دبي: مدرسة تحقق الاستدامة بتحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي
في إطار سعيها الدؤوب نحو تحقيق الاستدامة، بادرت إحدى مدارس دبي إلى تركيب جهاز مُتطوّر لتحويل بقايا الطعام إلى سماد عضوي داخل حرمها.
ويقوم خبراء تحويل النفايات العضوية في أكاديمية دبي الأمريكية بتحويل بقايا الطعام، من خضراوات وفواكه ونفايات صالحة للأكل، من كافتيريا المدرسة إلى سماد غني بالعناصر الغذائية، مما يُساعد المدرسة على تقليص بصمتها الكربونية والقيام بدورها في بناء بيئة خضراء صديقة للبيئة.
ويتماشى استخدام هذه الآلة مع هدف بلدية دبي الرامي إلى خفض هدر الطعام بنسبة 50% بحلول عام 2030.
وفي حديثها لصحيفة "خليج تايمز"، قالت "أنجيلا هارجيت"، معلمة اللغة الإنجليزية في المدرسة الثانوية ومنسقة اللجنة البيئية: "نقوم بتحويل العديد من المواد العضوية إلى سماد، مثل الخضراوات والفواكه وبقايا الطعام الأخرى، باستثناء المواد الزيتية. ويُحوّل جهاز التسميد هذه النفايات إلى سماد عضوي غني، مما يقلل بشكل كبير من كمية النفايات المرسلة إلى مكبات النفايات".
وأضافت: "تُعد هذه المبادرة الأولى من نوعها في مجموعة "جيمس" (GEMS) لإدخال عملية التسميد. كما أن لدينا حديقة صديقة للبيئة تشرف عليها لجنة مختصة، حيث يُستخدم كل السماد الناتج في تغذية النباتات. ونجري حالياً تجارب لتحديد أنواع الخضراوات التي تنمو بشكل أفضل في حديقتنا، وبمجرد نجاحنا، سنقزم بمشاركة المنتجات مع أولياء أمور الطلاب".
وعندما سُئلت عن رائحة كومة السماد، أجابت ضاحكة: "الأمر مثير للدهشة! فالرائحة جميلة جداً. في أحد الأيام، غادرت المدرسة وكانت رائحة السماد تشبه رائحة الفواكه، لكن عندما عدت لاحقاً، أصبحت تشبه رائحة القهوة! إنها حقاً رائحة زكية".
"إشراك مجتمع المدرسة"
يُعد جهاز التسميد هذا جزءاً واحداً فقط من مبادرة خضراء شاملة. فقد انطلقت المدرسة في رحلة نحو الوعي البيئي على مدى السنوات الثلاث الماضية، من خلال الحد من استخدام الزجاجات البلاستيكية والورق، وإنشاء حديقة صديقة للبيئة.
وأضافت "هارجيت": "نحن نعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا المتقدمة. عندما التحقت بالمدرسة، شعرت بالحاجة إلى تبنّي نهج الاستدامة. وقد عملنا على مدار العامين أو الثلاثة أعوام الماضية لتهيئة المدرسة لتصبح مستدامة".
وتابعت: "هذا العام، نتقدم بطلب للحصول على جائزة العلم الأخضر. لدينا حديقة منذ ثلاث سنوات، ونسعى إلى تقليل استهلاكنا قدر الإمكان. لقد قللنا من استخدام الورق، وحظرنا استخدام الزجاجات البلاستيكية في المدرسة. لذا، فإن التسميد هو خطوتنا التالية. ينتج المقصف كميات هائلة من النفايات، وهذه طريقتنا للاستفادة منها بدلاً من إرسالها إلى مكب النفايات، فنحن نستخدمها لتغذية حديقتنا ومُحيط المدرسة. إننا نعمل على تقليل بصمتنا الكربونية قدر الإمكان".
وأكدت "هارجيت" أن الهدف هو جعل هذه المبادرة نشاطاً يشمل جميع طلاب المدرسة، وتعليمهم أهمية تقليل النفايات والتسميد واتباع نهج الاستدامة في المنزل وفي مجتمعاتهم. وأضافت: "لقد اصطحبنا طلاب الصف الخامس لنشرح لهم كيفية عمل جهاز التسميد، وكانوا جميعاً في غاية الحماس".
كيف تعمل الآلة؟
يبلغ وزن آلة تحويل الغذاء إلى سماد حوالي 200 كيلوغرام، وتستغرق حوالي 10 ساعات لإكمال دورة واحدة.
قال "جفاد رزايف"، طالب الصف الثاني عشر ورئيس المجتمع البيئي في أكاديمية دبي الأمريكية: "يُعدّ تركيب جهاز التسميد هذا قبل أسبوعين خطوة بالغة الأهمية للحدّ من هدر الطعام في مدرستنا."
وأضاف: "تستطيع كل دورة معالجة 60 كيلوغراماً من مخلفات الطعام، مما يُوفر 114 كيلوغراماً من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. ويخدم هذا النظام ثلاث كافيتريات في مدرستنا. كما أنشأنا حديقة بيئية داخل الحرم المدرسي، حيث ننظم مبادرات وورش عمل متنوعة، ونزرع أنواعاً مختلفة من النباتات باستخدام تربة مُخصبة بهذا السماد العضوي. إننا نسعى إلى تبنّي ممارسات مستدامة في كل أنحاء المدرسة".