"العمل في الاجازة" أصبح اتجاهاً متزايداً بين المقيمين في دولة الإمارات
"العمل في الاجازة" أصبح اتجاهاً متزايداً بين المقيمين في دولة الإمارات

الإمارات: جيلا الألفية و"زد" يفضلون العمل أثناء الإجازة

أكد الأطباء أن أخذ فترات راحة مناسبة من العمل أمر ضروري لصحة نفسية سليمة
تاريخ النشر

"العمل في الاجازة" أصبح اتجاهاً متزايداً بين المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يختار المزيد من الأشخاص العمل حتى أثناء فترة الإجازة.

تصف هذه الجملة الجديدة في صناعة السفر ممارسة العمل أثناء العطلة، وتكتسب شعبية خاصة بين جيل الألفية والجيل Z.

على عكس "العمل الترفيهي"، الذي يجمع بين السفر لأغراض العمل ووقت الفراغ، فإن "الإجازة المدفوعة الأجر" تنطوي على العمل أثناء الإجازة، مما يعني عدم وجود "إجازة" فعلية.

الشعور بالحاجة إلى إثبات الذات

يقول أوس إسماعيل، المدير العام لشركة مارك إليس في دبي، "أرى أن العمل أثناء العطلات أصبح شائعاً بشكل متزايد، خاصة بين جيل الألفية في الإمارات. يعود السبب في ذلك إلى الضغط المستمر للبقاء متصلاً في بيئة تنافسية سريعة الحركة. يميل الموظفون إلى الشعور بالحاجة إلى إثبات أنفسهم، والبقاء موثوقين، أو تجنب التخلف عن الركب، وبالتالي يستمرون أحياناً في العمل أثناء إجازاتهم السنوية".

أوس اسماعيل
أوس اسماعيل

وأضاف: "بصفتي كمدير، لا أعتقد أن الأمر يجب أن يكون على هذا النحو. بالنسبة للموظفين، الأمر كله يتعلق بالتخطيط السليم، وإنهاء المهام، والالتزام بالمواعيد النهائية، والتسليم المناسب. عندما يتم ذلك بشكل صحيح، يمكنك أخذ إجازتك دون القلق بشأن انهيار الأمور".

وقال إسماعيل إن التركيز يجب أن ينصب على خلق ثقافة تشجع الناس على أخذ استراحة من العمل.

وأضاف إسماعيل: "إن التخطيط الواقعي لحجم العمل ودعم الإجازات يساعدان بشكل كبير في الحد من الإرهاق. فعندما يعرف الجميع دورهم وأهمية إكمال وظائفهم، فإن الفريق بأكمله يستفيد".

"لا يعمل الموظفون أثناء إجازاتهم، ولكنهم قد يراقبون هواتفهم في حالة حدوث أي طارئ. نحن نقوم بتسليم المهام بالكامل. قد يتلقون رسالة من وقت لآخر فقط، لذا يقومون عادة بإرسالها إلى الفريق لمعالجتها"، هذا ما صرحت به "نيكي ويلسون"، مؤسسة ومديرة شركة جيني للتوظيف.

وأضافت أن الشركة تحفز موظفيها إذا عملوا من موقع آخر حتى خلال أيام عملهم العادية.

نيكي ويلسون
نيكي ويلسون

"لقد قمنا بتنفيذ مبادرة منذ عامين، حيث حصل كل موظف على 1000 درهم للعمل من أي مكان في العالم لمدة أسبوع. لماذا قدمنا هذا؟ لأنني أعتقد أن المرونة تغذي الإبداع، والإبداع يؤدي إلى النمو. الأمر لا يتعلق بالإنتاجية فقط، بل يتعلق بالحرية والثقة.

"عندما تتاح للموظفين الفرصة للعمل من موقع من اختيارهم، فإن ذلك يثري حياتهم بتجارب ووجهات نظر جديدة ومتعة. يختار بعض أعضاء فريقنا وجهات داخل الإمارات العربية المتحدة. بينما يستغل آخرون الفرصة لزيارة بلدانهم الأصلية والعمل من هناك، والتواصل مع العائلة مع الحفاظ على الإنتاجية. بعض أفراد الفريق الموجودين في المملكة المتحدة يبدؤون العمل في الخامسة صباحاً ليتمكنوا من الاستمتاع ببقية اليوم، هذه الطريقة فعّالة للغاية.

وأكدت أن تقديم مثل هذه المزايا من شأنه أن يخلق ثقافة الثقة والولاء، ويعزز التوازن بين العمل والحياة.

لماذا تعتبر العطلات الرسمية مهمة؟

في هذه الأثناء، أكد الأطباء في الإمارات أن أخذ فترات راحة كافية من العمل أمر ضروري لصحة نفسية سليمة.

قالت الدكتورة ندى عمر، استشارية الطب النفسي في مستشفى برجيل، أبوظبي، "بصفتي طبيبة، أنصح الناس بشدة بأخذ فترات راحة مناسبة من العمل. فالعمل المتواصل دون فترات راحة كافية يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق، وزيادة مستويات التوتر، وتدهور الصحة العامة. ومن الضروري للصحة العقلية والجسدية الابتعاد عن مسؤوليات العمل بشكل دوري لإعادة الشحن والتجدد".

وأضافت أن "العمل طوال الوقت يمكن أن يكون له آثار سلبية على الصحة العقلية والجسدية. فمن ناحية الصحة العقلية، يمكن أن يساهم في القلق والاكتئاب والشعور العام بعدم الرضا. ومن الناحية الجسدية، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل اضطرابات النوم والصداع ومشاكل القلب والأوعية الدموية بسبب الإجهاد لفترات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم التوازن بين العمل والحياة يمكن أن يعيق التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الشخصية، مما يؤدي إلى تفاقم مشاكل الصحة العقلية".

أكد خبراء الصحة أن وضع الحدود والانفصال الحقيقي عن العمل أثناء الوقت الشخصي أمر بالغ الأهمية للحفاظ على نمط حياة صحي.

جيريش هيمناني
جيريش هيمناني

يقول "جيريش هيمناني"، مدرب حياة ومعالج بالطاقة مقيم في دبي: "الحرية بدون مسؤولية هي فوضى، ولكن المسؤولية بدون حرية هي اختناق. والمفتاح هو إيجاد توازن - حيث تغذي الحرية الإبداع والاستكشاف، وتؤسس المسؤولية على المساءلة والنمو".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com