خبراء إعلاميون بالإمارات: كيف نجعل الأخبار الحقيقية أكثر جذباً من المزيفة؟
من الضروري أن تتعاون وكالات الأنباء مع عمالقة التكنولوجيا وتستفيد من اهتمامات الشباب حتى تظل الصحافة رائدة في تحديد المعايير وجعل الأخبار الحقيقية أكثر جاذبية من الأخبار المزيفة.
وفي إطار مناقشة شكل وسائل الإعلام في المستقبل في عالم يهيمن عليه المحتوى الرقمي، اتفق قادة الأخبار والسحابة على أن وسائل الإعلام والذكاء الاصطناعي أصبحا أكثر ارتباطا من أي وقت مضى، حيث يستهلك الناس معظم معلوماتهم الإعلامية من خلال هواتفهم.
في حين قد يزعم البعض أن الصحافة التقليدية تتلاشى ولا تملك أي فرصة أمام الفيديو والمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلا أنه سيكون هناك دائماً حاجة إلى صحافة حقيقية لتحديد معيار الأخبار الحقيقية، على عكس الأخبار المزيفة التي يتم مشاركتها بنسبة 70٪ أكثر - وفقًا لإعلان سابق لمسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال "مايكل جابري بيكيت"، رئيس تحرير صحيفة خليج تايمز : "الصحافة سوف تبقى على قيد الحياة دائماً، وكل ما تحتاج إليه هو معرفة كيفية تحقيق ذلك؟"
"إذا قمت بذلك بشكل صحيح، فسوف تكون ضرورياً دائماً لأنك تحتاج إلى شخص ما لتعديل المحتوى وتحتاج إلى شخص يأتي ويقول: هذا حقيقي، وهذا ليس حقيقياً، وإذا كان شخص ما سيقول شيئًا غير حقيقي، فأنت بحاجة إلى تذكيره بذلك."
وقال إن غرف الأخبار في جميع أنحاء العالم يجب أن تعمل كـ "جبهة موحدة" وتتعاون مع عمالقة التكنولوجيا لتعديل المحتوى ومعالجة انتشار المعلومات المضللة.
إن مفتاحاً آخر لعودة الصحافة اللائقة إلى الظهور من جديد هو السعي إلى معرفة آراء الشباب حول الاتجاهات الناشئة لصياغة محتوى موثوق بطريقة جذابة. وكثيراً ما يتم تصنيف الصحف باعتبارها وسيلة إعلامية "لكبار السن"، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنها كذلك.
"إذا أردنا أن نبقى شباباً، يتعين علينا أن نثبت للشباب أننا جذابون أيضاً".
مع العلم أن الجمهور الأصغر سنا يفضل المحتوى الخاص به في الفيديو، وعلى عكس الجمهور الأكبر سنا الذي يفضل زاوية إخبارية صعبة، هناك طرق يمكن للمنافذ الإخبارية من خلالها أن تروي قصصها بطريقة جذابة، بحيث لا يشعرون بالحاجة إلى التحول إلى مصادر أخرى غير إخبارية للحصول على المعلومات.
وقال "عليك أن تجذبهم بسرعة - اجعل القصة قصيرة ومباشرة"، مثل مقدمة إخبارية تتكون من 230 كلمة لجذب الناس لقراءة المزيد عن القصة.
"يمكننا استخدام التقنيات الجديدة لمصلحتنا لجذب الجماهير الأصغر سنا، مع الحفاظ في الوقت نفسه على ممارساتنا الصحفية.
واستشهد بـ KT Plus التابع لصحيفة خليج تايمز ، وهي منصة للتواصل الاجتماعي تعرض الأخبار في شكل فيديو ترفيهي قصير يناسب الجيل Z والمستخدمين الرقميين بشكل عام.
واختتم حديثه قائلاً: "عليك أن تقبل أن لديك متابعين ومشاهدين يريدون أخبارهم بصيغ مختلفة".
وقال "دان هو"، الرئيس الإقليمي لشركة Tencent Cloud International، المزود العالمي الرائد للخدمات السحابية، إن الحكومات في الصين والإمارات العربية المتحدة تتكيف بسرعة مع الذكاء الاصطناعي وتدمجه في اتصالاتها. على سبيل المثال، أطلقت Tencent مؤخراً بالتعاون مع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إنسانًا رقميًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي يُدعى خليفة.
وأضاف أن "اليوم، أصبح منشغلاً للغاية بالتفاعل مع ملايين السياح الصينيين على تطبيق Wii Chat لتشجيعهم على دخول الإمارات العربية المتحدة؛ وهذا يمكن أن يكون مثالاً جيداً للتعليم التوليدي للذكاء الاصطناعي لتعزيز الصناعة المحلية".