تتراوح الغرامات بين 100 ألف ومليون درهم
تتراوح الغرامات بين 100 ألف ومليون درهم

الإمارات:غرامات باهظة لتوظيف حاملي تأشيرات الزيارة

إجبار الزوار على العمل مقابل وعد بوظيفة دائمة قد يؤدي إلى تغريم الشركات بما يصل إلى مليون درهم
تاريخ النشر

يقول خبراء قانونيون إن التعديل الذي أدخل على قانون العمل في الإمارات الأسبوع الماضي من شأنه أن يردع أصحاب العمل عن توظيف حاملي تأشيرة الزيارة. ومن بين المخالفات التي ستفرض غرامات تتراوح بين 100 ألف ومليون درهم هي لتوظيف العمال دون تصريح مناسب وإحضارهم إلى الإمارات وعدم توفير وظيفة لهم.

وقال علي سعيد الكعبي مدير عام شركة "إي سي إتش ديجيتال" "ECH Digital": "في السابق كانت غرامات تشغيل العمال دون تصريح عمل تتراوح بين 50 ألف درهم إلى 200 ألف درهم وأصبحت الآن من 100 ألف إلى مليون درهم، يبين ذلك جدية الحكومة في حماية حقوق العمال"، وأضاف أن تلك التعديلات ستضمن الحفاظ على ممارسات توظيف قانونية.

ويستغل بعض أصحاب العمل حاملي تأشيرات الزيارة للعمل من خلال وعدهم بمنحهم إقامة وتصاريح عمل بعد انتهاء صلاحية تصاريحهم السياحية. ولا يحصل كثير منهم على أجر مقابل العمل الذي يقومون به خلال هذه الفترة. وقال علي سعيد الكعبي: "يتعرض بعض زوار الدولة لسوء المعاملة عندما يوعدون بعرض عمل ثم يُطلب منهم المغادرة بمجرد انتهاء صلاحية تأشيرة زيارتهم". وأضاف: "إن قرار الحكومة الاتحادية من شأنه أن يحد بشكل كبير من هذه الممارسات الخاطئة ويضمن اتباع قوانين العمل".

العمل على تأشيرات الزيارة

كان الوافد الجنوب أفريقي "كيران فوري" من بين أولئك الذين دفعوا ثمن العمل بتأشيرة زيارة بعد أن كان قد وصل إلى دبي في ديسمبر 2023 على أمل العثور على وظيفة جيدة.

وطلبت منه الشركة التي وظفته العمل حتى انتهاء صلاحية تأشيرة زيارته. وقال: "عملت في قسم التسويق لأكثر من ثلاثة أشهر ووعدوني بالحصول على تأشيرة عمل بعد انتهاء صلاحية تأشيرة زيارتي. واصلت تذكيرهم بوضعي غير القانوني وكان الرد الوحيد الذي تلقيته من قسم الموارد البشرية هو أن عليّ أن لا أقلق وأن تأشيرتي ستصدر قريباً".

وفي مارس، طُلب من "كيران فوري" مغادرة الشركة وغادر الإمارات في 29 مارس بعد أن دفع 5500 درهم في المطار كغرامة لتجاوزه المدة المسموح بها. وقال: "لم يكن معي أي شيء عندما كنت أغادر البلاد واضطررت إلى أن أطلب من والدي إرسال المال لي لأغادر البلاد".

وتنص حكومة الإمارات العربية المتحدة بشكل قاطع على موقعها الإلكتروني على أن العمل بموجب تصريح/تأشيرة زيارة أو سياحة أمر غير قانوني. إذا عُرضت وظيفة على أجنبي في الإمارات العربية المتحدة فلا يجوز له العمل إلا بعد صدور خطاب عرض عمل من وزارة الموارد البشرية والتوطين في الإمارات العربية المتحدة.

وحث المستشارون القانونيون أصحاب العمل بشدة على الامتناع عن السماح للزائرين بالعمل بشكل غير قانوني. وقال الكعبي: "إذا ثبت أن الشركة مخالفة للقانون فإن ذلك سيترتب عليه مخاطر شديدة وعواقب قانونية".

حماية حقوق العمال

وأوضحت هديل حسين، الشريك الأول في مكتب  "بي إس إيه أحمد بن هزيم وشركاه للمحاماة"، أن التعديلات تخلق بيئة تنظيمية أكثر صرامة لأصحاب العمل، وتتطلب التزاماً أكبر بقانون العمل.

وأضافت أن "الزيادة الكبيرة في الغرامات إلى جانب إمكانية فرض عقوبات جنائية، تشكل رادعاً قوياً في حالة عدم الالتزام بقانون العمل. وتوضح التعديلات أن أي انتهاك لقواعد العمل سيؤدي إلى عواقب وخيمة وبالتالي زيادة مساءلة صاحب العمل".

بالنسبة للموظفين، توفر التعديلات حماية وأماناً "معززين". "توفر العقوبات الأعلى المفروضة على أصحاب العمل رادعاً أقوى ضد انتهاكات حقوق الموظفين مما يقلل من احتمالية تعرض الموظفين لمعاملة غير قانونية أو غير عادلة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل أحكام مثل تمديد فترة التقادم لتقديم مطالبات التوظيف وضمان استمرار دفع الأجور أثناء النزاعات على تعزيز حماية الموظفين بشكل أكبر".

وأضافت هديل حسين أن التعديل المتعلق بالمطالبات الصغيرة للعمالة وتدخل وزارة الموارد البشرية والتوطين يضمن "عملية قانونية أكثر كفاءة ومبسطة ومنصفة لكل من الموظفين وأصحاب العمل".

وأضافت هديل أن "الدور المعزز للوزارة في التوسط في النزاعات وقدرتها على إصدار قرارات قابلة للتنفيذ في المطالبات والنزاعات ذات القيمة المنخفضة ... يضمن حل النزاعات العمالية بشكل أسرع وأكثر كفاءة وبتكاليف قانونية أقل".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com