خبراء الصحة في الإمارات يشددون على أهمية الرعاية المتكاملة والوقائية
أكد قادة الرعاية الصحية، خلال قمة مستقبل الرعاية الصحية الرابعة التي نظمتها صحيفة خليج تايمز، يوم أمس الأربعاء بفندق جي دبليو ماريوت في دبي مارينا، على ضرورة تحول مقدمي الرعاية الصحية من التركيز على "علاج الأمراض" إلى تبني نهج أكثر شمولية يركز على الرعاية الصحية المتكاملة.
وقد شكلت القمة منصة حيوية للمهنيين في قطاع الرعاية الصحية، حيث ناقشوا كيفية التعامل مع التحديات المستقبلية التي تواجه هذه الصناعة واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق التقدم في هذا المجال الحيوي.
وقالت الدكتورة مريم فاطمة مطر، مؤسسة جمعية الإمارات للأمراض الجينية: "عندما نتحدث عن مستقبل الرعاية الصحية، نادراً ما أجد نهجاً شاملاً لدى أي مقدم رعاية صحية في الإمارات العربية المتحدة. يركز مقدمو الرعاية الصحية على التخصصات الدقيقة، فيتحدثون عن مركز متميز في أمراض القلب، وآخر متميز في علم الأورام، لكنهم يهملون خدمات أخرى مهمة مثل طب النوم، ودراسة الميكروبيوم، واختبار المعادن الثقيلة. هذا التركيز الضيق لا يُمثّل نظام رعاية صحية مستقبلي، بل يعزّز مفهوم "العناية بالأمراض" فقط".
وأيد العديد من المتحدثين في القمة رأي الدكتورة مريم، حيث قال "بريان دي فرانشيسكا"، الرئيس التنفيذي لشركة الشرق للرعاية الصحية: "عند دخولك المستشفى بسبب مرض ما، من النادر أن تحصل على استشارة من أخصائي تغذية. ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن تعديلات بسيطة في النظام الغذائي تُمكن الناس من إحداث تغيير كبير في صحتهم. هذا هو جوهر الرعاية الصحية الوقائية، بدلاً من انتظار إصابة الشخص بالأمراض ثم علاجها".
الرعاية الصحية بقيادة المريض
أكدّ خبير آخر على أهمية تحوّل صناعة الرعاية الصحية نحو التركيز على الوقاية من الأمراض، حيث قال الدكتور مهيمن عبد الغني، نائب رئيس شركة فقيه للرعاية الصحية في الإمارات والرئيس التنفيذي لمستشفى فقيه الجامعي بدبي: "تشير البيانات والأبحاث إلى أن النموذج الحالي للرعاية الصحية غير مستدام. لا يمكننا الاستمرار في علاج المرضى فقط، بل يجب علينا اتخاذ إجراءات فعّالة لمنع إصابة الناس بالأمراض في المقام الأول. يجب التركيز على الجوانب الصحية والوقائية لضمان صحة المجتمع على المدى الطويل".
كما شدّد الدكتور عبد الغني على أهمية تثقيف الناس حول كيفية العيش بصحة أفضل بدلاً من التركيز على علاج الأمراض، مُضيفاً: "إنّ هذا التحول النموذجي، الذي يتطلب إعادة تصور النظام الصحي بأكمله، قد بدأ بالفعل. وبالرغم من أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، إلا أنه سيُحدث نقلة نوعية في قطاع الرعاية الصحية، وسيعود بالفائدة على الحكومة وهذه الصناعة على حد سواء. ويشمل هذا التحول الاهتمام بالعادات الصحية مثل تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة، واستكشاف أساليب الطب التجديدي الحديثة".
وأضاف أن الوقت قد حان لتغيير نهج مقدمي الرعاية الصحية ليصبح أكثر قرباً من المرضى. وقال: "في الوقت الحالي، يأتي المرضى إلى المستشفيات، لكن هذا الوضع سيتغير. نحن بحاجة إلى تقديم رعاية صحية مُيسّرة وبأسعار معقولة. يجب أن نقدم الرعاية إلى المريض حيثما كان. على سبيل المثال، تتيح الهواتف الذكية اليوم الوصول إلى جميع الخدمات المصرفية تقريباً، ويجب أن تُصبح الرعاية الصحية متاحة بنفس السهولة".