المهدئات الرقمية تزيد شحنات الغضب عند الأطفال
المهدئات الرقمية تزيد شحنات الغضب عند الأطفال

المهدئات الرقمية تؤثر سلباً على تنظيم عواطف الأطفال

مريم حساني: في العصر الرقمي الحالي، ليس من المألوف تسليم الآباء هواتفهم إلى الأطفال كحل سريع - لتهدئتهم
تاريخ النشر

دعا خبير مقيم في أبوظبي الآباء إلى تجنب استخدام التكنولوجيا لمنع أطفالهم من البكاء. فكثيراً ما يعطي الآباء هواتف أو أجهزة أخرى لأطفالهم الصغار أثناء تناول الوجبات، أو لإبقائهم مشغولين.

وقالت مريم حساني، رئيسة قسم المواكبة والابتكار بالإنابة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، لصحيفة خليج تايمز: "في العصر الرقمي الحالي، ليس من غير المألوف أن يسلم الآباء هواتفهم إلى الأطفال كحل سريع - لتهدئتهم أو إبقاءهم مستمتعين" .

وتشير الأبحاث الحديثة المنشورة في مجلة Frontiers in Child and Adolescent Psychiatry إلى هذه الممارسة باسم "المهدئات الرقمية"، والتي يستخدمها الآباء لتجنب نوبات الغضب لدى أطفالهم أو السيطرة عليها.

ورغم أن هذه الوسائل فعالة على المدى القصير، فإنها لن تساعد الطفل على تعلم كيفية تنظيم عواطفه، مما يؤدي إلى "ضعف قدرته على التحكم في الغضب وإدارته". وقد تؤدي إلى "زيادة الاعتماد" على الأجهزة الرقمية، ونوبات الغضب أثناء استخدام الشاشات، والإدمان على الشاشات.

مريم الحساني
مريم الحساني

وفي حديثها لصحيفة خليج تايمز، نصحت حساني الآباء والأمهات بأن يكونوا حذرين بشأن استخدام أجهزتهم الخاصة بالقرب من الأطفال. وقالت: "إذا لاحظ الأطفال أن الهاتف أو الجهاز اللوحي يشكلان مصدر إلهاء دائم لآبائهم وأمهاتهم، فمن المرجح أن يتبنوا عادات مماثلة."

"يتمتع الأطفال الصغار بقدرة إدراكية هائلة وغالباً ما يقلدون السلوك الذي يرونه. إن الحفاظ على التواصل البصري والتفاعل المباشر مع طفلك، دون التوقف عن ذلك بسبب الشاشات، يساعد في بناء رابطة أقوى ويجعله يشعر بالتقدير والأمان."

ونصحت الآباء بالتعامل مع الألعاب التي تعتمد على الشاشات بنفس الاعتبارات التي يتعاملون بها مع الألعاب التقليدية مثل مكعبات البناء أو الألغاز. وقالت: "اختر الألعاب التفاعلية والتعليمية التي يمكنكم الاستمتاع بها معاً. وهذا لا يجعل وقت الشاشة أكثر أهمية فحسب، بل يعزز أيضاً علاقتك بطفلك".

هل هناك "عمر مناسب" لاستخدام الأجهزة؟

بحسب دراسة أجرتها شركة "نورتون"، فإن الأطفال في الإمارات العربية المتحدة هم من بين أصغر الأطفال في العالم الذين حصلوا على أول جهاز محمول في سن السابعة. كما وجد تقرير "جهازي الأول" أن الأطفال في الدولة يرغبون في قضاء وقت أمام شاشة الهاتف المحمول أكثر من السكاكر أو الحلويات.

وقالت حساني إن تحديد موعد إعطاء الأطفال هواتفهم الأولى وكمية الوقت المسموح بها أمام الشاشة ليس سيناريو واحد يناسب الجميع.

"إن نوع الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات له أهمية كبيرة. فهل يستخدمونه في التطبيقات التعليمية، أو للتواصل مع الأسرة، أو لمجرد تصفح وسائل التواصل الاجتماعي؟ فكل منها يخدم غرضاً مختلفاً وله تأثير مختلف."

ونصحت الآباء بمساعدة الأطفال على أن يصبحوا مواطنين رقميين مسؤولين. "ولكي نحقق التوازن، يجب أن ننظر إلى وقتهم ككل. فهم يحتاجون إلى مساحة للعب خارج إطار الإنترنت والنشاط البدني والواجبات المدرسية والقراءة والتفاعلات الاجتماعية والنوم. ويجب أن يكمل وقت الشاشة هذه المجالات الأخرى، وليس أن يهيمن عليها".

استخدام الشاشات للتعلم

نصحت مريم الآباء باستخدام التكنولوجيا كأداة للتعلم والتطور. "قبل الانغماس في تطبيق أو لعبة جديدة، اسأل نفسك، هل سيعزز هذا من تطور طفلي؟ اختر المنصات التي تشجع اللعب الخيالي، أو تحديد الأهداف، أو الاستكشاف الشخصي. هذه الأنواع من التفاعلات ليست مسلية فحسب، بل إنها تعليمية ومثرية."

كما دعت إلى دمج قواعد بسيطة في المنزل مثل أن تكون أوقات تناول الطعام بدون أجهزة. "هذه الممارسة لا تعزز الروابط الأسرية فحسب، بل تغذي أيضاً المهارات الاجتماعية الحيوية لدى طفلك. من خلال إعطاء الأولوية للمحادثات الهادفة والتجارب المشتركة، فإنك تمهد الطريق لتواصل أعمق وعلاقة أكثر صحة مع التكنولوجيا".

الأدوات المتماثلة

سلطت مريم الضوء على أداتين متماثلتين تساعدان على تقليل الوقت الذي يقضيه المرء أمام الشاشة.

"على سبيل المثال، تقدم"ستوري بوتون" Storybutton مشغل صوت رائع بدون شاشة مصمم لجذب انتباه المستمعين الصغار. يقدم هذا الجهاز الذكي مجموعة من المحتوى الصوتي - من البث الصوتي والكتب الصوتية إلى القصص الأصلية - كل ذلك دون تشتيت انتباه الشاشات. ينصب التركيز هنا على إثراء خيال الأطفال وتشجيع تجارب الاستماع الغامرة."

"ويقدم تطبيق"زينيمال" Zenimal، وهو تطبيق آخر بدون شاشات، ملاذاً للصحة العقلية. يوفر هذا الجهاز المحمول الفرصة للتأمل الموجه بالإضافة لأصوات تساعد على النوم، والتي تلبي مجموعة متنوعة من الاحتياجات من تهدئة القلق إلى تعزيز التركيز. بفضل التعليقات الصوتية المهدئة واللغة المناسبة للأطفال، يضمن Zenimal حصول الأطفال على إرشادات جذابة ومناسبة لأعمارهم، مع تجنب التحفيز المفرط المرتبط غالباً بالشاشات."

تعد كلتا الأداتين من عناصر مجموعة برنامج Anjal Z Techstars Founder Catalyst التابع لـ ECA والذي يعمل على تمكين الشركات الناشئة في مجال تنمية الطفولة المبكرة في جميع أنحاء العالم.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com