بالونات رأس السنة بأبوظبي تحمل 100 مليون بذرة لتعزيز الاستدامة
اتضح أن الـ 100 ألف بالون التي تم إطلاقها في مهرجان الشيخ زايد في ليلة رأس السنة لم تكن بالونات عادية. فقد حملت ما يصل إلى 100 مليون بذرة - يمكن أن تنمو لتتحول إلى أشجار وأزهار وسط الخضرة في أبوظبي.
وكان الحدث المذهل، الذي بدأ في الساعة العاشرة مساءً، واحداً من بين العديد من المفاجآت التي جذبت انتباه المحتفلين بليلة رأس السنة الجديدة في المهرجان الذي أقيم في الوثبة بأبوظبي.
وبدأ العرض المذهل بإطلاق البالونات بألوان زاهية - الأبيض والأسود والبرتقالي - في السماء. وقد شهد الاحتفال هتاف الحشود المندهشة بالمشهد الجميل الذي تشكل فوقهم.
ومع ارتفاع البالونات نحو السماء، تم الكشف عن غرضها الخفي: ألا وهو إثراء الغطاء النباتي في أبوظبي، بما يتماشى مع التزام المهرجان بالاستدامة والوعي البيئي.
وقد احتوى كل بالون على مجموعة متنوعة من 1000 بذرة، بما في ذلك بذور الأشجار والزهور المحلية مثل الغاف والسمر وغيرها من النباتات الصحراوية.
وتم تصنيع هذه البالونات الصديقة للبيئة من مواد قابلة للتحلل البيولوجي، وهي مصنوعة من مادة اللاتكس الطبيعية بنسبة 100%، مما يضمن تحللها بأمان بعد الاستخدام.
وتجسد هذه المبادرة المبتكرة إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في تعزيز الاستدامة والابتكار الزراعي، مما يدل على أن الاحتفالات يمكن أن تتماشى جنباً إلى جنب مع المسؤولية البيئية.
ولم تكن هذه المبادرة الأولى التي تهدف إلى تشجير أبوظبي. ففي عام 2024، قدمت السلطات طائرات درون يمكنها توزيع البذور على مساحة بحجم أكثر من 100 ملعب كرة قدم يومياً. وتستطيع كل طائرة درون توزيع بذور 53 نوعاً في المرة الواحدة، مما يسمح باستعادة متنوعة وغنية للنظام البيئي. ويمكن لطائرات الدرون المتقدمة هذه تسجيل موقع زراعة كل كيس من البذور بدقة ومراقبة نجاح جهود الاستعادة.
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي وقعت فيه سلطات أبوظبي شراكة مع شركة التكنولوجيا البيئية العالمية "ديندرا" لاستخدام طائرات الدرون لتوزيع البذور والتقييم واستعادة النظم البيئية البرية والساحلية.
كما شهد مهرجان الشيخ زايد، الذي انطلق في الأول من نوفمبر وسيستمر حتى 28 فبراير، إقبالاً كبيراً من الجمهور في ليلة رأس السنة. فقد حضر أكثر من 100 ألف زائر - وهو ضعف العدد المتوقع عند 50 ألف زائر - للاستمتاع بالحفل الباهر، والاستمتاع بليلة مليئة بالعروض المبهرة. وتميز مسرح نافورة الإمارات بتكنولوجيا الضوء والليزر المتقدمة التي تعمل بـ 80 جهاز ليزر، مما خلق أجواء ساحرة حيث احتفل المشاركون في المهرجان بقدوم عام 2025.
وقد انطلقت الأمسية عند الساعة الرابعة عصراً بعروض فنية متنوعة، وتوجت بعرض استثنائي شهد تشكيل 3000 طائرة درون صورة لسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في السماء. وكان أبرز ما في الأمسية عرض الألعاب النارية الذي استمر لأكثر من 53 دقيقة.