(من اليسار) الدكتورة سلامة السهلي، والدكتورة عائشة المعماري والدكتورة مريم النعيمي،وياسمين بكر
(من اليسار) الدكتورة سلامة السهلي، والدكتورة عائشة المعماري والدكتورة مريم النعيمي،وياسمين بكر

تجارب مؤثرة: طبيبات إماراتيات في مناطق الحرب والمهمات الإنسانية

وكان العديد منهم جزءًا من مهام في غزة، حيث كانوا يعتنون بالأطفال، فضلاً عن معالجة الجنود من اليمن.
تاريخ النشر

حينما عادت الدكتورة مريم النعيمي من مهمتها الأولى على حدود العريش لمساعدة ضحايا غزة، كان من بين المرضى الذين أحضرتهم طفلاً عمره 11 سنة. ولا يزال هذا الطفل هو مريضها الأكثر اهتماماً حتى الآن.

ذكرت في حديثها لصحيفة الخليج تايمز: 'لقد جاء وحيدًا، ولم يكن لديه أي أطراف. كان يستيقظ كل نصف ساعة أو نحو ذلك يبكي على حقيبته، وعندما سألته عما كان في حقيبته، قال إنها تحتوي على شريحة خبز فاسدة كان يأكل منها، ووشاح والدته. لقد قُتلت والدته في غزة'.

وكانت الدكتورة مريم، استشارية طب الطوارئ في مدينة الشيخ خليفة الطبية، تتحدث على هامش فعالية يوم المرأة الإماراتية التي أقيمت في "إكسبو سيتي دبي". وقد كرمت الفعالية جهود العاملات الإماراتيات في الخطوط الأمامية والعاملات في المجال الإنساني ومنحهن منصة لمشاركة تجاربهن.

ذكرت أنها عندما هبطت طائرتها في أبو ظبي، انفجرت في البكاء. وأوضحت: "كانت هذه المهمة الأولى إلى العريش حيث كان علينا العودة إلى الوطن خلال 24 ساعة، لذا كان الأمر مرهقاً للغاية. كانت حالات البتر والإصابات التي نراها لا تُحتمل. كان الأطفال يعانون بدون والديهم. تمكنت من التحمل، ولكن في اللحظة التي وصلت فيها إلى المنزل، لم أستطع التوقف عن البكاء. لم أتمكن من النوم لمدة يومين بعد تلك المهمة. أعتقد أنها جعلتني شخصاً مختلفاً".

وصل عدد من الجرحى والمصابين من غزة إلى الإمارات منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية بناء على توجيهات صاحب السموالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة

محاكاة الاختطاف

وكانت الدكتورة عائشة المعمري، أول طبيبة مدنية إماراتية تتطوع لعلاج جنود من اليمن، من بين ضيوف الحفل. وبعد تخصصها في طب الطوارئ، حصلت الدكتورة عائشة على زمالة إنسانية حيث واجهت محاكاة لسيناريو حرب جعلها تتخذ قراراً صعباً.

قالت: 'أثناء المحاكاة، قاموا باختطاف أحد أعضاء فريقنا، وتعلمنا على مدار ثلاثة أيام كيفية التفاوض والتعامل مع الوضع. غادرت الحدث وقد قررت أنني سأقوم بالتطوع في أي مكان إلا في منطقة حرب.'

في عام 2015، تلقت مكالمة هاتفية تطلب منها التطوع في اليمن. وشرحت طريقة تفكيرها قائلة: "تريدين التطوع ولكنك قررت أنك غير مناسبة للعمل في منطقة حرب. ولكن إذا كنت خائفة، وإذا لم تستطيعي الذهاب كقائدة، فكيف يمكنك إرسال شخص من فريقك؟ عندما أسترجع ذكرياتي، أشعر بالسعادة لأنني لم أرفض، لأنني أعتقد أنني كنت سأندم على ذلك طوال حياتي".

منذ ذلك الوقت، تطوعت الدكتورة عائشة في مناطق مختلفة من العالم وهي دائماً مستعدة لتقديم المساعدة لمن حولها، رغم الموارد المحدودة التي تملكها. ومع ذلك، هناك أمر واحد يشغل تفكيرها دائماً - محاكاة الاختطاف. قالت مما أثار ضحك الجمهور: "منذ ذلك التدريب، أشعر دائماً أنني يجب أن أكون مستعدة في حال تم اختطافي. كان ذلك دافعاً لي. بدأت بتسلق الجبال ثم انتقلت إلى ركوب الخيل. لذلك، اعتقدت أنه يمكنني الهروب على ظهر حصان. بدأت في الركض منذ عامين وكلما شعرت بالتعب، أعتقد أنني يجب أن أستمر في الركض لأنني قد أحتاج في يوم ما إلى التفوق على الخاطفين".

حصلت أيضًا على رخصة قيادة يخت، وتعلمت ركوب الدراجات، وهي الآن في طور الحصول على رخصة الطيران.

مها جورتون، رئيسة جناح المرأة في إكسبو سيتي دبي.
مها جورتون، رئيسة جناح المرأة في إكسبو سيتي دبي.

كوني أماً

سافرت الدكتورة سلامة السهلي، المتخصصة في طب الأطفال والطوارئ، إلى العريش في مهمة إنسانية نظمتها جريدة الخليج تايمز. وذكرت أنها تغيرت بعد شهر نوفمبر. وأوضحت: "رأيت أطفالاً مرهقين ولم يبتسموا. لم يكن التحدي في المهمة طبياً بل كان عاطفياً. وعندما عدت، أول شيء فعلته هو أنني طلبت من والدتي أن تعانقني".

ومنذ ذلك الحين، شاركت الدكتورة سلامة في 7 مهمات إنقاذ أخرى. وخلال إحدى هذه المهمات، كانت تعتني بطفلة تبلغ من العمر ثلاثة أشهر. وتتذكر قائلة: "خلال الرحلة التي استغرقت ست ساعات، كانت الأم منهكة للغاية لدرجة أنها نامت. كنت أطعمها وأغير لها الحفاضات والملابس، وأصبحت أمها بشكل أساسي. كانت تجربة جديدة بالنسبة لي لأنني لم أهتم بطفلة طوال هذه المدة من قبل".

وفقًا لتصريحات مها جورتون، رئيسة جناح المرأة في إكسبو سيتي دبي، كان الحدث بمثابة منصة. وأوضحت: "كان هدفنا هو تعزيز أصوات الأفراد الذين يحققون تأثيراً حقيقياً لإلهام مجتمعنا".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com