إلغاء الرحلات الجوية يؤجل التزامات المقيمين العائلية
لم يتمكن مقيم في الإمارات من حضور زفاف ابن عمه، فيما لم يستطع مغترب آخر العودة إلى بلده لحضور خطوبته، ورجل أعمال تعذر عليه متابعة أعماله في الخارج. هذه الأحداث وقعت الأسبوع الماضي نتيجة إلغاء أو تحويل عدد من الرحلات الجوية بسبب إغلاق المجال الجوي في إسرائيل والأردن والعراق ولبنان بعد الغارات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل.
رغم استئناف بعض الرحلات الجوية بين الإمارات والأردن منذ يوم الأحد، إلا أن القلق لا زال يسيطر على المسافرين بسبب التوتر المستمر وإمكانية إلغاء الرحلات مجدداً.
وقال محمد الخطيب، مهندس برمجيات أردني مقيم في الإمارات، لصحيفة "خليج تايمز": "لا يوجد حل سوى انتظار استئناف السفر الجوي بشكل طبيعي".
وأوضح أنه فاتته فرصة حضور زفاف ابن عمه، مضيفاً: "أزور عائلتي في الأردن بشكل منتظم. كنت أخطط لحضور زفاف ابن عمي في الثالث من أكتوبر، وأطمئن على زوجتي وأطفالي، لكنني تفاجأت بإلغاء الرحلات والأوضاع الأمنية."
لقد تسبب التوترات الأمنية المستمرة في تعطيل السفر الجوي، مما أثر على خطط السكان وتداخل مع التزاماتهم الشخصية والتجارية. حيث يواجه الناس الآن تحديات عاطفية ولوجستية بسبب اضطراب السفر الجوي.
وعبر محمد بلال أبو رب، محاسب أردني يعمل في الإمارات، عن إحباطه بسبب تعطل خططه للخطوبة. وقال: "تم الاتفاق بين عائلتي وعائلة الفتاة على موعد للخطوبة، لكنني لم أتمكن من العودة إلى الوطن بسبب إلغاء الرحلات الجوية."
من جانبه، ذكر رجل الأعمال جمال شخور، صاحب شركة إعلانات في الإمارات ولها فرع في الأردن، أنه لم يتمكن من الإشراف على عملياته التجارية بالخارج. وقال: "كنت أخطط لزيارة الأردن خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن التوترات الأمنية حالت دون ذلك."
وأكد ثلاثتهم أنهم لا يستطيعون المخاطرة بالعودة إلى ديارهم حتى يعود الوضع إلى طبيعته نسبياً.
استمرار تعليق الرحلات
في الوقت ذاته، لا تزال الرحلات الجوية بين الإمارات ولبنان معلقة. وأعلنت شركة "فلاي دبي" يوم الاثنين تمديد تعليق رحلاتها من وإلى بيروت حتى نهاية الشهر الجاري، بسبب الحرب بين إسرائيل وحزب الله. كما علقت "طيران الإمارات" رحلاتها من وإلى بيروت حتى 15 أكتوبر، بينما ألغت "الاتحاد للطيران" رحلاتها إلى بيروت حتى 11 أكتوبر.
تحدثت مهاجرة لبنانية طلبت عدم الكشف عن هويتها لصحيفة "خليج تايمز" عن الصدمة التي شعرت بها الأسبوع الماضي. وقالت: "كنت أتابع الأخبار عندما اتصل بي أخي ليخبرني بأنهم اضطروا إلى الإخلاء بسبب القصف الوشيك. في البداية، لم يكن بإمكانهم العثور على شقيقتي، لكنهم وجدوها في النهاية وغادروا بأمان."
وتابعت قائلة: "لكن كلما انتقلت عائلتي إلى مكان آخر، كان ذلك المكان يتعرض للقصف."وأشارت إلى أن الاستقرار في بيروت أصبح معدوماً.
كما أعربت عن أسفها على الظروف الاقتصادية الصعبة في لبنان، حيث يعاني الناس من ارتفاع الأسعار وانعدام المأوى.
وأضافت مهاجرة لبنانية أخرى تدعى "إيف ميشيل عبده": "عائلتي بعيدة عن موقع القصف، لكن لبنان صغير، ويمكن سماع كل شيء. نحن نخشى الضربات الصاروخية العرضية."
وأضافت أنها كانت تخطط لجلب عائلتها في زيارة قبل تصاعد التوترات، ولكن أصبح ذلك مستحيلاً الآن. وأوضحت: "والدي يحب عمله ويرفض مغادرة لبنان."
لكن رغم الغارات الجوية المستمرة في لبنان، أعربت عبده عن أملها في قدرة الشعب على الصمود.
وقالت: "هذا الوضع ليس جديداً على لبنان. لقد اعتدنا العيش في ظل التوتر المستمر، وسنتجاوز هذه الأوقات العصيبة."