جبل حفيت يحتضن 10 آلاف مشارك في احتفالات العيد الوطني
شكلت قمم جبل حفيت الشاهقة في العين خلفية مهيبة للاحتفالات بالعيد الوطني الثالث والخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة تحت عنوان "عيد الاتحاد".
مزج العرض الرسمي لعيد الاتحاد بين التاريخ والطبيعة والتكنولوجيا المتطورة لسرد رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال أداء غامر من سبعة فصول. مع 10 آلاف مشارك، بما في ذلك المغتربين والمواطنين الإماراتيين وأعضاء الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، كان الاحتفال نسيجًا نابضًا بالحياة من الوحدة والتراث والابتكار.
وتشكل الإبل الحقيقية، وأشجار النخيل، وكوكبة الثريا الساحرة المشهد لعرض مذهل، يمتزج فيه عناصر الطبيعة مع تاريخ وتقاليد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وباستخدام تقنيات الإسقاط الضوئي والمواد المستدامة، تم محاكاة تضاريس الجبل، مما أدى إلى خلق تناغم بصري يعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالحفاظ على البيئة. وكان المسرح هو الأكبر على الإطلاق الذي تم تشييده للاحتفالات باليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة.
الثريا: دليل سماوي
بدأ العرض بـ "نجم الثريا"، وهو تكريم لمجموعة النجوم التي أرشدت أجيالاً من الإماراتيين. اشتهرت الثريا بدورها في نظام التنبؤ بالطقس القديم "دورور"، ورمزت إلى الاستمرارية والمرونة. من خلال الصور المبهرة والسرد الشعري، ذكّرت المشاهدين بالحكمة الأجدادية التي شكلت مسار الأمة.
أصداء الماضي
وتنتقل الرواية عبر فترات محورية في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة - من فترة حفيت (3000-2500 قبل الميلاد) إلى إنشاء نظام الري بالأفلاج الذي حول الأرض القاحلة إلى واحة خصبة. وتحتفل المشاهد التي تصور أشجار النخيل السخية بدورها التاريخي في دعم المجتمعات الإماراتية. كما أعاد الأطفال والفنانون والإبل خلق لحظات من التجارة والضيافة التي حددت تراث دولة الإمارات العربية المتحدة.
التحيات
كان العرض بمثابة تكريم صادق للأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووالدته الشيخة سلامة بنت بطي القبيسي. وقد سلط العرض الضوء على الدور المحوري للشيخ زايد في تعزيز قيم التسامح والشجاعة والحكمة التي أرسى أسس اتحاد الأمة.
وخصصت فقرة خاصة لتكريم المغفور له الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، الذي شغل منصب ممثل الحاكم في العين لأكثر من خمسة عقود. وسلطت هذه التكريم الضوء على إرثه الدائم ومساهماته في نمو دولة الإمارات العربية المتحدة.
سيمفونية الوحدة
وقدمت الأوركسترا الفيلهارمونية الملكية، التي تضم 66 موسيقياً من جميع أنحاء العالم و33 عضواً إماراتياً، مقطوعة موسيقية ساحرة تردد صداها في ليلة الصحراء. وإلى جانب موسيقاهم، صورت الطائرات بدون طيار والعروض الضوئية وعروض الظل تطور دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي بلغ ذروته بتوقيع ميثاق الاتحاد في عام 1971 وتوحيد القوات المسلحة في عام 1976.
احتفال بالوحدة
واحتفلت ختامية الحفل بروح الاتحاد من خلال رقصة الحربية، وهي أداء بدوي تقليدي يحبه الشيخ طحنون. وأبرزت الحركات المتزامنة بالسيوف صمود الإمارات ووحدتها. واختتم الحفل بأغنية البطل "بدو بنينا أمة" من تأليف محمد الأحمد وأداء كورال الإمارات، مما ترك الجمهور مستوحى من إرث الإمارات الخالد.
رحلة مشتركة
وإلى جانب العرض الرائع، كان عرض عيد الاتحاد بمثابة تذكير برحلة الإمارات العربية المتحدة عبر الزمن. فقد كرّم العرض حكمة أسلافها، وبصيرة قادتها، والإمكانات اللامحدودة لشعبها.
وكما لخص أحد الاقتباسات المؤثرة من العرض: "بين هذه القمم القديمة، تحبس الأرض أنفاسها لتستمع إلى النجوم، التي تهمس لأشجار النخيل الشاهقة وتحكي قصصًا لم تُروَ بعد".
كما تم عرض الحفل الرسمي لعيد الاتحاد على الهواء مباشرة في دور السينما في مختلف أنحاء الإمارات، بما في ذلك فوكس، ونوفو، وريل، وروكسي، وسينما سيتي، وستار، ورويال، وأوسكار، وسينماكس. ويمكن للمقيمين متابعة البث المباشر على القنوات التلفزيونية المحلية، ويوتيوب، والموقع الإلكتروني الرسمي للحدث.