إبداع إماراتي: مجوهرات تعكس التراث وقيم السلام
تخرجت مؤخراً مجموعة من الشابات الإماراتيات المبدعات من برنامج «محاضرة المواهب» في العاصمة الفرنسية باريس.
ونظمت مدرسة الشرق الأوسط L'ÉCOLE Middle East للفنون والمجوهرات، وبدعم من فان كليف اربيلس Van Cleef & Arpels، البرنامج الذي ركز على تاريخ المجوهرات، وعالم الأحجار الكريمة، ومهارات صناعة المجوهرات. تحدثت الشابات لصحيفة خليج تايمز عن بداياتهن وكيف ساعدهن البرنامج على تحسين مهاراتهن في الفن والمجوهرات.
قالت "زهرة المرر" إن مصدر إلهامها لتصميم المجوهرات هو إعجابها بوالدتها. عندما كانت طفلة، كانت مجموعة المجوهرات التي تمتلكها والدتها تثير إعجابها. وتتذكر قائلة: "كنت أرى صور والدتي في شبابها وهي ترتدي مجوهرات جريئة، وهو ما أثر علي بشكل كبير وأدى إلى حبي لتصميم المجوهرات".
كما شاركت ذكرياتها الأولى في التصميم: "عندما عرضت على والدي تصميماً قمت بإنشائه، قال: 'زهراء، نفذي هذا التصميم بالذهب'". الآن، جميع تصميماتها مصنوعة من الذهب عيار 18 قيراطاً والألماس عالي الجودة.
في عام 2019، أطلقت علامتها التجارية، مجوهرات زهرة، حيث تلعب رواية القصص دورًا حاسماً في تصميماتها. وقالت زهرة إن دولة الإمارات العربية المتحدة وفرت العديد من الفرص لرعاية واحتضان المصممين.
تعمل زهرة حالياً في شركة تجارية خاصة، وهو ما تراه فرصة لتعزيز مهاراتها التسويقية وفهم السوق بشكل أفضل.
أناقة يومية
وتذكرت فاطمة المهيري، خريجة التصميم الجرافيكي والوسائط المتعددة، نزهات الطفولة مع والدتها إلى السوق، قائلة: "كانت والدتي ترسم تصاميم قطعة ذهبية تُعرف باسم الطبلة".
قررت فاطمة أن يكون إبداعها الأول نابعاً من تلك الذكرى المبكرة، وتتذكر: "كنت أحب النقاش مع والدتي حول الذهب وتسمياته المختلفة، مثل الطلبه والسبحه والمريا".
وترتبط بشدة بالذهب العربي وتصاميمه، وأضافت أنه في عام 2015 كان الذهب العربي مخصصاً في المقام الأول للمناسبات الخاصة، وقالت: "كنت أعتقد أن الذهب يجب أن يكون مصممًا للاستخدام اليومي حتى لا يتلاشى في طيات النسيان".
وبذلك، ابتكرت أول أربعة تصاميم يمكن ارتداؤها يومياً مستوحاة من الذهب العربي، بما في ذلك شنيف، وطاولة، وبوبينكا، وسبحة.
والآن، تمتلك فاطمة نحو 110 تصميمات. كما استقالت من وظيفتها الحكومية للتركيز على علامتها التجارية، "بلانك كانفاس".
القيم النبيلة
أما آمنة الفلاسي فهي فنانة تشكيلية ونحاتة تركز على الفن التجريدي. بدأت ميولها الفنية قبل 15 عاماً خلال زيارتها الأولى لباريس، حيث ألهمتها أعمال الفنانين المشهورين الذين التقتهم. تقول: "لقد أسرتني فكرة أن الطاقة الإيجابية والسلام يمكن التعبير عنهما من خلال الفن".
ومن بين إبداعاتها الفنية "تمثال السلام" الذي يظهر يداً مفتوحة تحمل خريطة العالم. وأشارت إلى أن "التمثال يرمز إلى الدعوة إلى السلام من خلال التقارب بين الثقافات المتنوعة".
عرضت الفلاسي فنها في معارض ثقافية مختلفة في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك فعاليات بارزة مثل معرض سكة، وبينالي الشارقة، وكذلك في جمعية الإمارات للفنون.
حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ورغم شغفها بالفن طيلة حياتها، إلا أنها لم تبدأ في متابعته بجدية إلا منذ ست سنوات، وحولت إبداعاتها إلى ممارسة تجارية مجدية. وهي تطمح إلى التعاون مع المؤسسات الفنية وإقامة المعارض في الإمارات العربية المتحدة وعلى الصعيد الدولي، على أمل إلهام فناني المستقبل.
الهندسة تلتقي بالفن
ماجدة العوضي مهندسة مدنية شغوفة بالتصميم. تتخصص في التصميم الجرافيكي وتصميم المنتجات. في عام 2021، أطلقت مجموعتها الأولى من المجوهرات،بلوكس جويلري Bloks Jewellery.
وتعمل على المساهمة في نشر وتصميم المجوهرات التي تمثل التراث الإماراتي، وقالت: "أقوم بدمج الجماليات المعاصرة مع الحرفية الإماراتية من خلال دمج مواد مبتكرة مثل السدو والخوص".
أسست علامتها التجارية الخاصة في عام 2015. يسمح لها هذا المشروع بالحفاظ على التوازن بين مساعيها المهنية والإبداعية. تلهمها الأشكال الهندسية وتظهر بشكل بارز في تصميماتها. تتخصص شركتها أيضًا في صنع الهدايا الفضية للشركات.
وترى العوضي أن التصميم هو منفذ لطاقتها الإبداعية، وترى فيه هواية تنقلها إلى عالم آخر. وتقول: "كانت بدايتي في تصميم الشعارات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة قبل أن أتوسع في مجالي ليشمل المؤسسات الحكومية".
وعبرت عن امتنانها لبرنامج تالينت اتيليه Talent Atelier الذي ساعدها على إدراك التصميم من زوايا مختلفة فيما يتعلق بالألوان والمواد، كما سهّل لها التحول في نهجها وشجعها على كسر الحدود التقليدية من خلال استخدام ألوان متنوعة.