دبي: ترحيب بتشديد العقوبات على المخالفات المرورية

طبقت شرطة دبي، الثلاثاء، قواعد أكثر صرامة فيما يتعلق بالقيادة دون انتباه، وعدم ترك مسافة آمنة بين المركبتين، والانحراف المفاجئ عن المسار، حيث يواجه السائقون الآن حجز مركباتهم لمدة تصل إلى 30 يوماً.

ورحب المقيمون في جميع أنحاء الإمارة بهذه الخطوة، حيث يأمل الكثيرون أن تجعل هذه القواعد الصارمة السائقين يفكرون مرتين قبل الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.

وقالت نسرين المقيمة في دبي، التي أشادت بهذه الخطوة: "أعتقد أن هذه فكرة رائعة لأنني أرى الكثير من الناس يستخدمون هواتفهم أثناء القيادة. كانت حركة المرور غير متوقعة في الآونة الأخيرة، وهذه العقوبة الخطيرة قد تجعل الناس يعيدون النظر في تصرفاتهم".

وتذكرت الوافدة الهندية كيف واجهت ابنة أختها تحديات كبيرة بعد حجز سيارتها بسبب تجاوز إشارة المرور الحمراء عن طريق الخطأ.

وأعربت المقيمة السودانية عبير فيصل عن سعادتها بالقوانين الجديدة، معربة عن اعتقادها بأن تشديد العقوبات سيجعل السائقين أكثر حذرا.

وقالت "من المخيف أن القليل من التشتيت قد يكلف الكثير"، مضيفة أن تكنولوجيا السيارات الحديثة من شأنها أن تساعد السائقين على تجنب الحاجة إلى استخدام هواتفهم. وأضافت "يجب على الناس أن يتحلوا بمزيد من الصبر على الطرق ــ بضع دقائق إضافية لن تؤذي أحدا".

من ناحية أخرى، أعرب سكان مثل "محمد أ". عن مخاوفهم بشأن شدة العقوبات الجديدة. وقال: "بينما أتفهم أهمية معالجة استخدام الهاتف، أعتقد أن 30 يومًا قد تكون طويلة بعض الشيء. من المهم توخي الحذر، ولكن يجب أن يكون هناك توازن".

حقائق تتحرك مرة أخرى

حذر أحد الخبراء من أن تشتيت انتباه السائق أثناء القيادة يساهم بشكل كبير في حوادث المرور المميتة، حيث يمثل 26 في المائة من هذه الحوادث.

وقال "توماس إيدلمان"، مؤسس ومدير عام جمعية سلامة الطرق في الإمارات، إن بيانات وزارة الداخلية لعام 2023 صنفت القيادة أثناء تشتيت الانتباه كسبب رئيسي للحوادث.

وأوضح إيدلمان أن "القيادة المشتتة، وخاصة بسبب استخدام الهاتف المحمول، هي السبب الأكبر على الإطلاق في طرقنا". وأشار أيضًا إلى أن الأبحاث الدولية تظهر أن السائقين المشتتين أكثر عرضة بأربع مرات للتورط في حادث مقارنة بالسائقين الذين يركزون على القيادة. وأضاف: "أولئك الذين يرسلون الرسائل النصية أثناء القيادة أكثر عرضة بعشرين مرة [للتورط في حادث]".

وسلط الضوء على خطورة استخدام الهواتف المحمولة على الطريق، وقال: "إنها تجمع بين أربعة أنواع من عوامل التشتيت - إبعاد عينيك عن الطريق، ويديك عن عجلة القيادة، وعقلك عن القيادة، والانحرافات السمعية. كل منها خطير، ولكن معًا، تضاعف المخاطر".

وأضاف إيدلمان أن هذا السلوك ينبع من عدم مراعاة مستخدمي الطريق الآخرين. وأعرب عن اعتقاده بأن التنفيذ الصارم أمر حيوي لتحسين السلامة على الطرق، قائلاً: "لا تقتصر الغرامات على التأثير المالي فحسب، بل إنها تخدم أيضًا غرضًا تعليميًا، حيث تذكر سائقي السيارات بمسؤولياتهم".

بالإضافة إلى الحجز لمدة 30 يومًا للمخالفات الكبرى، يتضمن القانون المعدل مجموعة من المخالفات الأخرى التي ستؤدي إلى حجز السيارة لمدة 14 يومًا. وتشمل هذه المخالفات الرجوع إلى الخلف بشكل خطير، والفشل في الحفاظ على الانضباط في الحارة، وإيقاف السيارة على جانب الطريق في حالات غير طارئة، والتجاوز الخطير، وقيادة مركبة بدون لوحة ترخيص.