تطبيق يستغل للاحتيال
الصورة: رويترز
تطبيق يستغل للاحتيال الصورة: رويترز

دبي: أندية ليلية تحتال على الزبائن عبر تطبيقات المواعدة

أسفرت التحقيقات عن الكشف عن تورط ستة نوادٍ ليلية وشخصين على الأقل في عمليات الاحتيال
تاريخ النشر

إذا كنت تستخدم تطبيق "تيندر" وتلقيت دعوة للقاء في نادٍ ليلي، فكن حذراً، فقد تجد نفسك مضطراً لدفع فاتورة تصل إلى 10,000 درهم. حيث تم الكشف عن عملية احتيال تعتمد على إنشاء حسابات وهمية على تيندر، بالتعاون مع وسطاء ونوادٍ ليلية، مما يدر عليهم آلاف الدراهم كل ليلة.

تتبع هذه الحيلة نمطاً معتاداً، حيث تستخدم النساء حسابات مزيفة عند التواصل مع الرجال عبر تيندر و"بامبل"، وغيرها من تطبيقات المواعدة. يتم إغراء الضحايا بالحضور إلى نوادٍ ليلية معينة، حيث تطلب النساء مشروبات باهظة الثمن، ثم يختفين فجأة، حينها يجد الزبائن أنفسهم مضطرين لدفع فواتير تتراوح بين 3,000 و10,000 درهم. بعد ذلك، تقوم المحتالات بحظر الضحايا على واتساب وحذف حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد وصف خبراء في هذا المجال هذا النوع من الاحتيال بأنه نسخة متطرفة من تقنية البيع الإضافي، حيث يتم الترويج لمنتجات أو خدمات إضافية بهدف زيادة إجمالي الفاتورة. لكن في هذه الحالة، تم استغلال الثقة بشكل غير أخلاقي لتحقيق مكاسب هائلة.

فاتورة الاحتيال
فاتورة الاحتيال

وقال أحد المتخصصين في قطاع الضيافة: "من الواضح أن هؤلاء النساء يحصلن على حصة من المال مقابل تضخيم الفواتير. كانت هذه الخدعة منتشرة في أوروبا وأجزاء من الشرق الأقصى، لكنها الآن تشق طريقها إلى دبي".

قامت صحيفة "خليج تايمز" بمراجعة عدة حالات مشابهة في حانات ونوادٍ ليلية فاخرة في مناطق مثل الخليج التجاري ودبي مارينا. وأسفرت التحقيقات عن الكشف عن تورط ستة نوادٍ ليلية وشخصين على الأقل في عمليات الاحتيال هذه، أحدهما مدير نادٍ ليلي، والآخر امرأة أوروبية مقيمة في دبي تستخدم حساباً مزيفاً على تطبيق تيندر. أظهرت عملية البحث العكسي عن صورة هويتَها قبل أن تتمكن من حذف ملفها الشخصي. أكد العديد من سكان دبي أن هذه المرأة قد استدرجتهم إلى حانات مختلفة، ثم اختفت بعد تضخيم الفواتير.

في إحدى الحالات، كان "أليكس" أحد الضحايا، حيث دفع 4,300 درهم بعد أن تمت دعوته إلى حانة في منطقة الخليج التجاري من قبل امرأة تُدعى "لورا" تعرف عليها عبر تطبيق تيندر. قال "أليكس": "قالت إنها تبحث عن أصدقاء خارج العمل". وعندما وصلت، طلبت نبيذاً وجرعات من التكيلا، حيث تم تحصيل 400 درهم لكل منها، وأطعمة خفيفة لموظفي النادي الليلي، وحوالي 650 درهم لصحون الفاكهة والجبن. بعدها غادرت للقاء صديق ولم تعد أبداً، ليجد "أليكس" نفسه مضطراً لدفع مبلغ إجمالي قدره 1,062 يورو. تظهر مبالغ الفواتير باليورو كما ظهرت في إشعارات العملاء الذين استخدموا بطاقات ائتمان تعتمد على اليورو.

وفي حالة أخرى، تحدث رجل عن كيفية استهلاك امرأة في نادٍ ليلي بمنطقة الخليج التجاري كميات كبيرة من الويسكي والتكيلا. قال: "لا أبالغ، كانت وكأنها تشرب الماء. وأنا الآن أتساءل حتى مما إذا كانت تلك المشروبات تحتوي على أي كحول بالفعل!" وفي نهاية الليلة، تلقى فاتورة بقيمة 10,177 درهم، أي حوالي 2,500 يورو، لما اعتبره كمية استهلاك متواضعة. وقال: "كنا هناك بين الساعة 9:30 مساءً و12 منتصف الليل"، مشيراً إلى أنه من المستحيل استهلاك ما يكفي لتراكم فاتورة كهذه في مثل هذا الوقت القصير.

امتلأت المنتديات على الإنترنت بشكاوى مشابهة. أحدهم اضطر لدفع ثمن شيشة باهظة الثمن طلبتها امرأة في ردهة أحد الفنادق، بينما خسر آخر 10,000 درهم بسبب امرأة اختفت بمجرد وصول المشروبات. وفي حالة أخرى، صُدم رجل عندما وجد فاتورة تحتوي على 12 جرعة تكيلا لم يطلبها، بإجمالي 7,000 درهم. وعلى الرغم من ضآلة فرص استرداد أموالهم، يأمل الكثيرون أن يساعد نشر تجاربهم في منع الآخرين من الوقوع في نفس الفخ.

تمكن أحد الأشخاص من تخفيض فاتورته إلى 800 درهم بعد نقاش حاد. قال، طالباً عدم الكشف عن هويته: "في البداية، عرضوا عليّ خصماً بنسبة 50%، لكنني لم أتنازل. حتى أنهم هددوا بالاتصال بالشرطة، لكنني تمسكت بموقفي. في النهاية، استسلموا وقبلوا 800 درهم".

ورفضت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي التعليق على هذه القضية.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com