السكان المتضررون من حريق البرشاء يبحثون عن مأوى مؤقت
على الرغم من إخماد الحريق الذي اندلع في مبنى سكني بالقرب من مول الإمارات بدبي ليلة الأحد، إلا أن العديد من السكان يبحثون حالياً عن أماكن إقامة مؤقتة. ويعتزم البعض البقاء مع الأصدقاء أو العائلة، بينما حجز آخرون غرفاً فندقية، في ظل حالة من عدم اليقين التي تسيطر على الجميع بشأن أوضاعهم.
وقد جلست صديقتان، "عائشة" و"مريم" (تم تغيير الأسماء بناءً على الطلب)، أمام متجر البقالة المجاور للمبنى المحترق، في انتظار أي مستجدات. وروت المغتربة المصرية "عائشة"، التي وصلت إلى دبي قبل شهرين، اللحظة التي أدركتا فيها أن هناك خطأ ما:
وأخبرت صحيفة "خليج تايمز ": "كنّا في المنزل عندما شممت رائحة حريق كريهة. سألت زميلتي في السكن عمّا إذا كانت قد أحرقت شيئاً، ثم سمعنا أشخاصاً يصرخون. كان الجميع في حالة ذعر؛ وكانت السلالم مليئة بالناس (الهاربين)".
وفي الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين، بعد 12 ساعة من فرارهما من شقتهما، كانت المقيمتان تأملان أن تكون بعض ممتلكاتهما لا تزال في أمان. قالت الزميلة الجزائرية في السكن: "كان الأمر مرعباً. لقد تركنا كل شيء خلفنا؛ ونحن نبحث عن أي مستجدات بشأن الانتقال إلى مكان آخر حيث ليس لدينا أحد لنقيم معه في الوقت الحالي".
كما عاد "كريستيان أكوستا"، وهو طاهٍ فلبيني يعيش في الطابق الرابع، إلى منزله من العمل حوالي الساعة 11 مساءً ليجد عملية الإخماد جارية. واستذكر قائلاً: "في لحظة عفوية، حاولت أخذ أغراضي، لكن الشرطة أوقفتني. كنت في حالة صدمة".
ورغم خسارته واضطرابه، استعاد "كريستيان" قوته في صباح اليوم التالي واختار أن يجلب الأمل للسكان العالقين. وبقلب مليء بالرحمة، طهى أطباق المعكرونة الساخنة، وقدّم المساعدة لمن هم في حاجة إليها.
وأضاف: "نحن في هذه المشكلة معاً. هناك أطفال متعبون، وبعضهم جائع".
لا يزال "كريستيان" يحاول استيعاب ما حدث، ويفكر في البقاء مع صديق حتى يتلقوا المستجدات.
أما "راهي"، وهو مغترب هندي، فقد حاول الاتصال بإدارة المبنى ومالك الشقة للحصول على إرشادات حول ما يجب فعله بعد ذلك. ومع غموض الموقف، أعرب "راهي" عن مخاوفه قائلاً: "آمل ألا يتركونا هكذا (عالقين في الخارج). مع حلول العام الجديد، سيكون المكان مزدحماً للغاية، والأسعار مرتفعة بعض الشيء".
وأكدّ على خطورة الوضع الذي يعيشونه، حيث كان عليه أن ينهي كل شيء بسرعة، خاصة في ظل التزاماته الوظيفية في اليوم التالي.
وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي المبنى في البرشاء وقد اشتعلت فيه النيران، وكانت الواجهة مغطاة بالدخان الأسود. وعندما زارت صحيفة "خليج تايمز" مكان الحادث، كانت المحلات التجارية في الطابق الأرضي مغلقة، كما أغلقت السلطات المنطقة لضمان السلامة العامة وتسهيل عمليات الطوارئ. ومن بين الحارتين، بقيت حارة واحدة فقط مفتوحة للمركبات.
وبينما تواصل السلطات تحقيقاتها وجهود التنظيف، يظلّ السكان متفائلين بالتوصل إلى حل سريع لمشكلة السكن الخاصة بهم.