أبدى بائعو الأسماك قلقهم إزاء تذبذب الأسعار، مرجعين ذلك إلى الاضطرابات الإقليمية الراهنة. وبينما شهدت أسواق أبوظبي ودبي والشارقة ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار الأسماك الطازجة، تمكن تجار كلباء وخورفكان من الحفاظ على استقرار الأسعار بشكل أفضل.
وأعرب محمد يعقوب، أحد سكان أبوظبي والذي يشتري بانتظام الأسماك الطازجة من أحد مراكز التسوق، عن دهشته من ارتفاع أسعار المأكولات البحرية. وقال: "غبت عن البلاد طوال الشهر الماضي، وعند عودتي الأسبوع الماضي فوجئت بارتفاع أسعار الأسماك بشكل ملحوظ".
وأضاف: "استفسرت من أقاربي في دبي عن ارتفاع الأسعار، فأخبروني أن الوضع مماثل لما هو عليه في أبوظبي. فقد أصبح سعر سمكتي المفضلة الآن أعلى بنسبة 70% مقارنةً بسعرها قبل أسابيع قليلة".
أما محمد خالد، المقيم في قرية اللولو بالقصيص، فيحرص على زيارة سوق الواجهة البحرية في ديرة كل أسبوعين لتوفير احتياجاته من الخضراوات والفواكه واللحوم والأسماك. لكن في زيارته الأخيرة لقسم الأسماك، صُدم بارتفاع أسعار أسماكه المفضلة إلى الضعف.
وأضاف خالد: "أخبرني البائع أن العديد من قوارب الصيد توقفت عن الإبحار بسبب النزاع الإقليمي، مما تسبب في نقص العرض وارتفاع الأسعار."
وأضاف: "اعتدتُ إنفاق 200 درهم كل أسبوعين لشراء حوالي 8 كيلوغرامات من الأسماك البحرية، ولكن هذه المرة لم أتمكن من شراء سوى 4 كيلوغرامات فقط بنفس المبلغ".
أما أشفق، وهو مهندس في شركة اتصالات، فقد روى لنا تجربة مشابهة، قائلاً: "لقد فوجئنا بطلب بائع الأسماك، الذي اعتدنا الحصول منه على خصم جيد، أن نتوقف عن طلب أي تخفيضات نظراً لارتفاع الأسعار."
وأكد بائعو الأسماك في أحد أسواق دبي أن ارتفاع الأسعار دفع الزبائن إلى شراء كميات أقل من الأسماك.
أوضح شهرز خان، أحد بائعي الأسماك في السوق، قائلاً: "لاحظنا تردد العديد من زبائننا الدائمين في شراء الأسماك البحرية نظراً لارتفاع أسعارها. فبدلاً من شراء الكمية المعتادة، أصبحوا يشترون نصفها تقريباً."
وتابع قائلاً: "بسبب انخفاض المبيعات، توقفنا عن تخزين كميات كبيرة من الأسماك. فالزبائن هنا يبحثون عن الأسماك الطازجة، وبمجرد أن تفقد نضارتها، يصعب علينا بيعها."
أشار بائع آخر إلى أن أسعار بعض الأنواع البحرية تشهد ارتفاعاً مستمراً بدلاً من انخفاضها المتوقع. وفي هذا السياق، قال صمد الأنجار: "من المعتاد أن تنخفض الأسعار في هذا الوقت من العام نظراً لوفرة الصيد، ولكن الوضع مختلف تماماً هذا العام".
وأشار إلى أن سعر سمك الهامور الطازج كبير الحجم، والذي يتراوح سابقاً بين 25 إلى 35 درهماً للكيلوغرام، ارتفع الآن إلى أكثر من 55 درهماً في معظم الأكشاك.
وأضاف الأنجار أن أنواعاً أخرى من الأسماك شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، وقال موضحاً: "عادةً ما يباع سمك الشعري بسعر يتراوح بين 15 و20 درهماً للكيلوغرام، لكن سعره الآن أصبح يبدأ من 30 درهماً. أما سمك السيباس والدنيس، فقد ارتفع سعرهما من 25 درهماً إلى 35 درهماً."
وأفاد تجار في أحد أسواق الشارقة بحدوث "ارتفاع طفيف" في أسعار الأسماك البحرية نتيجةً لنقص بعض الأنواع. وفي هذا الصدد، أوضح محمد هاشم، أحد بائعي الأسماك، قائلاً: "هنا في الشارقة، تُحدد الأسعار بشكل موحد على عكس الأسواق الأخرى في الدولة، فلا مجال للمساومة."
من جانب آخر، أكد تجار الأسماك في مدن كلباء وخورفكان استقرار الأسعار وعدم تأثرها بالظروف الراهنة. وأرجع محمد أبكار، تاجر أسماك، ذلك إلى أن السوق المحلية تعتمد بشكل أساسي على المأكولات البحرية التي يتم اصطيادها من المياه القريبة. وقال أبكار: "في المدن الشرقية، تقتصر رحلات الصيد على القوارب الصغيرة التي لا تغامر بالابتعاد عن الشاطئ، مما يحافظ على استقرار الأسعار."
وأشار أبكار إلى أن "القوارب القادمة من دول أخرى لا ترسو هنا، بل تتجه إلى أسواق أكبر مثل دبي وأبوظبي والشارقة لبيع صيدها."