باحث أمريكي يدرس اللهجة الشحية في جبال رأس الخيمة
يذهب المغترب الأمريكي في الإمارات العربية المتحدة، "مارك شوكلي"، في مهمة لدراسة إحدى اللهجات الأقل توثيقًا في الإمارات العربية المتحدة، وهي اللهجة الشيحية، والتي يتحدث بها العديد من القبائل في المناطق الجبلية في رأس الخيمة.
شرع مارك شوكلي، وهو باحث لغوي يبلغ من العمر 37 عاماً من تكساس، في رحلة رائعة لدراسة إحدى اللهجات الأقل توثيقاً في الإمارات العربية المتحدة، وهي اللهجة الشحية، والتي تسمى أيضاً "رؤوس الجبال".
تتحدث هذه اللهجة الفريدة من نوعها قبائل مختلفة في المناطق الجبلية في رأس الخيمة وأجزاء من عمان، مما يعرض نسيجًا لغوياً لا يزال غير مستكشف إلى حد كبير.
بدأت رحلة شوكلي نحو اللغة العربية في عام 2014 عندما كان يعيش في قطر. مستوحى من محيطه، انغمس في تعلم اللغة، والتحق ببرنامج اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة قطر. قال: "افترضت أن أي شخص ينتقل إلى دولة عربية سيرغب في تعلم اللغة العربية". أرست دراسته للغة العربية الفصحى الأساس لاهتمامه المتزايد باللهجات المتنوعة في المنطقة.
اللغة العربية الشحية وتعقيداتها
أثناء قيامه بأبحاث الماجستير حول اللهجة القطرية، اتسع اهتمام شوكلي ليشمل اللهجات الإماراتية. وقد دفعه هذا إلى اقتراح بحث رائد في اللهجة الشحية - وهي لهجة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام الأكاديمي. وقال: "ما جذبني إلى هذه الدراسة هو إدراكي أنه لم يتم إجراء أي عمل ميداني شامل في هذا المجال".
وقد كشفت أبحاثه عن تعقيدات اللهجة العربية الشحية، مثل اختلاف نطقها بين القبائل والمناطق. على سبيل المثال، توجد اختلافات في نطق بعض الحروف بين المجتمعات الساحلية والجبلية.
ويؤكد شوكلي أيضًا على أهمية المصطلحات في وصف اللهجة. ففي حين تحظى اللهجة الشحية باعتراف واسع النطاق، فإن مصطلحات مثل "العربية المصنّمة" أو "العربية رؤوس الجبال" تعتبر أفضل تعبيرًا عن تنوعها.
من خلال تحسين المصطلحات، يهدف اللغويون إلى الاعتراف بالهويات المتميزة داخل مجموعة اللهجات الأوسع، والابتعاد عن التسمية التي تناسب الجميع.
========= [ملاحظة المحرر: أضف الجدول هنا] =========
ويرجع هذا التحول إلى حقيقة مفادها أن أربع قبائل على الأقل تتحدث هذه اللهجة: الشحي، والزهوري، والحبسي، والشمالي. ويشار إلى هذه القبائل مجتمعة باسم قبائل الشحوح، وهي جميعها متمركزة في رأس الخيمة.
أجرى مقابلات موسعة مع متحدثين محليين وقام بتحليل التسجيلات. مستوحى من أعمال العلماء الدكتورة مريم بيشك، وعلي محمد بن جديد الحسماني الشحي، وأحمد محمد عبيد، وديفيد ويلمسن، الذين كتبوا عن اللهجات الإماراتية ووثقوا الثقافة واللغة الإقليمية. ومن خلال هذه الجهود، صقل فهمه للهجة، مع التركيز على كيفية التحدث بها في المواقف اليومية بدلاً من المواقف الرسمية.
يسلط تفاني شوكلي الضوء على اتجاه أوسع بين المغتربين في الإمارات العربية المتحدة الذين لديهم شغف بالانغماس في التراث اللغوي والثقافي الغني للبلاد. يساهم عمله في المنح الدراسية اللغوية ويعزز التقدير الأعمق للتنوع داخل اللغة العربية الإماراتية.