"الشارقة للكتاب": تنوع العناوين يجذب القراء رغم ارتفاع الأسعار
الدكتور عبدالله الحمادي، المتخصص في الفقه الإسلامي والإماراتي من الشارقة، يجر عربة التسوق بين أرفف الكتب الإسلامية في معرض الشارقة الدولي للكتاب الجاري. وفي إطار سعيه لإضافة المزيد إلى مكتبته الشخصية، حدد الدكتور عبدالله ميزانية قدرها 6000 درهم للمعرض هذا العام.
وقال "أحضر المعرض منذ افتتاحه، وأنتظره كل عام وأعد قائمة بالمعروضات التي سأشارك فيها".
وقد أنفق بالفعل 2000 درهم، وفي يوم الأحد 10 نوفمبر، أنفق 2500 درهم أخرى لشراء كتب في الأدب الإسلامي وكتب الإرشاد الذاتي.
ورغم أن المعرض يقدم مجموعة واسعة من الكتب بأسعار جذابة، إلا أن الدكتور عبدالله يشير إلى أن الأسعار هذه المرة أعلى قليلاً من الأعوام السابقة. ويقول: "هذه الأسعار لا تزال تسهل إضافة الكتب إلى مجموعتي، ولكنني لاحظت زيادة مقارنة بالمعارض السابقة"، مؤكداً على أهمية تنويع مجموعة العناوين على الرغم من ارتفاع التكاليف.
وتستمرفعاليات الدورة الثالثة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، حتى السابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة أكثر من 2500 ناشر من 112 دولة. ويسلط الحدث، الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الضوء على الجهود المبذولة لتعزيز اللغة العربية، ويستقبل جمهوراً ثقافياً دولياً.
ومن بين زوار المعرض خميس سالم وأم سالم، وهما من أسرة إماراتية من الفجيرة، أنفقتا نحو 2000 درهم على شراء الكتب التعليمية وأدب الأطفال لأطفالهما، حيث أصبح حضور معرض الشارقة للكتاب تقليداً سنوياً، ويفضلان زيارته في صباح نهاية الأسبوع عندما يكون المكان أقل ازدحاماً.
قالت أم سالم "نستمتع ببدء يومنا هنا، ثم تناول الغداء مع تجنب الحشود". هذا العام، اختارت الكتب بناءً على غريزتها بدلاً من الاعتماد على قائمة معدة مسبقًا. وأضافت "لقد أعجبتني حقًا معظم الكتب، لكنني أود أن أرى المزيد من الخيارات".
مع استمرار المعرض، تنبض الأجواء بالحيوية مع أصوات حفيف الصفحات وأشخاص متشابهي التفكير يتواصلون حول مؤلفين مفضلين. سواء كان الأمر يتعلق ببناء مكتبات شخصية أو العثور على الهدية المثالية لأحد الأحباء، فإن الحدث يجسد جوهر المجتمع الذي يوحده شغف القراءة.
وبدأت عفراء وزهرة ومنيرة، وهن إماراتيات أيضاً، تجربتهن في معرض الكتاب بإنفاق نحو 1000 درهم إماراتي في الساعة 11 صباحاً، بعد ساعتين فقط من وصولهن. جاءت كل منهن مستعدة بقائمة كتب، متحمسة لاستكشاف مجموعة من الأنواع من الروايات إلى كتب التنمية الذاتية. تحمل كل منهن حقائبها القماشية الممتلئة حتى حافتها، وتجسد روح محبي الكتب المتفانين الذين يتلذذون بفرحة اكتشاف قراءات جديدة. قالت عفراء: "نحن نحب التشويق المتمثل في العثور على جواهر مخفية بين الأرفف".