استعادة الإبتسامة المفقودة
استعادة الإبتسامة المفقودة

الإمارات: مبادرات مجتمعية تعيد البهجة لكبار السن

تنظم مؤسسة (سمارت لايف فاونديشن) غير الحكومية لقاءات مجانية لكبار السن كل شهروتتضمن جلسات يوغا، ومحاضرات
تاريخ النشر

هل يمكنك تخيل أجدادك البالغين من العمر 60 عاماً وهم يتسابقون بحماس لبناء أهرامات من أكواب ورقية، ثم ينفخونها ويتبادلون الضحكات بفرحٍ طفولي؟ المشاريع المجتمعية الجديدة في الإمارات العربية المتحدة تثبت أن العمر لا يشكل عائقاً أمام المرح والألعاب، وأن السعادة يمكن أن تكون حاضرة في كل الأعمار.

تنظم مؤسسة (سمارت لايف فاونديشن) غير الحكومية لقاءات مجانية لكبار السن كل شهر. وعادة ما تتضمن هذه اللقاءات جلسات يوغا، ومحاضرة، بالإضافة إلى الكثير من الفعاليات الصحية. ولكن في سبتمبر/أيلول، قررت مانجولا راماكريشنان، رئيسة مشروع (سمارت سينور سيتزن آند سنغل مامز)، تجربة شيء مختلف.

وقالت لصحيفة خليج تايمز: "بدلاً من أن ننظم اللقاء، طلبنا من كبار السن التخطيط له. وتقدم اثنان منهم - "كاماكشي ماسني" و"كانشانا سامباثبابو" - وساعدهما متطوعانا "بهافانا" و"نامراتا".".

لقد تفاجأت المجموعة بنوعية النشاط الذي توصل إليه كبار السن.

"لقد كانت تجربة ممتعة للغاية، مليئة بالألعاب والجوائز. كان من المفترض أن تسمع ضحكاتهم"، قالت مانجولا بحماس. وأضافت: "إحدى الألعاب كانت تتطلب منهم تدوين أسماء الممثلين الذين برزوا في الفترة ما بين الستينيات والثمانينيات، بينما تطلبت لعبة أخرى بناء أهرامات من أكواب ورقية ثم تفجيرها، مما أثار موجة من الضحك بين الجميع."

وقالت "عندما عادوا إلى منازلهم في ذلك اليوم، وضع الفائزون هداياهم تحت أذرعهم وساروا إلى منازلهم مثل الأطفال الصغار".

معرضون لخطر "وباء الوحدة"

وتعتبر هذه التجمعات مجرد جزء من التسهيلات التي تقدمها مختلف المنظمات في دولة الإمارات العربية المتحدة لإبقاء كبار السن مستمتعين ومنخرطين في الدولة.

مع ارتفاع متوسط أعمار البشر إلى مستويات غير مسبوقة، يواجه كبار السن تحديات متزايدة مثل الوحدة والإهمال، مما يجعلهم أكثر عرضة لهذه الأزمات. في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، احتفلت الأمم المتحدة باليوم العالمي لكبار السن، الذي ركز هذا العام على موضوع "الشيخوخة بكرامة"، مع التأكيد على أهمية تعزيز أنظمة الدعم لكبار السن في جميع أنحاء العالم.

سلطت الدكتورة سلوى السويدي، استشارية الطب الباطني وأمراض الشيخوخة، الضوء على مدى ارتفاع متوسط أعمار الناس الآن.

وأضافت: "قبل توحيد الإمارات العربية المتحدة، كان متوسط العمر المتوقع 53 عاماً. أما اليوم، بفضل التحسينات الكبيرة في الخدمات الصحية والتدخلات الطبية، فقد ارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 80 عاماً. الناس الآن يعيشون لفترات أطول، مما يجعل إدارة صحتهم والحفاظ على جودة حياتهم قضية بالغة الأهمية."

الدكتورة سلوى السويدي
الدكتورة سلوى السويدي

وقالت مانجولا إنه منذ أن بدأت المنظمة أنشطتها لكبار السن، تم إنشاء رابطة قوية بين الأعضاء المسجلين البالغ عددهم 26.

قالت: "نحن جميعاً أجداد. لقد عشنا حياة كاملة ولكن لا يزال لدينا الكثير لنقدمه للمجتمع. كنا جميعاً غرباء ولكن تم الآن بناء صداقة عميقة".

مانجولا راماكريشنان
مانجولا راماكريشنان

ينبغي لكبار السن أن يتواصلوا اجتماعياً

وأوضح استشاري طب الشيخوخة، الدكتور "راؤول أونيكريشنان"، أهمية الحفاظ على الروابط الاجتماعية في مرحلة الشيخوخة، قائلاً: "مع تقدم العمر، تزداد مخاطر العزلة الاجتماعية. يفقد كبار السن تدريجياً مهاراتهم الاجتماعية، ويواجهون تراجعاً في القدرات الإدراكية والحركية. لذلك، من المهم توفير أماكن تسمح لهم بالاندماج والتفاعل الاجتماعي مجدداً."

وأضاف أن كبار السن يجب أن تتوفر لهم أماكن مثل نادٍ أو مجلس، حيث يمكنهم ممارسة ألعاب الطاولة والتواصل الاجتماعي مع أقرانهم. وقال: "يجب أن يكون هناك أيضاً مجال لهم للانخراط في الأنشطة التقليدية مثل الألعاب الشعبية، والغناء، والرقص، لأن هذه الأنشطة كانت جزءاً من حياتهم في شبابهم". وأوضح أن هذه الأنشطة "تستحضر ذكريات سعيدة، وهو أمر مهم لتحفيز عقولهم وجعلهم يشعرون بأنهم جزء حيوي من المجتمع."

وأشاد بجهود دولة الإمارات في تعزيز الأنشطة الترفيهية لكبار السن. وهناك العديد من السبل المتاحة أمام المقيمين في الدولة. وفيما يلي بعض هذه السبل:

  • يقدم مركز سعادة كبار السن التابع لهيئة الصحة بدبي الرعاية الطبية والتمريضية على مدار الساعة لكبار السن، ويلبي الاحتياجات الطبية والاجتماعية والتأهيلية والتغذوية والثقافية والترفيهية لكبار السن.

  • يوفر نادي ذخر في الصفا صالة رياضية ومركز صحي ومكتبة ومساحة اجتماعية للإماراتيين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.

  • وقد سبق أن تحدث عن ساحة الشيوخ.

رفع الوعي

وفي إطار الجهود الرامية إلى زيادة الوعي بمجال طب الشيخوخة، تم تأسيس جمعية الإمارات لطب الشيخوخة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت مظلة جمعية الإمارات الطبية.

وأوضحت الدكتورة سلوى، رئيسة الجمعية، أن الجمعية كانت نتيجة جهد متضافر لعدد من ممارسي طب الشيخوخة في جميع أنحاء البلاد.

وأضافت "من الأفضل لكبار السن استشارة أطباء أمراض الشيخوخة لأنهم يحتاجون إلى نهج شامل لصحتهم. ويتعين على الأطباء أن يأخذوا في الاعتبار مشاكلهم الجسدية والإدراكية والطبية والاجتماعية والأسرية".

وأوضحت الدكتورة سلوى أن طب الشيخوخة لا يزال في مراحله الأولى، مشيرة إلى أن الجمعية المصرية لطب الشيخوخة تسعى لتغيير العقلية السائدة تجاه كبار السن. وأضافت: "هناك العديد من القضايا التي تؤثر على هذه الفئة، بما في ذلك مرض الزهايمر والخرف، واللذين يُطلق عليهما عمالقة طب الشيخوخة. للأسف، لا يتم الحديث عنهم بشكل كافٍ. نهدف إلى زيادة الوعي حول هذه القضايا الهامة."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com