التدخل الطبي المبكر أنقذ المريض
التدخل الطبي المبكر أنقذ المريض

دبي: 33 عاماً وينجو من ثلاث سكتات قلبية في ساعة

ضرورة إجراء فحوصات القلب للبالغين الأصحاء كل سنتين إلى أربع سنوات وخاصة من تبلغ أعمارهم 40 عاماً أوأكثر
تاريخ النشر

نجا مواطن يبلغ من العمر 33 عاماً بأعجوبة من ثلاث سكتات قلبية مفاجئة في ساعة واحدة فقط، وذلك بفضل الإجراءات السريعة والحاسمة التي اتخذها الفريق الطبي في عيادة "أستر" في واحة دبي للسيليكون. وتم إنعاش المريض، الذي وصل إلى العيادة وهو يعاني من آلام شديدة في الصدر، ثلاث مرات من خلال سلسلة من التدخلات المنقذة للحياة.

وقعت الحادثة عندما وصل المريض إلى غرفة الطوارئ في العيادة وهو في حالة وعي ولكنه في حالة من الضيق. وبعد إجراء فحص تخطيط القلب الكهربائي وتخطيط صدى القلب، انهار المريض فجأة أثناء العملية، مما يمثل أول حالة من ثلاث حالات توقف القلب.

وعلى الفور، هرع فريق الاستجابة للطوارئ في العيادة ـ الذي يضم الأطباء والممرضات والموظفين العاملين ـ إلى العمل. وقاموا على الفور بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي وإعطاء المريض صدمات كهربائية. وبعد ثلاث دورات من الإنعاش القلبي الرئوي وصدمتين كهربائيتين، عاد نبض المريض إلى وضعه الطبيعي. ولكن الموقف تصاعد عندما تعرض المريض لنوبة قلبية أخرى في غضون دقائق، في الوقت الذي كانت فيه الاستعدادات جارية لنقله إلى المستشفى.

وفي كل مرة يتوقف فيها قلب المريض، يبذل الفريق الطبي جهودًا سريعة للإنعاش، وينجح في إعادته إلى الحياة للمرة الثانية والثالثة. وقد أثبت إصرارهم الدؤوب والتزامهم بالبروتوكولات الطبية فعاليته في إنقاذ حياة المريض.

"التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية"

بدأ أمير حسين، وهو مساعد مطبخ يبلغ من العمر 38 عامًا في الشارقة، يعاني من آلام شديدة في الصدر تفاقمت على مدار عدة ساعات. وبسبب تاريخ عائلته في الإصابة بأمراض القلب، حيث عانى والده من نوبة قلبية في سن 45 عامًا، لجأ أمير إلى عيادة محلية للحصول على رعاية طبية. وكشفت الاختبارات عن ارتفاع مستويات التروبونين، مما يشير إلى احتمالية حدوث تلف في القلب، وتم إحالته إلى مستشفى جامعة ثومبي.

أظهر تصوير الأوعية التاجية تضيقًا شديدًا في الشرايين، بما في ذلك الشريان الأمامي النازل الأيسر (LAD). خضع أمير للتدخل التاجي عن طريق الجلد (PCI) مع وضع ثلاث دعامات لاستعادة تدفق الدم. بعد الجراحة، وصفت له الأدوية ونصحته بالراحة.

الدكتور سوني مانويل م،
الدكتور سوني مانويل م،

قال الدكتور سوني مانويل إم، استشاري أمراض القلب التداخلية في مستشفى جامعة ثومباي: "التدخل المبكر أمر بالغ الأهمية، وخاصة في المرضى الأصغر سنًا الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب. إن التعرف على العلامات التحذيرية والسعي للحصول على رعاية سريعة يمكن أن يؤثر بشكل كبير على النتائج. في المستقبل، سيكون الحفاظ على نمط حياة صحي أمرًا ضروريًا لصحة قلبه".

أهمية إجراء فحوصات القلب الدورية

مع استمرار أمراض القلب والأوعية الدموية في كونها مصدر قلق صحي رئيسي في جميع أنحاء العالم، يؤكد المتخصصون في المجال الطبي على أهمية إجراء فحوصات القلب الدورية، وخاصة للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أكثر. ويوصي أطباء القلب بإجراء فحوصات القلب للبالغين الأصحاء كل عامين إلى أربعة أعوام، وخاصة أولئك الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أكثر.

وقال الدكتور محمد أحمد محمد فتحي، أخصائي أمراض القلب في مستشفى ميدكير الشارقة: "إذا كان لدى المريض تاريخ عائلي من أمراض القلب الإقفارية المبكرة، أو مرض السكري، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، فيجب إجراء هذا الفحص قبل بلوغه الأربعين من العمر. ويجب على المرضى فحص قلوبهم في أي عمر إذا شعروا بألم في الصدر، وخاصة أثناء المجهود البدني، لأن هذا قد يكون علامة مبكرة على انسداد الشرايين التاجية".

فهم انسدادات القلب

قالت الدكتورة لطيفة الخوري، استشارية أمراض القلب في مستشفى برجيل في أبوظبي: "لا يعاني الجميع من انسدادات كبيرة في القلب. ومع ذلك، يتم تصنيف انسداد الشرايين على النحو التالي: تضيق خفيف (انسداد أقل من 50 في المائة)، وتضيق متوسط (انسداد من 50 إلى 69 في المائة)، وتضيق شديد (انسداد من 70 إلى 99 في المائة)، والذي يمكن أن يكون مميتًا".

الدكتورة لطيفة الخوري
الدكتورة لطيفة الخوري

وأضافت أن شدة وخطورة الانسداد تعتمد على مكان الانسداد، سواء كان في شريان تاجي رئيسي أو فرع فرعي أصغر. "إن الانسداد بنسبة 70% أو أكثر يعتبر عادة مهددًا للحياة".

تحديد عوامل الخطر

بالنسبة لأولئك الذين لديهم عوامل خطر مثل السمنة أو مرض السكري أو تاريخ عائلي لأمراض القلب، ينصح الأطباء بإجراء نفس الفحوصات الدورية مثل الأفراد الأصحاء، بشرط عدم ظهور أي أعراض عليهم. يقترح الدكتور فتحي إجراء فحوصات أكثر تكرارًا كل 3 إلى 6 أشهر لمراقبة عوامل الخطر وإدارتها بشكل فعال.

وأضاف الدكتور فتحي "يجب على الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من أمراض القلب أو السمنة أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم الخضوع لفحوصات طبية في وقت مبكر مقارنة بالسكان بشكل عام بسبب ارتفاع خطر الإصابة بالنوبات القلبية وتصلب الشرايين. ويجب إجراء فحوصات القلب لهؤلاء الأفراد كل 4 إلى 6 أشهر لمراقبة الأمراض المصاحبة".

علامات التحذير

وسلط الأطباء الضوء على عدد من العلامات التحذيرية الحرجة التي تتطلب التقييم الطبي الفوري، حتى في الأفراد الذين ليس لديهم تاريخ سابق من مشاكل القلب.

الدكتور أحمد عساف
الدكتور أحمد عساف

قال الدكتور أحمد عساف، أخصائي أمراض القلب في عيادة أستر بالفجيرة: "إن آلام الصدر أو الانزعاج الذي يتسم بالضغط أو الانقباض أو الامتلاء قد يكون علامة تحذيرية مهمة لمشكلة في القلب. كما أن ضيق التنفس المفاجئ، سواء أثناء بذل المجهود أو في حالة الراحة، قد يشير أيضًا إلى حالة خطيرة".

كما أكد الدكتور عساف على أهمية التعرف على الانزعاج الذي ينتشر إلى الذراعين أو الظهر أو الرقبة أو الفك أو المعدة. وقال الدكتور عساف: "الأعراض المصاحبة مثل الغثيان أو القيء، وخاصة عندما تكون مرتبطة بألم في الصدر، وكذلك الدوار أو الدوخة التي قد تؤدي إلى الإغماء، هي علامات تحذيرية بالغة الأهمية. كما أن التعب غير المبرر والتعرق الغزير، وخاصة عندما يحدثان مع أعراض أخرى، هي مؤشرات أخرى على أن هناك شيئًا ما قد يكون خطأ. إذا ظهرت أي من هذه الأعراض، فمن الأهمية بمكان طلب العناية الطبية على الفور".

الاختبارات الموصى بها وتعديلات نمط الحياة

يتفق أطباء القلب بالإجماع على أهمية إجراء فحوصات القلب الروتينية، والتي قد تشمل فحص ضغط الدم، واختبارات الكوليسترول، وتخطيط كهربية القلب، وتخطيط صدى القلب. وقال الدكتور الخوري: "عادة ما تكون هذه الاختبارات جزءًا من فحوصات القلب المنتظمة ما لم تستدعي أعراض محددة إجراء مزيد من التحقيقات".

وأضاف الدكتور فتحي: "إن تعديلات نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يجب أن تكمل فحوصات صحة القلب المنتظمة للحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية المثلى"، مشجعًا حتى الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض على تقييم صحة قلبهم بانتظام للكشف عن أي مشاكل محتملة في وقت مبكر.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com