تجربة فريدة للعائلات في الشارقة: التخييم على الكورنيش للاحتفال برأس السنة
مع اقتراب عقارب الساعة من منتصف الليل، أصبح كورنيش المجاز في الشارقة مركزًا نابضًا بالاحتفالات، حيث يجذب العائلات المتلهفة للاستمتاع بالألعاب النارية المبهرة في رأس السنة الجديدة. وفي محاولة لتجنب فوضى حركة المرور بعد الحدث، لجأ العديد من السكان إلى التخييم طوال الليل، وتحويل احتفالاتهم إلى تجربة هادئة لا تُنسى تحت النجوم.
بالنسبة لسلمى أبو نائل، وهي مهاجرة أردنية تعيش في الفجيرة، كان كورنيش المجاز منذ فترة طويلة المكان المفضل لعائلتها للترحيب بالعام الجديد. وللاحتفال بالعام الجديد بشكل كامل دون ضغوط حركة المرور الكثيفة، اختارت عائلتها التخييم طوال الليل، ونصبوا الخيام لخلق منزل بعيدًا عن المنزل.
"غادرنا المنزل حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر ووصلنا إلى هنا بحلول الساعة الخامسة مساءً. أول شيء قمنا به هو نصب خيمتنا وطاولتنا"، كما قال أبو نائل. "أحضرنا كل شيء من الوجبات الخفيفة والشاي إلى العشاء، وكلها معبأة في أواني الطهي. بمجرد أن تم إعداد كل شيء، استمتعنا بفنجان من الشاي مع الوجبات الخفيفة بينما كان الأطفال يلعبون على العشب".
بالنسبة لأبو نائل، فإن تجربة التخييم في كورنيش المجاز لا تقتصر على مشاهدة الألعاب النارية من الصف الأمامي. وأوضحت: "الألعاب النارية هنا هي الأفضل. ولكن ما يجعلها أكثر خصوصية هو الأجواء الهادئة والمساحة المخصصة للأطفال للعب. أما بالنسبة لنا (الكبار)، فهي فرصة للتخييم والاسترخاء".
إن التحدي المتمثل في التنقل في حركة المرور بعد الحدث غالبًا ما يدفع الناس إلى البقاء حتى وقت متأخر لتجنب القيادة لمسافات طويلة للعودة إلى المنزل. وأضافت: "في السنوات السابقة، لم نكن نعود إلى المنزل قبل الساعة 6 صباحًا بسبب حركة المرور. هذه المرة، سنبقى حتى حوالي الساعة 4 صباحًا ونغادر عندما تصبح الطرق أكثر وضوحًا".
كما قام الدكتور مورثي سرينيفاس، وهو طبيب عام في عيادة خاصة في كلباء، برحلة إلى كورنيش المجاز مع عائلته، وأحضر معه معدات التخييم والطعام المطبوخ في المنزل.
"يمنحنا التخييم هنا أكثر من مجرد فرصة لمشاهدة الألعاب النارية. إنه يتعلق بجعل الاحتفال تجربة كاملة - الترابط الأسري، والاسترخاء تحت النجوم، وخلق الذكريات. يحب الأطفال ذلك لأنهم يستطيعون اللعب بحرية، ونحن، كآباء، يمكننا الاسترخاء دون القلق بشأن التسرع في العودة إلى المنزل"، قال الدكتور سرينيفاس.
وأضاف الدكتور سرينيفاس: "بدلاً من قضاء ساعات عالقين في حركة المرور، نفضل البقاء طوال الليل والاستمتاع بالطقس البارد والمغادرة في الصباح. يبدو الأمر أشبه بإجازة قصيرة وليس مجرد نزهة سريعة".
بالنسبة لريان غوس، صاحب محل حلويات من الذيد، فإن تقليد التخييم العائلي أصبح الطريقة المفضلة للاحتفال. قال غوس: "وصلنا حوالي الساعة 7 مساءً للعثور على مكان جيد ونصبنا خيمتنا وكراسينا. هذا المكان مثالي للعائلات، مع الكثير من الأنشطة للأطفال وإطلالة رائعة على الألعاب النارية".
وفي معرض حديثه عن الصعوبات المرورية التي واجهته في الماضي، أكد غوس على سهولة التخييم طوال الليل. وأضاف: "في العام الماضي، كنا نعلق في حركة المرور لساعات ولم نعد إلى المنزل إلا في وقت متأخر للغاية. والآن، نستمتع بالطقس البارد، ونبقى لبضع ساعات إضافية، ثم نغادر بمجرد أن تصبح الطرق أكثر هدوءًا".