سنابل قمح معدلة وراثيا بسلالة تسمى "اتش بي 4" (HB4)، والتي تحتوي على جين يساعدها على تحمل الجفاف بشكل أفضل
سنابل قمح معدلة وراثيا بسلالة تسمى "اتش بي 4" (HB4)، والتي تحتوي على جين يساعدها على تحمل الجفاف بشكل أفضل

الأغذية المعدلة وراثياً: حل لمواجهة تحديات المستقبل

"دانييل كوفيتش": النتائج المُبشرة التي تُقدمها المحاصيل المُعدلة وراثياً تواجهها تحديات ارتفاع تكاليف هذه التكنولوجيا
تاريخ النشر

أكد خبير في مجال التكنولوجيا الحيوية أن الأغذية المُعدلة وراثياً قد تُصبح الحل الأمثل لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في المستقبل، مشيراً إلى أن هذه الأغذية، مثل أسماك السلمون سريعة التكاثر، والقمح المُقاوم للجفاف، والأرز الذي يُطلق كميات محدودة من غاز الميثان، يمكن أن تُساهم في إطعام سكان العالم المتزايدين.

جاءت هذه التصريحات على لسان الدكتور "دانييل كوفيتش"، المستشار العلمي في وزارة الزراعة الأمريكية، خلال كلمته في دبي ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للسلامة الغذائية، والتي تناول فيها موضوع التكنولوجيا الحيوية ودورها في توفير الغذاء لـ 10 مليارات شخص بحلول عام 2050.

وضرب "كوفيتش" مثالاً بالأرز الذي يُطلق كميات محدودة من غاز الميثان والقمح المُقاوم للجفاف، وكلاهما في مرحلة التجارب حالياً. وقال: "يطلق الأرز كميات كبيرة من غاز الميثان، ولكن من خلال إدخال جين واحد من نبات الشعير، يمكن تغيير طريقة تفاعل النباتات مع التربة لتقليل إنتاج الميثان. أما المثال الآخر فهو القمح المُقاوم للجفاف، وذلك عن طريق إدخال جين من نبات عباد الشمس".

وأوضح "كوفيتش" أن التعديل الجيني في سمك السلمون يمكن أن يُؤدي إلى زيادة معدل نموه بشكل كبير، وهي الطريقة التي تم تسويقها بالفعل. وأضاف: "ينمو هذا النوع من السلمون بسرعة أكبر بكثير من السلمون التقليدي مع الحصول على نفس كمية الغذاء"، مشيراً إلى أن هذا يُعد أول تطبيق لهذه التكنولوجيا على الحيوانات.

أمثلة أخرى

وأضاف الدكتور "كوفيتش" أن الذرة المُعدلة وراثياً تشهد إقبالاً متزايداً في الولايات المتحدة، حيث أن أكثر من 92% من الأراضي الزراعية المزروعة بالذرة تحتوي على هذا النوع المُعدل وراثياً.

وأوضح أن العلماء لاحظوا وجود بكتيريا في التربة تحمل جيناً يُنتج تأثيرات قوية جداً ضد الحشرات. وقال: "من خلال التجارب، أضاف العلماء هذا الجين إلى نبات الذرة، وكانت النتيجة أن النبات أصبح مُقاوماً للحشرات مثل دودة الذرة الأوروبية ودودة جذر الذرة، مما يُقلل بشكل كبير من استخدام المبيدات الحشرية ويزيد من إنتاج الذرة".

كما أعطى أمثلة على فول الصويا والبابايا الملونة، حيث أدى التعديل الوراثي فيهما إلى زيادة الإنتاج الزراعي بشكل كبير. وأشار إلى أنه عند إدخال مثل هذه المحاصيل وإتاحتها للمزارعين، فإنهم يُفضلونها على الأنواع العادية نظراً للعوائد المالية الأفضل.

التحديات

وعلى الرغم من هذه النتائج المُبشرة، إلا أن الدكتور "دانييل" أشار إلى وجود العديد من التحديات التي تواجهها.

وقال: "على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تُقدمها تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين، إلا أنها تُعد باهظة التكلفة، حيث تتطلب تكاليف ضخمة للتطوير والنشر، بالإضافة إلى اللوائح الصارمة المُرتبطة بها. وهذا يعني أن هذه التكنولوجيا لا تُصبح مُجدية اقتصادياً إلا عند زراعة كميات كبيرة من المحصول على المستوى العالمي".

كما أعرب عن تفاؤله الكبير بمستقبل تكنولوجيا تعديل الجينوم، مؤكداً أنها تُمثل نقلة نوعية في هذا المجال. وأضاف: "تُذلل هذه التكنولوجيا عقبة إدخال التعديلات الجينية إلى الكائن الحي، حيث تتيح إجراء التعديل بسهولة وبتكلفة مُنخفضة نسبياً وفي المكان المُراد تغييره بدقة. وهذا يفتح الباب أمام استخدام هذه التكنولوجيا على نطاق واسع".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com