أحمد الكوكباني : من حفظ القرآن إلى توقيع كتابه الأول بمعرض الشارقة
انضم أحمد الكوكباني، الذي لم يتجاوز عمره 17 عاماً، إلى نخبة من المؤلفين في ركن التوقيع بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث اصطف حشد غفير من المعجبين للحصول على توقيعه على كتابه "قوة القراءة". يُذكر أن الكاتب الشاب قد حقق إنجازاً مبهراً بفوزه بالمركز الثاني كبطل مجتمعي في النسخة الثامنة من تحدي القراءة العربي.
بالنسبة للكاتب اليمني المقيم في ماليزيا، فقد بدأت رحلته مع القراءة في سن السادسة، عندما اكتشف سحر الكلمات أثناء حفظه للقرآن الكريم. واستذكر قائلاً: "عندما بدأت بتلاوة القرآن الكريم في سن السادسة، شعرت بشغف يتقد بداخلي نحو عالم القراءة، لقد أصبح نافذتي إلى عالم مذهل من القصص والمعرفة." وبعد أن أتمّ حفظ القرآن الكريم، انطلق أحمد في رحلة جديدة لاكتشاف كنوز الروايات والشعر، قائلاً: "لقد غمرت نفسي في عالم الأدب، الذي عزّز شغفي باللغة وأطلق لخيالي العنان."
وقد دفعه حبه للقراءة إلى المشاركة في تحدي القراءة العربي للمرة الأولى في موسمه السادس. يقول أحمد عن هذه التجربة: "كانت مشاركتي في تحدي القراءة العربي نقطة تحول في حياتي، فقد دفعتني إلى استكشاف عوالم جديدة من الكتب ومشاركة شغفي بالقراءة مع الآخرين". لقد فتح التحدي أمامه آفاقاً واسعة في عالم الأدب، وأضاف: "تعرفت على مؤلفين ألهموني وأثروا في طريقة تفكيري".
وتُوّجت جهود أحمد في النسخة الثامنة من تحدي القراءة العربي بحصوله على المركز الأول على مستوى ماليزيا، ليتوّج بلقب بطل ماليزيا في تحدي القراءة العربي، كما مثّل بلاده وحصل على المركز الثاني في فئة "بطل المجتمع". وفي حديثه لصحيفة "خليج تايمز"، قال أحمد: "لقد أثبت لي الفوز بهذه الألقاب أن العمل الجاد والشغف يمكن أن يؤديا إلى تحقيق إنجازات عظيمة".
طوال رحلته، كان أحمد يتأمل شعاراً عزيزاً عليه: "القراءة تُشفي الروح حين تكون متعبة، وتداوي العقل حين تساوره الأحزان". وقد غذّى هذا الاعتقاد التزامه الراسخ بالقراءة والكتابة. ومستلهماً من تحدي القراءة العربي، بدأ أحمد في استكشاف موهبته في الكتابة، حيث أدرك وقال: "أردت أن أشارك جمال وثراء اللغة العربية وأهميتها الثقافية مع جمهور أوسع".
أدى هذا الإدراك إلى ميلاد كتابه الأول، "قوة القراءة"، الذي بدأ العمل عليه خلال الموسم السابع من تحدي القراءة العربي. يصف أحمد عملية الكتابة بأنها كانت رحلة شاقة ومجزية في آن واحد، وأضاف: "دوّنت أفكاري في دفتر ملاحظات، ولم أنتظر اللحظة المثالية للشروع في الكتابة. مررت بأيام شعرت فيها بالإحباط، لكنني كنت أذكر نفسي دائماً بأهمية مشاركة رسالتي مع العالم، وهذا ما دفعني للمثابرة وإكمال كتابتي". وبعد خمسة أشهر من العمل الدؤوب، أنهى أحمد المسودة الأولى من كتابه.
في كتابه، يتطرق أحمد إلى الأهمية التاريخية للغة العربية، قائلاً: "أردت تسليط الضوء على المكانة الخاصة التي تحتلها اللغة العربية في قلوبنا، وكيف تطورت عبر التاريخ". ويشيد بمكانتها كلغة عالمية يتحدث بها الملايين، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على الثقافة العربية والنهوض بها. وتابع: "آمل أن يُلهم كتابي الآخرين ليقدّروا اللغة العربية ويدركوا تاريخها العريق، فهي أكثر من مجرد كلمات، إنها هويتنا".
وعن طموحاته المستقبلية، يقول أحمد: "أريد مواصلة الكتابة، وربما ألهم جيلاً جديداً من القرّاء والكتّاب، فرحلتي مع الكلمات قد بدأت للتو". ومن خلال كتاباته، يشجع أحمد الجميع على احتضان متعة القراءة واكتشاف جمال اللغة العربية.