برنامج العفو يمنح الباكستاني نزار وأسرته حياة جديدة
بعد فقدان وظيفته بشكل مفاجئ في عام 2022، تغيرت حياة "سيد إيرفان نزار" بشكل جذري، حيث تم إلغاء تأشيرة المغترب الباكستاني البالغ من العمر 45 عاماً من قبل صاحب عمله السابق، مما أدى إلى وضعه وزوجته وأطفاله الخمسة في أزمة مالية وقانونية.
وقال "لم أتمكن حتى من شراء الحليب لأطفالي".
لم تكن العودة إلى باكستان خياراً بالنسبة لنزار. يقول: "لقد زرت مسقط رأسي في باكستان عدة مرات فقط، مرة لحضور حفل زفافي ومرات أخرى عندما توفي والدي ووالدتي. لم يتبق لنا أحد هناك. لا أستطيع أن أتخيل مغادرة الإمارات العربية المتحدة".
وصل نزار إلى الإمارات العربية المتحدة في عام 2000 عندما كان والده يعمل في البلاد، ومنذ ذلك الحين، شغل وظيفتين. وعندما فقد وظيفته الأخيرة، استمر في البحث عن فرص عمل لكنه لم يتمكن من العثور على وظيفة. قال: "لقد بذلت كل ما بوسعي، لكن الوظائف لم تكن متوفرة".
وأجبرته الضائقة المالية على سحب طفليه من المدرسة. وقال: "ما حطم قلبي هو أن أضطر إلى أن أخبرهما أنه لم يعد من الممكن أن يذهبا إلى المدرسة. لم يتمكنا من فهم سبب حدوث ذلك.'"
ومع مرور الأيام التي تحولت إلى شهور، استمر نزار وعائلته في الاعتماد على لطف الأصدقاء لتأمين احتياجاتهم. قال: "سأظل ممتناً دائماً لأولئك الذين شاركونا وجبات الطعام. من دونهم، لا أعلم كيف كنا لنتدبر أمورنا."
ورغم الدعم الذي تلقوه، استمرت حالة الأسرة في التدهور. يقول نزار: "في النهاية، انتهت صلاحية تأشيراتنا، وأصبحنا مقيمين بشكل غير قانوني. كان الشعور بعدم الأمان لا يُحتمل".
وبينما كانت الأسرة تحتفظ بالمنزل الذي عاشوا فيه، بدأت متأخرات الإيجار تتراكم. وقال نزار: "كان المالك صبوراً، لكن الإيجار غير المدفوع كان يزداد يوماً بعد يوم". وعلاوة على ذلك، كانت الغرامات الناتجة عن تجاوز مدة الإقامة قد تجاوزت 150 ألف درهم. وأضاف: "كانت الغرامة شيئاً لم أستطع استيعابه. لم أكن أعرف كيف سأتمكن من دفعها".
ثم ظهر بصيص الأمل وهو برنامج العفو في الإمارات العربية المتحدة. قال نزار: "عندما سمعت عنه، شعرت أنه مساعدة من الله". وفرت مبادرة العفو للمقيمين الذين انتهت صلاحية تأشيراتهم الفرصة لتسوية وضعهم دون مواجهة أي عقوبات. وأضاف: "كان ذلك بمثابة فرصة جديد للحياة لي ولعائلتي".
وفي اليوم الخامس من البرنامج، زار نزار وعائلته مركز العفو في العوير لتسوية وضعهم. وقال: "كنت متوتراً، لكن المسؤولين كانوا لطفاء ومتفهمين. لقد وجهونا خلال العملية". وتمت تسوية تأشيرات العائلة، مما منحهم 14 يوماً لمغادرة البلاد.
لقد تغير حظ نزار على الفور بعد حصوله على تصريح الخروج من مركز العفو. فقد حصل على وظيفة كمدير مبيعات لدى شركة "هوت باك"، وهي شركة رائدة في تصنيع مواد التعبئة والتغليف ومقرها الإمارات العربية المتحدة. ولم يوفر له المنصب الجديد دخلاً ثابتاً فحسب، بل مهد له الطريق أيضاً لمستقبل آمن.
وبينما تم تسوية وضع إقامته، فإنه يعمل الآن على الحصول على تأشيرات إقامة لزوجته وأطفاله. وقال: "وظيفتي في الشركة تمنحني تأشيرة إقامة، والآن يتعين علي إدارة تأشيرات عائلتي".
أوضح مجيب رحمن، نائب المدير العام في شركة "هوت باك"، سبب اختياره لتوظيف نزار، قائلاً: "كانت قصة نزار مؤثرة للغاية. لقد عانى كثيراً بعد فقدان وظيفته، لكنه استمر في المحاولة".
وأضاف رحمن: "عندما قدم لي عبد الله لشكري، أحد مسؤولي الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، نزار، تأثرت بعزيمته وإصراره. كانت مهاراته وخبرته تتماشى تماماً مع ما كنا نبحث عنه في شركتنا".
وسرعان ما أعلنت السلطات أن المخالفين الذين استفادوا من برنامج العفو يمكنهم البقاء في الإمارات العربية المتحدة حتى 31 أكتوبر. وقال نزار: "كان هذا التمديد بمثابة نعمة إضافية. فقد منحني الوقت للتفكير في كيفية تأمين مستقبل عائلتي".
وعندما تم تمديد العفو حتى الحادي والثلاثين من ديسمبر، شعر نزار بمزيد من الارتياح. وقال: "كل يوم إضافي يمثل فرصة للاقتراب من الاستقرار".
يركز نزار حالياً على توفير المال للحصول على تأشيرات إقامة لزوجته وأطفاله. وقال: "أفعل كل ما بوسعي لتحقيق ذلك".
ويخطط أيضاً لتسجيل أطفاله في المدرسة مرة أخرى في العام الدراسي المقبل. وأضاف: "أريد أن أمنحهم التعليم الذي يستحقونه. إنها أولويتي".
وفي معرض حديثه عن محنته، أعرب نزار عن امتنانه للدعم الذي تلقاه والفرص التي قدمتها له حكومة الإمارات العربية المتحدة. وقال: "لقد منحتني هذه الدولة فرصة ثانية. لن أنسى ذلك أبداً".
بالنسبة لنزار، فإن الأسوأ قد انتهى الآن، ويبدو المستقبل مشرقاً أكثر. يقول نزار: "سوف يعود أطفالي إلى المدرسة. وسوف نحظى بحياة مستقرة مرة أخرى. هذا كل ما أردته".