تقنيات متقدمة لتأمين إمدادات من المياه
تقنيات متقدمة لتأمين إمدادات من المياه

الذكاء الاصطناعي يرفع منسوب هطول الأمطار بالإمارات

باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي يتم تحليل بيانات الطقس للتنبؤ بأفضل الأوقات والمواقع لتلقيح السحب
تاريخ النشر

نفذت الإمارات العربية المتحدة المئات من عمليات تلقيح السحب على مستوى الدولة بحلول عام 2024 لتعزيز هطول الأمطار ومعالجة ندرة المياه. والآن، تستغل الإمارات الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه الجهود وزيادة هطول الأمطار.

واستثمرت البلاد بشكل كبير في التقنيات المتقدمة لتأمين إمدادات من المياه، مما أدى إلى زيادة سنوية في هطول الأمطار قدرها 15 في المائة.

وأوضح مسؤولون كبار في المركز الوطني للأرصاد الجوية في أبوظبي، الثلاثاء، أن الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً حاسماً في تحسين عمليات تلقيح السحب وتحسين عملية اتخاذ القرار لتعزيز تحديد الهدف وكفاءة هطول الأمطار.

وقال عمر اليزيدي نائب المدير العام للمركز الوطني للأرصاد الجوية: "إن عمر السحب قصير جداً، لذلك إذا كان لديك سحب متعددة، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة خبراء الأرصاد الجوية في اختيار المواقع المثلى من خلال تحديد معايير معينة. الآن، إن العمليات المطبقة تتم يدوياً. لذلك، إن استخدام الذكاء الاصطناعي، سيمكن المشغل من النظر إلى جوانب معينة من السحب وتحديد المكان الذي يجب التوجه إليه ورؤيته، كما سيرشده الذكاء الاصطناعي".

تحليل البيانات في الوقت الفعلي باستخدام الذكاء الاصطناعي

وأكد اليزيدي أن خبراء الأرصاد الجوية يستخدمون خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من بيانات الطقس في الوقت الفعلي، مما يمكنهم من التنبؤ بأفضل الأوقات والمواقع لتلقيح السحب.

يعمل الذكاء الاصطناعي على تعزيز دقة نماذج الطقس، مما يوفر رؤى قيمة حول تكوين السحب وتحركها، مما يزيد من فرص نجاح تحفيز هطول الأمطار.

وتشكل الطائرات بدون طيار المجهزة بأجهزة استشعار وقدرات الذكاء الاصطناعي جزءاً من هذه الاستراتيجية أيضاً، فهي قادرة على إطلاق مواد التلقيح مباشرة على السحب بدقة أكبر من الطرق التقليدية.

وأضاف أن "الذكاء الاصطناعي يساعد إذا كان لديك طائرات بدون طيار؛ وإذا كان لديك العديد من الطائرات، فأنت بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات، والحصول على أقصى استفادة من كل سحابة، وتحديد أفضل موقع لتلقيح السحب. كما يساعدك على تحديد أفضل المواقع لإجراء العمليات".

الصورة: نانديني سيركار
الصورة: نانديني سيركار

وقد أدت جهود تلقيح السحب في البلاد إلى إنتاج إمدادات مياه صالحة للاستخدام تتراوح بين 84 إلى 419 مليون متر مكعب.

ويشكل هذا المقدار جزءاً كبيراً من نحو 6.7 مليار متر مكعب من الأمطار التي تهطل سنوياً في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بلغت تكلفة عمليات تلقيح السحب نحو 29 ألف درهم (8 آلاف دولار) لكل ساعة طيران.

وأوضحت علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، أن التقدم التكنولوجي والعلمي الملحوظ الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة لا يزال يحظى باعتراف عالمي نظراً لإمكاناته الكبيرة لتطبيقات أوسع في البلدان التي تواجه تحديات مماثلة في مجال ندرة المياه.

وقالت: "بينما يقترب البرنامج من إكمال الذكرى السنوية العاشرة لإجراء البحوث الرائدة وعروض التكنولوجيا المتقدمة، فإننا نؤكد التزامنا بالهدف الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الأمن المائي والبحث العلمي والعلوم المتقدمة والابتكار والذكاء الاصطناعي".

"من خلال دعم المركز الوطني للأرصاد الجوية، يضمن البرنامج تبادل البيانات والخبرات والمرافق التي تعزز قدرات فرق البحث. كما يعمل البرنامج بنشاط على تعزيز الابتكار والبحث متعدد التخصصات في مجالات تعزيز الأمطار وتعديل الطقس، ودمج الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار وتكنولوجيا النانو والتقدم المحرز في تكنولوجيا الليزر. نحن نستخدم تكنولوجيا النانو لتطوير مواد جديدة للتلقيح."

ويستخدم مشروع مبتكر آخر، تم تنفيذه بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي لتحديد إمكنية البذور الميكروفيزيائية السحابية بطرق قابلة للتنفيذ.

وتنفذ دولة الإمارات العربية المتحدة ما يزيد على 900 ساعة من مهام تلقيح السحب في المتوسط كل عام، كما تقوم الحكومة باستثمارات كبيرة في البحث والتكنولوجيا.

ويعمل البرنامج أيضاً مع الباحثين الرئيسيين لتحويل نتائج البحث إلى تطبيقات تجارية وقابلة للتطوير.

تلقيح السحب بدون طيار

وفي الوقت نفسه، ومع تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة نحو أنظمة الذكاء الاصطناعي، أشار الخبراء إلى أن التلقيح الجوي بدون طيار، رغم التخطيط لاستخدامه في المستقبل، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى مزيد من التطوير لتفسير أنماط الطقس المعقدة بنفس دقة الطيارين البشر.

يقول اليزيدي. "حالياً، من الصعب استبدال الطيار لأننا مازلنا بحاجة لإدراك الطيار لتحريك الطائرة وتأكيد ما يراه المتنبئ على الأرض. لذا، نحتاج إلى العلاقة بين الطيار والمتنبئ ومشغل تلقيح السحب لتحديد وتأكيد الموقع والمضي حتى البدء في عملية التلقيح. لذا، فإن التلقيح بدون طيار هو أيضاً جزء من خططنا لتعزيز القدرات مع تحسين البحث من حيث الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار وغيرها من التقنيات".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com