الشيخ زايد والاستدامة: تحويل الصحراء إلى بيئة زراعية مزدهرة
على مدى أكثر من 50 عاماً، تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة من منطقة رملية تشتهر بفشل الزراعة، إلى منطقة ذات تنوع بيئي كبير.
وفي حين تظل الصحراء مشهدًا طبيعيًا مميزًا للبلاد وجزءًا من ثقافة وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أصبحت المساحات الخضراء الآن شائعة أيضًا في مختلف الإمارات.
عند القيادة عبر الإمارات، ستشاهد كثبانًا رملية مرتفعة تتحول إلى أشجار خضراء مورقة؛ وهو مكان تزدهر فيه جميع أنواع الطبيعة - وكل هذا بدأ بجهود الاستدامة التي بذلها الأب المؤسس.
«خبراء تنبأوا بفشل الزراعة في الدولة»، بحسب فيلم وثائقي بثه مكتب أبوظبي للإعلام حول جهود الشيخ زايد الراحل في مجال الاستدامة.
ولقد أثبت المؤسس الراحل خطأ المنتقدين عندما أنشأ دولة الإمارات منطقة مليئة بأشجار النخيل والواحات والخضرة؛ وتولى الراحل الكبير مسؤولية تقديم المشورة المباشرة للسكان بشأن الأماكن التي ينبغي لهم أن يزرعوا فيها النباتات، وماذا ينبغي لهم أن يزرعوا.
ويقول علي أحمد الكندي، المؤلف والباحث في التاريخ والتراث المحلي، إنه كان حريصاً على التعرف على كل حجر وشجرة وطائر في المنطقة.
عندما تولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم أبوظبي في ستينيات القرن العشرين، أنشأ دائرة الزراعة في العين. وقال ذات مرة: "أعطوني الزراعة، وأنا أضمن لكم الحضارة".
وقال مبارك علي القصيلي المدير التنفيذي لقطاع الشؤون الزراعية في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية إن الإدارة لعبت دوراً كبيراً في إنشاء المزارع ومراكز الأبحاث لمواجهة التحديات الزراعية.
وتحدث القصيلي عن قصص رواها والده عن رحلة الشيخ زايد على ظهر الجمل في عام 1953 من العين عبر ليوا إلى غياثي، وقال القصيلي: "خلال الزيارة تحدث عن أشجار النخيل وقدم إرشادات حول كيفية العناية بها".
وقالت ميثاء محمد الهاملي، رئيس قسم تقييم وحفظ التنوع البيولوجي البحري في هيئة البيئة - أبوظبي، إن الزعيم الراحل كان من أوائل الذين بدأوا ممارسات جديدة، وقاد بالقدوة. فقد بدأ أول زراعة لأشجار القرم في جزيرة صير بني ياس، ورافق مواطنيه في البحر، وقدم لهم المشورة بشأن المناطق المناسبة لزراعة أشجار القرم.
وتحتل أشجار القرم الآن 155 كيلومترًا مربعًا من ساحل الإمارات العربية المتحدة. ومع نمو الدولة ونمو أشجار القرم ونموها، دعا الأب المؤسس الخبراء الذين زعموا ذات يوم أن الزراعة لن تنجح في الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لفيلم وثائقي بثه مكتب أبوظبي للإعلام. وقد "فوجئ الخبراء بما رأوه"، وأدركوا أن الشيخ زايد كان متعلمًا وواسع الاطلاع ومستعدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي إطار رؤية الوالد المؤسس، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة توسيع البنية التحتية الحديثة، وتتواصل الجهود الرامية إلى زيادة المساحات الطبيعية. ففي نوفمبر/تشرين الثاني، أنجزت هيئة الطرق والمواصلات في دبي سبعة مشاريع جديدة في مبادرة بقيمة 245 مليون درهم، بهدف زراعة وتجميل التقاطعات الرئيسية على شارعي الشيخ زايد والخيل. وعلى هذه الطرق، تنتشر 2.5 مليون زهرة ونباتات زينة إلى جانب 6500 شجرة، وتتكامل هذه المشاريع مع أنظمة ري متطورة موفرة للمياه.