إرث الحاخام "كوغان" يستمر في الإمارات كمنارة للتعايش
لقد كان العام الماضي بمثابة اختبار لعزيمتنا في كل مكان. وكانت جريمة القتل المروعة التي تعرض لها الحاخام "زفي كوغان" في الإمارات هذا الأسبوع بمثابة تذكير صارخ بالتهديدات التي نواجهها. ولم يكن اختطاف الحاخام كوغان وقتله الوحشي مجرد عمل إرهابي صارخ ارتُكب ضد المجتمع اليهودي؛ بل كان هجوماً على رؤية التعايش، وعلى المجتمع الإماراتي بأكمله، وأولئك الذين يقيمون على أرضه. وحتى كتابة هذه السطور، كان مرتكبو جريمة الكراهية المعادية للسامية الثلاثة الآن قيد الاحتجاز، وسيتم تحقيق العدالة في محاكم الإمارات العربية المتحدة. وإذا أدينوا، فسوف يعاقبون بأقصى درجة يسمح بها القانون.
كان الحاخام كوغان عضوًا محبوبًا في مجتمع Chabad Lubavitch العالمي، وهي حركة مقرها نيويورك تدعم المجتمعات اليهودية والزوار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في المجتمعات العربية والإسلامية. لعب دوراً فريداً في تعزيز الروابط بين المجتمعات اليهودية والمسلمة في الإمارات العربية المتحدة. وجسد عمل الحاخام كوغان رؤية الإمارات العربية المتحدة للتعايش السلمي والاحترام المتبادل.
لقد سعى الإرهابيون الذين اختطفوه وقتلوه إلى إخماد ما كان يمثله، وهي رؤية للتعايش والاحترام المتبادل الذي يوحد جميع الإماراتيين وجميع الرجال والنساء الذين يشتركون في الرغبة في عالم أفضل وأكثر سلاماً. سيبقى إرث الحاخام كوغان منارة للأمل، يرشدنا في جهودنا لبناء الجسور ومكافحة الكراهية والوقوف متحدين ضد التطرف. لقد فشل أولئك الذين خططوا أو دعموا أو شجعوا مقتل الحاخام كوغان بالفعل. إن أيديولوجياتهم الملتوية، المهددة برؤية التعايش السلمي، لا يمكنها إخماد القيم التي كان يمثلها. لم تكن أفعالهم ضربة للوحدة، بل كانت شهادة على خوفهم من التقدم. إن الانسجام بين شعوب المنطقة مستمر، ومحاولاتهم البغيضة لتعطيله عززت عزيمتنا وعززت التزامنا تجاه مستقبل مشترك.
وبينما ننعي فقدان الحاخام كوغان، نعلن: لقد فشل الإرهاب وسيسود السلام. وفي ذكراه، نضاعف التزامنا بالتعايش والوئام. وستظل دولة الإمارات العربية المتحدة منارة أمل في منطقة غالباً ما يكتنفها اليأس. نحن نقف متحدين، أقوى من أي وقت مضى، ونعمل من أجل مستقبل يحدده السلام والاحترام المتبادل. وتحقيقًا لهذه الغاية، نتحمل جميعًا المسؤولية. ستعمل المنظمات التي نقودها، مركز منارة للتعايش والحوار ورابطة مكافحة التشهير، عن كثب وبلا كلل لمواجهة التهديدات العالمية المتمثلة في معاداة السامية والتحيز ضد المسلمين، وهزيمة التطرف والكراهية، وتعزيز التعايش السلمي والاحترام المتبادل في كل مكان.
ولكن من الواضح أننا لابد أن نتحرك بعزم أكبر لتعزيز عالم لا يجد فيه الكراهية ملاذاً، ويزدهر فيه الأمل. وهذا يتطلب التعاون على نطاق أوسع والشراكات على مستوى أوسع. ويتطلب منا جميعاً أن نتجاوز الحدود والحواجز الثقافية والإيمانية والجنسية، وأن نعترف بروابطنا المشتركة كإخوة وأخوات ملتزمين برؤية مشتركة للسلام والازدهار. باختصار، سوف يحتاج المستقبل إلى المزيد من الناس مثل الحاخام زفي كوغان.
الدكتور علي راشد النعيمي هو رئيس مركز المنارة للتعايش والحوار، ورئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والشؤون الخارجية في المجلس الوطني الاتحادي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
جوناثان جرينبلات هو الرئيس التنفيذي والمدير الوطني لرابطة مكافحة التشهير (ADL).