الفارس الإماراتي عمر المرزوقي يتطلع إلى المجد العالمي بعد تخرجه من السوربون
حقّق الفارس عمر المرزوقي، الذي مثّل الإمارات العربية المتحدة على السّاحة العالمية، وأشرفَ على حمل علم الدولة في أولمبياد باريس 2024، إنجازاً آخر يضاف إلى رصيده.
تخرج الشاب البالغ من العمر 21 عاماً يوم الأربعاء بدرجتي بكالوريوس في علم الاجتماع والفلسفة من جامعة السوربون أبوظبي. وفي حفل التخرج، ألقى كلمة أمام زملائه الخريجين وتم تكريمه أيضاً بجائزة خاصة.
وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز ، أكّد عمر على الدعم الذي حصل عليه من جامعته أثناء متابعته لمسيرته الرياضية.
يقول: "لقد فهمتْ الجامعة التزامي بتمثيل بلدي في أولمبياد باريس وسمحت لي بحضور دروسي عبر الإنترنت. كان هذا الخيار لا يقدّر بثمن لأنه سمح لي بالتركيز على الاستعداد للألعاب الأولمبية في أوروبا. لقد اتبعت روتيناً يومياً صارماً بمعدل أربع إلى خمس ساعات من التدريب، ووازنت بين التدريبات في صالة الألعاب الرياضية وركوب الخيل. كان الأمر صعباً لكنه أتى بثماره في النهاية."
الفوز بالجوائز
كان من الواضح أن عمر سيكون قوة لا يستهان بها في ركوب الخيل بدءاً من ظهوره الوطني الأول في سن التاسعة وحتى أول حدث دولي له في سن الثانية عشرة.
وفي سن الخامسة عشرة، حصل على الميدالية الفضية في دورة الألعاب الأولمبية للشباب 2018، ليصبح أول مواطن إماراتي يحقق ذلك.
ومؤخراً، أصبح عمر أول فارس عربي يحصل على جائزة النجم الصاعد للاتحاد الدولي للفروسية 2024، بعد مسيرة مميزة شهدت وصوله إلى الجولة النهائية في ألعاب باريس.
وقال "رغم أنني كنت أتمنى الفوز بميدالية، إلا أنني كنت فخوراً بأدائي. لقد كان تمثيل الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى في هذه الفئة تجربة تستحق الفخر حقاً".
والجدير بالذكر أن عمر هو أيضاً أصغر عربي يتأهل لدورة الألعاب الأولمبية، وهو إنجاز رائع يضعه بين أفضل 20 لاعباً في العالم تحت 25 عاماً.
وعن بداياته في عالم رياضة الفروسية، قال عمر: "بدأ حبي للخيول عندما كنت في الثالثة من عمري، وذلك بفضل والدي الذي مارس هذه الرياضة منذ أوائل الثمانينيات. ولعب دوراً رئيسياً في تطوير هذه الرياضة في البلاد. وكان وجوده بجانبي طوال مسيرتي المهنية أمراً رائعاً. وبفضل خبرته الواسعة، حققنا نتائج رائعة على المستوى الفردي وكفريق، واستطعنا تمثيل بلدنا. لقد كان ذلك جهداً جماعياً، بتوجيه من والدي ومدرّبي وعائلتي".
"المشجعون جعلوا الأمر لا ينسى"
وقال عمر: "إن تجربة المنافسة في أولمبياد باريس أصبحت لا تنسى بفضل الدعم المستمر من الجماهير الإماراتية".
"لقد كان حضور دورة الألعاب الأولمبية في باريس كفارس إماراتي تجربة لا تُنسى، خاصة عندما رأيت مجموعات من المشجعين الإماراتيين في المكان. وعلى الرغم من المسافة التي تبلغ سبع ساعات بين الإمارات وفرنسا، فقد بذلوا قصارى جهدهم للسفر وتشجيعنا".
احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز الثامن عشر في منافسات فرق قفز الحواجز في دورة الألعاب الباريسية. "لقد ظلّ (مشجعونا) على اطلاع دائم بتقدمنا، وتابعوا وسائل التواصل الاجتماعي، وكان حضورهم سبباً في رفع معنوياتنا، ودفعنا لتقديم أفضل ما لدينا. كما كان الدعم من الشيخ هزاع بن زايد بن سلطان آل نهيان لإسطبلات الشراع مذهلاً".
وفي هذه الأثناء، وبينما يبدأ العد التنازلي لتصفيات كأس العالم 2025 التي ستقام في سويسرا، يظل عمر مُركزاً ومصمماً.
وقال اللاعب الإماراتي: "ستكون التصفيات المؤهلة لكأس العالم في سويسرا عام 2025 صعبة للغاية. يتعين علينا بذل قصارى جهدنا للتأهل. لدينا بالفعل خطة واضحة، ونحن نعمل بجد لتحقيق هدفنا".
ويطمح أيضاً إلى المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس عام 2028.
"لم أستسلم ابدا"
وتذكر عمر إحدى المرات التي عانى فيها من إصابة خطيرة، فقال: "كانت إحدى الإصابات الخطيرة التي عانيت منها عندما انكسر أنفي، الأمر الذي تطلب مني أخذ استراحة لمدة ستة أسابيع للتعافي تماماً. كان ذلك في عام 2017 عندما كنت في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمري. لم أفكر مطلقاً في الاستسلام. كان والدي دائماً يحفزني على الاستمرار في العمل الجاد.
يقول عمر مازحاً: "هناك مقولة تقول، (إذا لم تسقط أبداً من على ظهر حصان، فلن تصبح أبداً فارساً حقيقياً)".
الارتقاء بسوق الفروسية في الإمارات
وقد جمع عمر بين حبه للرياضة ورؤيته للارتقاء بسوق الفروسية في الإمارات العربية المتحدة. "لقد حصلت على رعاية من CWD، وهي علامة تجارية عالمية مشهورة ومعروفة بمعداتها الفاخرة من فئة الخمس نجوم للخيول والفرسان. لقد ألهمتني هذه الرعاية لاستكشاف هذا المجال. وبفضل الدعم القوي من والدي، قررت تقديم منتجات مبتكرة إلى سوق الإمارات العربية المتحدة. وحتى الآن، كانت الرحلة تسير بشكل جيد".
المساعي الأكاديمية.
يخطّط عمر الآن للحصول على درجة الماجستير في الشؤون العالمية والقيادة الدبلوماسية.
"لقد شجعني المنظور الأخلاقي دائماً على التفكير بشكل مختلف. كما قدمت لي دراستي لعلم الاجتماع والمجتمع والرياضة وجهات نظر فريدة باستمرار. إن متابعة درجة الماجستير في القيادة والدبلوماسية يتماشى مع اهتمامي الطويل بهذه المجالات. تتضمن الدبلوماسية والسياسة تمثيل بلدك، تماماً كأنك سفير.
وأضاف اللاعب الإماراتي: "بالنسبة لي فإن كوني سفيراً للرياضة الإماراتية يحمل أهمية كبيرة ويأتي مع مسؤولية كبيرة".