يتعين الآن على المعلمين الساعين إلى العمل في مدارس أبوظبي اكتساب خبرات في مجال الاستدامة، حيث أصبح الإلمام بهذا المجال معياراً رئيسياً للتوظيف في واحدة على الأقل من المؤسسات في العاصمة.
ويتجسد هذا الالتزام في مدرسة "جيمس فاوندرز" في مدينة مصدر بأبوظبي، وهي أول مدرسة في منطقة الخليج تعتمد استراتيجية صافي الانبعاثات الصفري، بالشراكة مع مبادرة المدارس المستدامة.
وتهدف المدرسة إلى تقليل بصمتها السنوية من ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1154 طناً من خلال استراتيجيات صافي الانبعاثات الصفري وتوفير الطاقة.
وفي حديثها لصحيفة خليج تايمز، قالت "ألبرتا هويزر"، المديرة والرئيسة التنفيذية لمدرسة "جيمس فاوندرز" بمدينة مصدر: "عندما افتتحنا المدرسة، أجريت مقابلات مع كل معلم من معلمينا ولدينا ما يقرب من 60 معلماً. وتم سؤال كل معلم حول الاستدامة والابتكار وكيفية دمج هذه المبادئ في دروسهم. تم اختيار المعلمين الذين بدى أنهم يتبنون هذه العقلية بنجاح".
وأضافت: "منذ اليوم الأول، حرصنا على أن يكون الجميع، من فريق الإدارة إلى القيادة، متوافقين معنا في تركيزنا على "الابتكار المستدام " - وهو مزيج من الاستدامة والابتكار، وهو أيضاً شعارنا. في كل درس، بغض النظر عن الموضوع، يشدد معلمونا على مفهوم الاستدامة والابتكار والرعاية البيئية".
وبانضمامها إلى مبادرة المدارس المستدامة، أكدت مديرة المدرسة على اتخاذهم للخطوات الهامة نحو تقليل البصمة الكربونية للمدرسة وتعزيز الممارسات المستدامة داخل مجتمع المدرسة.
كما أكدت على مكانة المدرسة الرائدة في تبني نهج تحويلي للتعليم من خلال إنشاء نموذج مبتكر للمسؤولية البيئية، وتوجيه قادة الغد للمساهمة في مستقبل مستدام أكثر.
وقالت: "بالإضافة إلى حملات تنظيف الشواطئ والمبادرات الأخرى التي تسعى للحفاظ على نظافة أبوظبي، فإننا على سبيل المثال، ندرس بعناية أيضاً التغليف وأنواع المواد المستخدمة في الأطعمة (في كافتيريا المدرسة). على سبيل المثال، يشارك طلابنا بنشاط في تقييم تغليف الوجبات الجاهزة لضمان التوافق مع أهداف الاستدامة الخاصة بنا".
وأضافت: "نتجنب البلاستيك تماماً، لذا لن تجد أي زجاجات بلاستيكية في مدرستنا. وبدلاً من ذلك، لدينا محطات مياه في جميع أنحاء المدرسة، ويحضر كل شخص زجاجات مياه قابلة لإعادة الاستخدام، وكلها قابلة لإعادة التدوير بالكامل. وفيما يتعلق بالزي الرسمي، نتعاون مع فريق "ثريدز" "Threads" (متجر الزي المدرسي) لتصميم قمصان مصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير، مما يدعم التزامنا بالاستدامة".
وأضافت هويزر: "بالنسبة لشركة برايت باص ترانسبورت (BBT)، وهي شركة النقل المدرسي، فإننا ننسق تركيب خزانات الوقود الحيوي في ساحات المدارس، ونحن في خضم إجراء محادثات مع وزارة التعليم والمعرفة. وتماشياً مع أهداف الاستدامة، نخطط أيضاً لتقديم محطات شحن المركبات الكهربائية لتشجيع التنقل الصديق للبيئة".
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يولد نظام الألواح الشمسية الشامل للمدرسة 3.1 مليون كيلووات ساعة من الطاقة سنوياً، مما سيوفر الطاقة والظل للمبنى ومحيطه، وسيعزز كفاءة الاستخدام.
إن استخدام تقنيات البناء المتقدمة، مثل الألواح الجاهزة المعزولة حرارياً، من شأنه أن يقلل بشكل كبير من الحمل الحراري على نظام تكييف الهواء، مما يؤدي إلى انخفاض استهلاك الطاقة وخلق منشأة تعليمية أكثر استدامة.
ويراعي تصميم المبنى الاستفادة القصوى من الإضاءة الطبيعية والتحكم في درجة الحرارة من خلال تقليل الفتحات في الجانب المواجه للجنوب، وهو ما يتلاءم مع مناخ دولة الإمارات العربية المتحدة، مع زيادة الفتحات في الجانب المواجه للشمال. ويضمن هذا التصميم الاستراتيجي كفاءة استخدام الطاقة المثلى وبيئة مريحة للطلاب.
تقول هويزر: "أما فيما يتعلق بالهندسة المعمارية للمبنى، فقد عملنا مع مدينة مصدر، وقد حصلنا على شهادة الريادة في مجالي الطاقة والتصميم البيئي (LEED Green) قبل افتتاح المبنى. كما أن لدينا مجتمع أولياء أمور نشط للغاية، حيث أنهم يقدمون ورش عمل أسبوعياً لطلابنا حول الأكل الصحي والعناية بالبيئة وأجسامهم.".