عبد الرحمن الشامسي يتابع حصيلة جهده
عبد الرحمن الشامسي يتابع حصيلة جهده

إماراتي تحدى الصحراء والملوحة بمزرعة مستدامة

أنتجت المزرعة في العين 150 طناً من المحاصيل واستخدمت أساليب مبتكرة لإنتاج أكثر من 200 ألف سمكة بلطي
تاريخ النشر

قد يبدو تحويل قطعة أرض قاحلة إلى واحة مزدهرة من المحاصيل والأسماك، في غضون أكثر من عقدين من الزمان، مستحيلاً. ومع ذلك، واجه هذا المواطن الإماراتي تحديات - مثل المياه شديدة الملوحة - لإنشاء ملاذ أخضر في الصحراء.

تنتج المزرعة الواقعة في العين أكثر من 150 طناً من المحاصيل وتستخدم أساليب مبتكرة لإنتاج أكثر من 200 ألف سمكة بلطي سنوياً.

وتعد هذه المزرعة واحدة من بين العديد من المزارع المحلية المفتوحة للجمهور في دولة الإمارات العربية المتحدة، في محاولة لإلهام المزارعين الآخرين لتبني الممارسات المبتكرة.

ملوحة عالية

عندما حصل عبد الرحمن الشامسي على أرض المزرعة من الحكومة عام 1996، لم يتمكن من إدارتها لأنه كان يعمل في الخارج، وخلال تلك الفترة كان شقيقه يشرف على الزراعة.

واستذكر الدعم الذي كان يلقاه المزارعون من الشيخ زايد رحمه الله، وقال لـ «خليج تايمز» : «بغض النظر عن التحديات التي واجهتنا في ذلك الوقت، فإن بيع ما نملك كان كافياً لتعويض خسائرنا».

منذ تولي عبد الرحمن إدارة المزرعة في عام 2003، كان يعالج العديد من القضايا - مثل ارتفاع ملوحة المياه الجوفية في البئر. قام بتركيب أجهزة تحلية المياه وتنفيذ نظام تربية الأحياء المائية للمساعدة في توفير مياه آمنة ومغذية.

"مشاكل كثيرة"

كما واجه مشكلة زحف الرمال، والتي تعامل معها بزراعة الأشجار كحاجز. وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز ، قال: "هناك العديد من المشاكل، لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي لنا البحث عن حلول".

ويتذكر عبد الرحمن أنه عندما كان يبني حوض السمك الخاص به لأول مرة، كانت الأسماك التي يربيها تحتاج إلى مستويات عالية من الأكسجين. ولكن لسوء الحظ، في إحدى ليالي الشتاء، تعطل مولد يزود الأسماك بالأكسجين، مما أدى إلى نفوق ما يقرب من 34 ألف سمكة دفعة واحدة.

لكن هذا لم يثنيه عن عزمه، بل حاول حل المشكلة بتقسيم الخزانات وتوفير احتياطي في حالة الطوارئ.

تم تصميم أحواض تربية الأسماك هذه من البلاستيك المقوى، مما يعزز البكتيريا المفيدة التي تحول الأمونيا إلى نيتروجين، مما يغذي كل من الأسماك والنباتات.

كما تمتلك المزرعة نظامًا مستداماً لتربية الأحياء المائية، حيث يستخدم عبد الرحمن المياه من أحواض الأسماك لري الحقول، وبالتالي إنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل دون استخدام البيوت الزجاجية. وقد انجذب العديد من الأشخاص من الإمارات العربية المتحدة ومن جميع أنحاء العالم إلى هذا النهج الفريد وتبنوا هذه الممارسات.

مميزات هذه المزرعة

تُجسد مزرعة الشامسي الاكتفاء الذاتي؛ إذ تعمل مخلفات الأسماك على تسميد المحاصيل بينما تستخدم المياه من أحواض الأسماك في ري الحقول، مما يؤدي إلى مضاعفة إنتاج المحاصيل ثلاث مرات وتقليل استخدام المياه بنسبة مذهلة تصل إلى 90 في المائة.

وتتميز المزرعة أيضًا بحيوانات نادرة، بما في ذلك "دجاج لامبورجيني"، وهي سلالة إندونيسية اكتسبت لقبها الرائع بسبب مظهرها وسعرها المرتفع.

يتميز هذا الدجاج بلونه الفريد، فجلده ومنقاره ولسانه ومخالبه وحتى لحمه وعظامه كلها سوداء اللون. كما أن دمه أحمر غامق يميل إلى اللون الأسود. ويبلغ سعر هذا الطبق الفاخر 2500 دولار أميركي للطائر الواحد.

وتضم المزرعة أيضاً أنواعاً مختلفة من الدواجن، بما في ذلك الأغنام من سلالة البوير، والتي تعتبر أيضاً من أغلى السلالات، إلى جانب الأغنام النجدية وغيرها.

وخلال زيارة حديثة للمزرعة، أشادت الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، بالنظام الزراعي المتكامل في المزرعة. وقالت: "لقد رأينا نموذجاً مبتكرًا للغاية يجمع بين تربية الأحياء المائية والدواجن والثروة الحيوانية والزراعة في الحقول المفتوحة"، مسلطة الضوء على إمكانية تكراره في جميع أنحاء الدولة كجزء من مبادرة "ازرع الإمارات".

كما سلطت الزيارة الضوء على أهمية المركز الوطني للزراعة، والذي سيتم الكشف عن تفاصيله مطلع العام المقبل، والذي سيركز على تحديد وتكرار النماذج الزراعية المبتكرة في مختلف أنحاء الإمارات.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com