خالد المنصوري (يمين).
 الصور: مقدمة
خالد المنصوري (يمين). الصور: مقدمة

الإماراتيون يستذكرون مناقب الراحلين في سيول عُمان

عُرفوا بروح المغامرة وكرم الأخلاق وكانوا دوماً يسيرون خلف المجموعة لمساعدة من يواجهون صعوبات
تاريخ النشر

لقي أربعة متنزهين مصرعهم بينهم مواطنان إماراتيان ومقيم عربي في الإمارات العربية المتحدة، بعد أن حاصرتهم مياه الفيضانات المفاجئة في سلطنة عمان.

وكان خالد المنصوري وسالم الجراف، المتجولان الإماراتيان، ضمن مجموعة مكونة من 16 متسلقاً يتجولون حول التضاريس الوعرة في وادي تنوف عندما هطلت أمطار غزيرة.

وقال خالد السويدي، وهو متجول مقيم في الإمارات، لصحيفة خليج تايمز: "انقسم المتجولون إلى مجموعتين. عندما نزلوا من الشاحنة، تأخر بعض منهم، وبكل شجاعة، عاد المنصوري والجراف للمساعدة ولكن للأسف جرفتهما مياه الفيضانات."

وذكرت شرطة عمان السلطانية أن أربعة أشخاص لقوا حتفهم في الحادث، وهم إماراتيان ومغترب عربي مقيم في الإمارات وعماني.

عشق المغامرة
عشق المغامرة

وكان الرجلان من المتسلقين المتمرسين الذين استكشفوا تضاريس في قرغيزستان والأردن وعمان. وعرفا بروح المغامرة وكرم الأخلاق، وكانا يسيران دوماً خلف المجموعة لمساعدة أولئك الذين يواجهون صعوبات.

وقال أحمد، 41 عاماً، من رأس الخيمة: "أعرف الجراف منذ أن كنا صغاراً، ونحن في العمرنفسه تقريباً."

"لم أذهب معهم في رحلتهم الأخيرة، رغم أن الجراف دعاني. استغرقت الاستعدادات شهرين. تطلبت الرحلة مستوى لياقة بدنية عالية، حيث يتم قطع مسافة 12 كيلومتراً تقريباً على مدى 10 إلى 12 ساعة."

وأضاف أحمد أن اهتمام الجراف بالتجول لمسافات طويلة ظهر خلال فترة جائحة كوفيد-19 عندما تم فرض قيود على التجمعات، مما دفعه وأصدقائه إلى استكشاف المناطق الخارجية وعزز حماسهم لتلك الهواية.

لقد أثرت الوفاة المفاجئة للمنصوري والجراف بشدة على كل من عرفهما، وأشاد الكثيرون بلطفهم وتأثيرهما على الآخرين.

وتحدثت علياء زغلول، التي التقت بهم لفترة وجيزة، عن سعيهما المستمر لمساعدة الآخرين. وتقول: "في إحدى الرحلات، كنت قد شعرت بالإرهاق، وساعدني المنصوري بإعطائي وجبة خفيفة، كما ساعد الجراف صديقة لي كانت تواجه صعوبات في رحلة أخرى. وكان قد عاد للخلف لمسافة طويلة لمساعدتها."

ويتذكر جار الجراف آخر لقاء له معه، ويقول: "لقد رأيته الأسبوع الماضي في مركز شرطة المرور، قبل يوم واحد من موعد سفره في إجازة. كان رجلاً طيباً وأباً محباً وجاراً طيباً. كثيراً ما كان الناس يقولون إننا متشابهان، وأحياناً يخلطون بيننا."

وكان الاثنان معروفان في مجتمعاتهما، كان المنصوري، لاعب كرة يد سابق للإمارات وبطل رمي الرمح، وكان الجراف عاشقاً للأنشطة والمغامرة.

وأقيمت صلاة الجنازة عليهما في أبوظبي ورأس الخيمة بعد إعادة جثتيهما من سلطنة عمان.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com