طلاب الإمارات يحققون إنجازاً عالمياً في مؤتمر المناخ
حقق طلاب الصف الثاني عشر من إحدى مدارس أبوظبي الفخر لدولة الإمارات العربية المتحدة بفوزهم في مسابقة بيئية مرموقة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في باكو من خلال تقديم حلول مبتكرة في مجال إدارة النفايات.
وحققت مدرسة كامبريدج الثانوية في أبوظبي الفوز في "تحدي تغير المناخ" المنظم من قبل برجيل القابضة وأكسفورد سعيد للأعمال.
وقام كل من فريق بليثورا، وميهك، وبارفي، وتيروشي، بتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قدموا حلاً مبتكراً لإدارة الحمأة، مما أكسبهم الجائزة الكبرى.
وكجزء من المكافأة، سيلتحق الفائزون بالمدرسة الصيفية في جامعة أكسفورد ضمن برنامج الابتكار في مجال المناخ لعام 2025، حيث سيتعاونون مع خبراء عالميين. وفي معرض حديثهم عن هذا الإنجاز، قالوا: "إن هذه الفرصة ليست مجرد حلم أصبح حقيقة، بل هي فرصة لتعزيز رؤيتنا لمستقبل مستدام".
الابتكار الحائز على الفوز
يتضمن النهج المبتكر الذي يتبعه الفريق ترشيح الحمأة باستخدام دوامة وأوساط الزيوليت لإزالة الأمونيا والمعادن. كما يعمل حلهم على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن طريق إضافة كربونات البوتاسيوم، التي تتحول إلى بيكربونات البوتاسيوم، مما يوفر ميزة مزدوجة من حيث إدارة النفايات وتأمين صحة البيئة.
"قال الفريق: "إن القدرة على تقديم عرض في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين تشكل امتيازاً هاماً، خاصة بما أننا فريق من هندي وباكستاني وسريلانكا يعملون معاً في الإمارات العربية المتحدة - وهي دولة تجسد روح التسامح والوحدة". "يبدو الأمر وكأن القدر جمعنا معاً. نحن مجتمعون ولا ننفصل عن بعضنا البعض منذ الصف السادس، وكنا دائماً مهتمين بإحداث التغيير".
"من الرائع أن نمثل دولة الإمارات العربية المتحدة في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، وخاصة بما أننا شابات من خلفيات متنوعة. هذه التجربة هي تجسيد لقيم دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يتم توحيد الناس لإحداث تغيير هادف، وخاصة خلال عام الاستدامة."
الرحلة
في البداية، تم تأسيس بليثورا كمشروع مدرسي، ثم تطورت لتصبح منظمة يقودها الطلاب وتكرس جهودها لتحقيق الاستدامة والرفاهية. ومن خلال تنظيم مبادرات مثل تحويل الملابس المتبرع بها إلى حقائب، تعمل المؤسسة على إعادة تعريف العمل التطوعي التقليدي من خلال نهج إبداعي ومؤثر.
"شعارنا هو (عدد كبير من الناس يعني كماً هائلاً من الشغف والأهداف) وهو يجسد مهمتنا المتمثلة في استعادة الجوهر الحقيقي للعمل التطوعي. هدفنا لا يقتصر على إضافة إنجازات لسيرتنا الذاتية؛ بل نهدف لنشر السعادة والتعرف على الناس."
من الإمارات إلى العالم
في وقت سابق من هذا العام، عرض فريق بليثورا أفكاره في معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (ADIPEC)، حيث تعرفوا على رؤى قيمة من قادة الصناعة. وقالوا: "إنه لأمر مشجع أن نعلم أن الخبراء هم على استعداد لتوجيه الشباب. لقد ألهمنا ذلك لنحلم بأشياء أكبر".
وتتجاوز تطلعاتهم الفوز بالمسابقات. إذ يتصور الفريق تنفيذ حلولهم في مختلف بلدان جنوب آسيا، بما في ذلك بنجلاديش وسريلانكا والهند وباكستان، بالإضافة لباكو.
وأكدوا أن "هذه ليست سوى البداية، ففي يوم من الأيام، سوف تظهر بليثورا على كل اللوحات الإعلانية".
دعم العمل المناخي
تلقت مبادرة تحدي التغير المناخي التي أطلقتها برجيل القابضة وأكسفورد سعيد للأعمال أكثر من 1000 طلب من 58 دولة، وهو ما يشير إلى جهود واهتمام القادة الشباب بمكافحة التغير المناخي. كما يؤكد فوز بليثورا على الدور الحاسم الذي تلعبه الابتكارات التي يقودها الشباب في معالجة الأزمات العالمية.
وقال جون سونيل، الرئيس التنفيذي لشركة برجيل القابضة: "إن الاستدامة جزء لا يتجزأ من مهمتنا وقيمنا في برجيل القابضة. ونحن ندرك أن معالجة تغير المناخ أمر أساسي لحماية صحة مجتمعاتنا وكوكبنا. وهذا ما يتماشى مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للاستدامة. وبصفتنا شركة رائدة في مجال الرعاية الصحية، فإننا فخورون بلعب دور نشط في هذا الجهد الحاسم".
تطلعات المستقبل
مع استعداد فريق بليثورا لقضاء الصيف في أكسفورد، فهم يلتزمون بتطوير منظمتهم وتحفيز المزيد من الشباب على اتخاذ الخطوات اللازمة. ويتمثل هدفهم النهائي في إحداث تغيير هادف عبر الحدود، ومعالجة القضايا التي غالباً ما يتم التغاضي عنها والتي تطغى عليها الأزمات الأكبر.
واختتموا حديثهم بالقول: "إن الأمر لا يتعلق فقط بالفوز في مسابقة، بل يتعلق ببناء مستقبل حيث يتم جمع الاستدامة والرفاهية معاً. من الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، ما زلنا في البداية".