لضمان سلامة الأطفال
لضمان سلامة الأطفال

الإمارات:أجهزة التتبع تمنح الآباء الراحة بشأن سلامة أطفالهم

دمج أجهزة التتبع في حقائب وأحذية الأطفال لتزايد المخاوف بتأخير الحافلات وحركة المرور وحوادث ترك الأطفال
تاريخ النشر

بالنسبة لفاطمة صالح، وهي أم لطفلين مقيمة في أبوظبي، فإن معرفة مكان أطفالها يشكل أولوية قصوى. وفي محاولة للموازنة بين العمل والمسؤوليات الأسرية، فإنها كثيراً ما تقلق بشأن سلامة أطفالها أثناء تنقلهم إلى المدرسة وأثناء قضاء أوقاتهم مع الأصدقاء.

قالت فاطمة: "أعود عادة من المكتب عند الساعة الرابعة عصراً، وبحلول وقت وصولي إلى المنزل، يكون أطفالي حاضرين دائماً".

وبالرغم من ذلك، وكالعديد من الأمهات العاملات، تظل فاطمة قلقة بشأن تحركاتهم أثناء وجودها في العمل. تقول: "ذات مرة، ذهب طفلي البالغ من العمر سبع سنوات إلى منزل صديقه على بعد مبنيين دون أن يخبرني. وعندما عدت إلى المنزل ولم أتمكن من العثور عليه، كنت في حالة من الذعر. اتصلت بجميع أقاربنا وفي النهاية وجدته في منزل صديقه".

"لقد أثار ذلك غضبي. وعندما ناقشته مع أختي اقترحت علي استخدام أجهزة التتبع. اشتريت ثمانية منها ووضعتها في أحذية وحقائب أطفالي"، تقول فاطمة: "هكذا أستطيع أن أعرف مكانهم، وأشعر بالارتياح لأنني أعلم أنهم في أمان".

يقوم الآباء في الإمارات العربية المتحدة بدمج أجهزة التتبع في حقائب وأحذية أطفالهم لضمان سلامتهم. وقد نشأ هذا التيار نتيجة لتزايد المخاوف بشأن تأخير الحافلات وحركة المرور وحوادث ترك الأطفال محبوسين داخل حافلات المدارس. من خلال استخدام الأدوات التي تدعم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يأمل الآباء في مراقبة مكان وجود أطفالهم في الوقت الفعلي وتجنب المخاطر أثناء التنقل.

وعلى نحو مماثل، يضع طارق أحمد - أحد سكان التعاون في الشارقة والأب لثلاثة أطفال - سلامة أطفاله على رأس أولوياته، خاصة مع جدول أعماله المزدحم الذي يمنعه من الخروج من المنزل لساعات طويلة. كما أن زوجة أحمد، وهي معلمة، تعمل أيضاً خلال النهار.

وبسبب قلقه على سلامة ابنته البالغة من العمر تسع سنوات أثناء التحركات والأنشطة اليومية، قرر أحمد اتخاذ الاحتياطات اللازمة. يقول أحمد: "في وقت سابق من شهر يونيو وأثناء عودتها إلى المنزل من منزل صديقتها بعد حفل عيد ميلاد، علقت ابنتي في ازدحام مروري بينما كان يوصلها إلى المنزل والد صديقتها. وما زالت حادثة نسيان طفلة في حافلة مدرسية حاضرة في ذهني. كنت في العمل، وشعرت بالذعر ثم اتصلت بوالدي صديقتها حتى تلقيت رداً أخيراً. كنت أشعر بالعجز والقلق".

وبعد مناقشة الحدث مع أحد الأصدقاء، علم أحمد عن أجهزة التتبع المزودة بنظام تحديد المواقع (GPS) وقرر شراء أحدها. وقال: "لا أنوي التعدي على خصوصيتها، أريد أن أتأكد أنها بأمان بينما تتنقل بين المنزل والمدرسة وأنشطة ما بعد الدراسة، لأن ذلك يخفف من قلقي".

وأفاد تجار التجزئة في مجال الإلكترونيات بزيادة في الطلب على أجهزة التتبع. وقال محي الدين مصطفى، مدير "فون لاين" في ديرة بدبي، إنهم باعوا أكثر من 500 جهاز هذا العام. وقال مصطفى: "غالباً ما يستفسر الآباء عن عمر البطارية ومدى دقة الجهاز والتصميمات. يفضل معظم الآباء الأجهزة خفيفة الوزن والمتينة والتي لدى بطاريتها عمر أطول. لدينا مجموعة متنوعة من الخيارات، مثل أجهزة التتبع القابلة للتعليق وأخرى يمكن تثبيتها في الأحذية وهي مزودة بنظام تحديد المواقع (GPS)".

وقال أحمد فاردين، من محل "ماجيستيك للإلكترونيات" في النهدة بالشارقة: "لقد شهدنا العديد من العملاء يطلبون أجهزة تعقب يمكنها إرسال تحديثات في الوقت الفعلي إلى هواتفهم"، وأضاف أن ارتفاع الطلب يعود إلى انتشار القلق بين الآباء العاملين الذين يبحثون عن راحة البال.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com