أكاديمية أبطال الأمل: منارة لتمكين أصحاب الهمم في الإمارات
أصبحت أكاديمية "أبطال الأمل"، وهي منظمة غير ربحية، منارة للشمول في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ارتفع عدد أعضائها من 12 إلى 300 رياضي في غضون خمس سنوات فقط. وأسست المنظمة من قبل وافدة أيرلندية، لتوفر الفرص لأصحاب الهمم لتطوير مهاراتهم الرياضية والاجتماعية والشخصية.
قالت "هولي مورفي"، مؤسسة أبطال الأمل، لصحيفة خليج تايمز: "هدفنا هو سد الفجوة بين عالم الاحتياجات الخاصة والأشخاص العاديين. نريد نشر القبول والفهم بأن العالم ملون، وليس أبيضاً وأسوداً فقط".
أسست هولي أكاديمية أبطال الأمل في عام 2019، عندما استضافت دولة الإمارات العربية المتحدة الأولمبياد الخاص في مناسبة خاصة لتعزيز حقوق أصحاب الهمم. والآن، أصبحت الأكاديمية واحدة من أكبر الأكاديميات الرياضية للأطفال والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة في الدولة، حيث تقدم أكثر من 18 برنامجاً للرياضية واللياقة البدنية أسبوعياً، بما في ذلك ركوب الدراجات والتنس وكروس فيت والجمباز والمزيد.
حالياً، تقدم الأكاديمية أنشطة رياضية يومية وفعاليات في عطلات نهاية الأسبوع مثل دورة ألعاب الأمل القادمة في 13 أكتوبر في ياس مول في أبوظبي.
معلم التربية الخاصة
ما دفع هولي لتبدأ رحلتها في هذا المجال هو خلفيتها الرياضية، حيث شاركت في 12 رياضة مختلفة على المستويين الوطني والدولي. وعندما انتقلت إلى دبي كمعلمة في عام 2010، لاحظت عدم وجود الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فصولها الدراسية.
بفضل خبرتها في التعليم الخاص من جامعة "تشيستر" وجامعة "دبلن سيتي"، كانت تدرك تماماً الإمكانات التي يمكن أن يظهرها هؤلاء الأطفال عند رعايتهم في البيئة المناسبة.
قررت أن تغير حياتها، فبدأت العمل التطوعي في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي. وقالت إنها "شعرت دائماً أن الأطفال يستحقون أن يكونوا أطفالًا حتى في البيئات المنظمة".
ومن خلال هذه التجربة العملية اكتشفت شغفها الحقيقي بالعمل مع أصحاب الهمم.
"لا يوجد جبل مرتفع جداً بحيث لا يمكنهم تسلقه"
في عام 2019، أطلقت هولي رسمياً مبادرة أبطال الأمل، وكانت إحدى أكثر لحظاتها التي لا تُنسى خلال تحدي "جارمين كويست حتا" لعام 2020، وهو سباق مغامرات شاق يتضمن التجديف بالكاياك والجري على الطرق الوعرة وركوب الدراجات الجبلية. كانت رؤية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يتغلبون على هذه التحديات حول جبال حتا بمثابة تمثيل رمزي للحواجز التي تغلبوا عليها باستمرار. قالت هولي: "كانت لحظة مهمة ليس فقط بالنسبة لهم، ولكن بالنسبة لنا جميعاً الذين شاهدناهم. لقد أظهر لنا ذلك أنه لا يوجد جبل مرتفع جداً لا يمكنهم تسلقه".
كانت هذه لحظة ملهمة بالنسبة لهولي لمواصلة مهمتها. وقالت أيضاً: "بالنسبة لأكاديمية أبطال الأمل، لا يتوقف الأمر عند الرياضة، بل إنها تعزز الصداقات مدى الحياة، وتشجع على الاستقلالية في الحياة، بل وتوفر أيضاً فرص عمل للاعبيها".
في العام الماضي، سافرت مجموعة من الرياضيين إلى جنوب أفريقيا، حيث عاشوا تجربة الحياة بعيداً عن والديهم، وجربوا التخييم والتواصل مع الطبيعة، وحتى المساعدة في إزالة قرون وحيد القرن المهدد بالانقراض. وأشارت هولي إلى أن "الهدف من ذلك هو منحهم الاستقلال والسماح لهم بإنشاء روابط في ما بينهم والنمو كأفراد".
أبطال المجتمع
نمت أكاديمية أبطال الأمل بفضل جهود مجتمعية، حيث اجتمع المتطوعون وطلاب المدارس الثانوية والمدربون لدعم القضية. ومن مدرب واحد فقط، تضم المنظمة الآن أكثر من 100 متطوع، بما في ذلك المدربون الصغار الذين يتلقون خبرة وتوجيهات لا تقدر بثمن، وغالباً ما يسعون إلى العمل في مجالات التعليم الخاص أو الرعاية الصحية أو العمل الخيري.
تُعد دورة "ألعاب الأمل" القادمة المقرر إقامتها في 13 أكتوبر في ياس مول أحدث حدث تنظمه دار الأمل بالتعاون مع شركة الدار العقارية. وستضم النسخة الثانية من الألعاب مجموعة من أنشطة اللياقة البدنية الوظيفية للأطفال والكبار على حد سواء، حيث أكد أكثر من 80 رياضياً و 100 متطوع مشاركتهم بالفعل.
سيف الدين محمد سعيد هو رياضي مصاب بالتوحد يبلغ من العمر 16 عاماً وهو عضو في الأكاديمية منذ إنشائها، أعرب عن حماسه للحدث. وقال لصحيفة خليج تايمز: "إنه لشرف لي أن أشارك في "ألعاب الأمل". إنها تمنحني الفرصة للقيام بما أحبه أكثر من أي شيء آخر مع مجموعة من الرياضيين الرائعين مثلي".
وسيشارك بالألعاب أيضاً رياضيين مثل "ريتشارد جيليام"، وهو لاعب رفع أثقال يبلغ من العمر 46 عاماً يعاني من متلازمة داون وضعف السمع، وكان قد شارك في منافسات الألعاب الوطنية العام الماضي، و "آرتي شاه"، وهي لاعبة رفع أثقال أخرى مصابة بمتلازمة داون كما أنها شاركت كممثلة في فيلم بوليوود.
وأعرب المتطوعون مثل "شارلوت برات"، معلمة التربية البدنية، عن مدى سعادتهم بالعمل مع الرياضيين. "من الرائع أن نرى نتيجة كل هذا الجهد والعمل الشاق، وأن الرياضيين ينجحون".
وتقول هولي إن تأثير المنظمة لا يقتصر على الرياضيين فحسب، بل يمتد إلى أسرهم أيضاً. وتضيف: "بالنسبة للعديد من هؤلاء الآباء، فإن برنامجنا يشكل حبل الحياة لأنه يمنح أطفالهم فرصة لتجربة الحياة الطبيعية، وأن يكونوا جزءاً من شيء أكبر منهم، وأن يتفوقوا بطرق لم يعتقدوا قط أنهم قادرون عليها".