أنحاء المدرسة. وأضاف: "يوجه رمز الاستجابة السريعة المستخدم إلى نموذج إبلاغ إلكتروني آمن يديره مستشارو المدرسة حيث يمكنهم إدخال تفاصيل الحادث. وبمجرد تقديم تقرير، تعالج المدرسة الوضع على الفور بإشراك الأطراف المعنية، مع ضمان سلامة وأمان الطلاب المتورطين."

وتتعامل المدرسة مع التنمر بمنهجية تركز على الطالب. وتابع: "يتم تعزيز ذلك من خلال مشاركة أخصائيي الصحة النفسية للمراهقين ولجنة مكافحة التنمر في المرحلة الثانوية وأبطال الصحة النفسية في المرحلة الابتدائية. عندما يتم الإبلاغ عن حوادث التنمر، يعمل الطلاب الأكبر سناً المدربون وأعضاء الهيئة التدريسية معاً لمعالجة الوضع بسرعة وفعالية."

برامج دولية لمكافحة التنمر

فرق القيادة الطلابية مدربة على تحديد سلوكيات التنمر وتقديم الدعم الفوري لزملائهم، والمساعدة في تهدئة المواقف من خلال تقديم أذن مصغية.

وأضاف "فولي": "التدريب متاح للموظفين وأولياء الأمور، كما يتم تعريف الطلاب بشبكات الدعم داخل المدرسة خلال الأسابيع الأولى من الدراسة لضمان معرفتهم بمن يلجؤون إليه في أي وقت يحتاجون فيه إلى المساعدة."

وتبنت بعض المدارس في الإمارات أيضاً برامج مكافحة التنمر الدولية المبنية على الأدلة العلمية، والتي أثبتت فعاليتها بشكل علمي.

وقالت "آشلي إيتون"، مساعدة رئيس قسم الرعاية في مدرسة جميرا للبكالوريا في دبي: "نحن نطبق برنامج "كيفا" (KiVa) لمكافحة التنمر، وهو مبادرة قائمة على الأبحاث والأدلة طورتها جامعة "توركو" في فنلندا. يأخذ هذا البرنامج نهجاً استباقياً من خلال توعية مجتمع المدرسة بأكمله حول الوقاية من التنمر. يتم دمج دروس "كيفا" عبر جميع الصفوف، مع وجود سياسة شاملة مدمجة في نظم المدرسة."

وأكدت "إيتون" أنه عندما يتم الإبلاغ عن حالة تنمر، يوفر برنامج "كيفا" إجراءات منظمة للموظفين للتحقيق في الموقف وتطبيق العقوبات وفقاً لسياسة السلوك الخاصة بالمدرسة. "نتواصل مع أولياء الأمور ونقدم الدعم للطلاب من خلال فرق الرعاية والإرشاد، رفاهية طلابنا هي جوهر كل ما نقوم به هنا، ونحن نؤمن أن برنامج "كيفا" يدعم ذلك بفعالية."

فهم علامات التنمر

وأوضح مدراء العديد من المدارس في دبي أن "مسؤول الحماية المعين" أو الفرق المسؤولة عن قضايا حماية الطفل في المدرسة تلعب دوراً حاسماً.

وقال "غاريث كوبر"، مساعد مدير المدرسة لدى مدرسة جيمس البرشاء الوطنية: "يحتفظ مسؤول حماية الأطفال بسجلات عن المخاوف والإجراءات المتخذة وأي اتصالات رئيسية تمت مشاركتها داخلياً أو مع وكالات خارجية، بالإضافة إلى زيادة الوعي باستمرار حول أهمية حماية الأطفال ورفاهيتهم."

وأشار مدراء المدارس إلى أن إنشاء بيئة يفهم فيها الطلاب والمعلمون وأولياء الأمور ما هو التنمر وآثاره الضارة يمكن أن يساهم في بناء ثقافة وقائية.

وقد تشمل بعض العلامات زيادة القلق والاكتئاب وتقلبات المزاج، وفي الحالات القصوى، الإصابات غير مبررة أو ملابس ممزقة، أو ممتلكات تالفة بالإضافة إلى الانعزال اجتماعياً.

وأضاف "كوبر": "ولذلك، فإن مبادرات التوعية مثل أسبوع مكافحة التنمر، وأسبوع الإنترنت الآمن، وتقديم قادة من الطلبة لمكافحة التنمر في المدرسة تساعد في نشر الرسالة المهمة والتوقعات."

الإجراءات التأديبية

وأكد المدراء أن الإجراءات التأديبية لحوادث التنمر يتم تطبيقها بطريقة عادلة ومتسقة ومعقولة، مع مراعاة الاحتياجات التعليمية الخاصة والإعاقات والاحتياجات الخاصة للطلاب الضعفاء.

وقال "كوبر": "يتم النظر في الاستبعاد المؤقت في الحالات الأكثر خطورة وتكراراً للتنمر، وتقرر المدرسة ما إذا كان من الضروري إشراك أي هيئات أخرى لضمان السلامة النفسية على مدى بعيد للطلاب المعنيين."

وتبنت بعض المدارس برامج إرشاد الأقران، حيث يدعم الطلاب الأكبر سناً الطلاب الأصغر سناً في التعامل مع التحديات الاجتماعية مثل التنمر.

كما يتم إبلاغ أولياء الأمور وإشراكهم بشكل فعّال في العملية، حيث تتواصل المدارس معهم بشكل مستمر.

قالت "ميلاني موزس"، مسؤولة الحماية المعينة في أكاديمية "جيمس" الأمريكية في أبوظبي: "يضمن هذا النهج التعاوني أن أولياء الأمور ليسوا مجرد مراقبين، بل مشاركين نشطين في خلق بيئة آمنة وداعمة لأطفالهم. قد تقدم المدارس أيضاً ورش عمل لمساعدة أولياء الأمور في التعرف على علامات التنمر وتزويدهم بالاستراتيجيات لدعم أطفالهم. تتماشى إجراءاتنا مع السياسات الأوسع لـ "جيمس إديوكيشن" وسياسة حماية الطلاب في دائرة التعليم والمعرفة، والتي تؤكد على خلق بيئة آمنة وداعمة لجميع الطلاب."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com