برامج تدريب شاملة للإسعافات الأولية للصحة العقلية
برامج تدريب شاملة للإسعافات الأولية للصحة العقلية

دبي: تطبيقات مبتكرة وبرامج تدريبية لتعزيز الصحة العقلية

ستستمع هذه التطبيقات إلى مخاوف المستخدمين وتوجههم نحو المتخصصين المناسبين في الصحة العقلية بناءً على احتياجاتهم
تاريخ النشر

من المقرر أن تطلق السلطات في دبي تطبيقات مبتكرة للمساعدة الذاتية إلى جانب برامج تدريب شاملة للإسعافات الأولية للصحة العقلية، في محاولة لتعزيز دعم الصحة العقلية في المجتمع.

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب إطلاق مبادرة استراتيجية الثروة العقلية لهيئة الصحة بدبي يوم الخميس، والتي تهدف إلى تعزيز الصحة العقلية في جميع أنحاء الإمارة.

وأوضحت الدكتورة فرح يحيى، مديرة الصناعات الصحية في شركة PwC الشرق الأوسط، لصحيفة خليج تايمز: "ستستمع هذه التطبيقات إلى مخاوف المستخدمين وتوجههم نحو المتخصصين المناسبين في الصحة العقلية بناءً على احتياجاتهم المحددة". وأضافت: "هدفنا هو ضمان إتاحة هذا المورد للجميع، وتعزيز بيئة أكثر دعمًا للصحة العقلية".

الدكتورة فرح يحيى (يسار)
الدكتورة فرح يحيى (يسار)

وبالإضافة إلى ذلك، تلتزم هيئة الصحة بدبي بدمج أدوات المساعدة الذاتية هذه ضمن تطبيقات الرعاية الصحية الحالية، مما يسمح بإجراء فحص منهجي للمرضى. وأشارت الدكتورة يحيى إلى أنه "من خلال الترويج للتطبيقات الشفافة وضمان إمكانية الوصول إليها، فإننا نهدف إلى اكتشاف مشكلات الصحة العقلية المحتملة قبل تفاقمها".

وفي وقت سابق، خصص سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، ميزانية قدرها 105 ملايين درهم لإطار الثروة العقلية، الذي يهدف إلى تنفيذ 10 مبادرات خلال السنوات الخمس المقبلة.

كما أعلن مسؤول كبير في هيئة الصحة بدبي أن المبادرة ستركز على تدريب الإسعافات الأولية للصحة العقلية. وأكدت الدكتورة هند العوضي، رئيسة قسم تعزيز الصحة والتثقيف الصحي في هيئة الصحة بدبي، على أهمية تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتقديم الدعم الأولي. وقالت: "إن تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتقديم الدعم الأولي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في رحلة شخص ما نحو التعافي".

وتحدثت ماجدة سنودن، إحدى مساعدات الصحة العقلية، عن الإسعافات الأولية للصحة العقلية، وأوضحت: "الإسعافات الأولية للصحة العقلية هي برنامج تدريبي دولي قائم على الأدلة مصمم ليكون بمثابة المعادل للصحة العقلية للتدريب على الإسعافات الأولية الجسدية". ويهدف التدريب إلى تحسين معرفة الصحة العقلية، وتمكين الأفراد من تحديد ومساعدة أولئك الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية، مثل نوبات الهلع أو الاكتئاب.

ماجدة سنودن
ماجدة سنودن

وسلطت سنودن الضوء على المبادئ الأساسية لبرنامج MHFA: "الهدف هو تقديم الدعم حتى يمكن الوصول إلى المساعدة المهنية. يزود هذا التدريب الأفراد بالمهارات العملية اللازمة للاستجابة بفعالية لأزمات الصحة العقلية". وأكدت على أهميته لكل من المتخصصين في الرعاية الصحية والمجتمع الأوسع، مشيرة إلى أنه يمكّن الأفراد من التعرف على مشاكل الصحة العقلية في وقت مبكر والتدخل قبل تفاقمها.

وأشارت إلى أن مساعدي الصحة العقلية لديهم مسؤوليات محددة، بما في ذلك التعرف على علامات التحديات الصحية العقلية وخلق مساحة آمنة للأفراد للتعبير عن صراعاتهم. يمكن لهذا الدعم الاستباقي أن يمنع بشكل كبير تفاقم مشاكل الصحة العقلية، مما يعزز في نهاية المطاف ثقافة مكان العمل الأكثر تعاطفًا.

وتماشياً مع هذه الرؤية، حددت الدكتورة يحيى العديد من المبادرات في إطار استراتيجية الثروة العقلية. وأشارت إلى أنه "إلى جانب تعزيز تطبيقات المساعدة الذاتية، سننفذ مجموعة من المبادرات الأخرى، بما في ذلك مضاعفة عدد المتخصصين في الصحة العقلية لدينا والاستفادة من الفحص المدعوم بالذكاء الاصطناعي". بالإضافة إلى ذلك، أكدت على حملات التوعية بالصحة العقلية المصممة خصيصًا والفحص المجتمعي لتعزيز بيئة داعمة.

وأكدت الخبيرتان على ضرورة التعاون بين مختلف القطاعات لمعالجة تحديات الصحة العقلية. وأكدت الدكتورة العوضي أن "الصحة العقلية تتجاوز الرعاية الصحية؛ فهي تتطلب مشاركة المجتمع بأكمله"، داعيًا أصحاب المصلحة من مختلف المجالات إلى الانضمام إلى صياغة أجندة شاملة للصحة العقلية.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com