إعادة تأهيل 10 طيور فلامنغو وإطلاقها في محمية الوثبة
نجحت هيئة البيئة - أبوظبي، بالتعاون مع مركز "ياس سي وورلد" للأبحاث والإنقاذ في جزيرة ياس، في إعادة تأهيل عشرة طيور فلامنغو كبيرة تم إنقاذها من محمية الوثبة للأراضي الرطبة في فبراير الماضي. وجاءت عملية الإنقاذ بعد هطول أمطار غزيرة وبَرَد غير عادي بسبب منخفض المزر، مما أثر بشكل كبير على المحمية.
يعود طائر الفلامنغو الكبير، وهو نوع مهاجر إلى حد كبير، إلى أبوظبي كل عام من مستعمرات التكاثر في آسيا الوسطى. ويمكن العثور على العديد من طيور الفلامنغو هذه في الأراضي الرطبة الرئيسية في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك محمية الوثبة للأراضي الرطبة والمواقع الساحلية المجاورة.
وبما أن هذا النوع يتكاثر في عدة دورات خلال فصل الشتاء وأوائل الصيف في المحمية، فمن المتوقع أن يبدأ طيور الفلامنغو في التكاثر مرة أخرى قريباً، مما يساعد في تعويض الخسائر الناجمة عن عاصفة البرد.
تستضيف محمية الوثبة للأراضي الرطبة كل شتاء أكثر من 4000 طائر فلامنغو كبير، حيث يبلغ نشاط التكاثر ذروته خلال هذه الفترة.
سجلت المحمية 1270 زوجاً من الطيور المتكاثرة خلال موسم التكاثر الشتوي 2023-2024، ما يشير إلى أنها في طريقها لتعويض الخسائر التي تكبدتها خلال موسم التعشيش دون الحاجة إلى تدخل بشري.
تبلغ مساحة محمية الوثبة للأراضي الرطبة 4.5 كيلومتر مربع، وقد تأسست في عام 1998 كأول منطقة محمية في أبوظبي بتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعد عدة مواسم ناجحة لتكاثر طيور الفلامنجو. وتعد المحمية، التي تديرها هيئة البيئة - أبوظبي، الموقع الوحيد في شبه الجزيرة العربية حيث تتكاثر طيور الفلامنغو الكبيرة بانتظام.
وقد تم الاعتراف بأهمية المحمية العالمية، حيث كانت أول موقع في أبوظبي ينضم إلى قائمة رامسار الدولية للأراضي الرطبة. وفي عام 2018، أدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) محمية الوثبة على قائمته الخضراء العالمية للمناطق المحمية ومناطق الحفاظ على الطبيعة.
منذ عام 2002، تراقب هيئة البيئة في أبوظبي عن كثب كل من أنواع الطيور البرية والبحرية في المحمية. وفي عام 2005، بدأت الهيئة في استخدام أجهزة تتبع الأقمار الصناعية المتقدمة لمراقبة حركة وأنماط هجرة طيور الفلامنغو الكبيرة، خاصةً هجراتها الصيفية إلى المناطق الشمالية.
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: "كان حراس الهيئة في المحمية يراقبون أعداد طيور الفلامنغو الكبيرة في جميع أنحاء الأراضي الرطبة بالمحمية منذ الساعات الأولى للعاصفة. وأصبح من الواضح أن حبات البرد قد أصابت العديد من الطيور، لذا قامت الهيئة على الفور بتفعيل استجابة طارئة، حيث تم تعيين أربعة فرق لإنقاذ الطيور المصابة ونقلها إلى مركز ياس سي وورلد للأبحاث والإنقاذ للعلاج وإعادة التأهيل."
كما نجحت الفرق في إنقاذ سبعة فراخ فقست حديثاً، تتراوح أعمارها بين يوم وثلاثة أيام، وتم توفير الرعاية الفورية لها في المركز. بالإضافة إلى ذلك، تم إنقاذ أربع بيضات كانت على وشك الفقس لضمان بقاء الفراخ تحت رعاية وإشراف المركز. وأُجريت الفحوصات للطيور بالتنسيق مع مركز ياس سي وورلد للأبحاث والإنقاذ، حيث تبين وجود إصابات خطيرة بسبب حبات البرد.
وأكد أن هذه الحالة الجوية ظاهرة طبيعية نادرة لم تُسجل من قبل في الإمارات، كما أنها تُعتبر نادرة على مستوى العالم. فقد أدت العاصفة إلى نفوق عدد من طيور الفلامنجو بسبب تساقط حبات البرد الغزيرة وتأثير التغير المناخي على التنوع البيولوجي.
قال "روبرت يوردي"، القيّم العام لمركز ياس سي وورلد للأبحاث والإنقاذ و"سي وورلد أبوظبي": "تُمثل شراكتنا مع هيئة البيئة - أبوظبي في عمليات الإنقاذ جزءاً من مهمتنا الأوسع للحفاظ على الحياة البرية و حمايتها والنظم البيئية في الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي. على مدى ما يقرب من 60 عاماً، تمكنت 'سي وورلد' من إنقاذ أكثر من 41,000 حيوان، مما يجعلها واحدة من أبرز منظمات الإنقاذ البحري على مستوى العالم. نحن متحمسون لمواصلة دعم جهود إنقاذ الحياة البرية البحرية في المنطقة، ونتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاح في المستقبل."