زاهد علي خان
زاهد علي خان

دبي: من عامل إلى صاحب مطعم يحقق 600 ألف درهم

اكتسب مطعم جول خان شهرة كبيرة بسرعة وهو معروف بكباب تشابلي والأطباق الباكستانية التقليدية
تاريخ النشر

لم يفت الأوان بعد لتحقيق أحلامك، خذ على سبيل المثال "زاهد علي خان"، الوافد الباكستاني المقيم في دبي والذي ينحدر من "بيشاور". بدأ زاهد حياته المهنية كعامل تشغيل آلات براتب شهري قدره 750 درهماً، لكنه الآن يحقق إيرادات تصل إلى 600,000 درهم شهرياً.

بعد تقاعده في سن 65، قرر زاهد خوض مغامرة جديدة وأطلق مشروعه الخاص في دبي. واليوم، تدر عليه مطاعمه الثلاثة إيرادات تصل إلى 600,000 درهم شهرياً، مما يثبت أن الإصرار والقليل من الشجاعة يمكن أن يقودا إلى نجاح باهر.

زاهد، البالغ من العمر الآن 67 عاماً، تحدث إلى صحيفة "خليج تايمز" عن بداية رحلته في عام 1978 عندما وصل إلى الإمارات من بيشاور وهو يبلغ من العمر 22 عاماً.

قال: "بدأت مسيرتي المهنية في مطبعة الإمارات كعامل تشغيل آلات، براتب متواضع يبلغ 750 درهماً. وفي عام 1991، انتقلت للعمل كعامل تشغيل آلات تجارية في مطبعة كلداري. وفي نهاية مسيرتي المهنية، ارتفع راتبي إلى 7,700 درهم. ثم تقاعدت في عام 2022 وأنا في سن 65".

وأضاف: "أبنائي هم من شجعوني على فكرة بدء عمل تجاري بعد التقاعد. وبعد تفكير عميق، قررنا أنا وأبنائي فتح مطعم في دبي. جمعنا مواردنا، مبلغ نهاية الخدمة ومدخرات أبنائي، وافتتحنا مطعم "جول خان" في عود ميثاء عام 2022".

100 كيلو كباب يومياً

كانت دبي، المعروفة ببيئتها الملائمة للأعمال التجارية، بمثابة الخلفية المثالية لمشروعهم. وسرعان ما اكتسب مطعم "جول خان" شهرة كبيرة، حيث اشتهر بالكباب التشابلي والأطباق الباكستانية التقليدية.

كباب شابلي
كباب شابلي

وأوضح زاهد: "اليوم، توسعنا إلى ثلاثة فروع، واحد في دبي واثنان في الشارقة. يقدم فرع دبي وحده ما يصل إلى 100 كيلوجرام من كباب تشابلي يومياً، أي ننتج حوالي 12 ألف كباب شهرياً. وبسعر 12 درهماً للكباب الواحد، يدر علينا هذا ما يقرب من 150 ألف درهم من المبيعات الشهرية في فرع دبي، مما يساهم في إجمالي الإيرادات التي تبلغ 600 ألف درهم. ومع ذلك، فإن الأسعار في فروع الشارقة أقل".

من موظف إلى رب عمل

مع فريق يضم حوالي 40 موظفاً، تقدم مطاعم زاهد رواتب شهرية تزيد عن 50,000 درهم وتوفر وجبات ومساكن للموظفين.

أعرب زاهد عن فخره بدوره كصاحب عمل، مشيراً إلى الرضا الذي يشعر به في دعم موظفيه وعائلاتهم.

وقال زاهد: "خلال فترة عملي، لم أفكر أبداً في بدء عمل تجاري بسبب القيود المالية وإعطاء الأولوية لتعليم أطفالي. لقد رأيت دبي تتحول من كثبان رملية إلى ناطحات سحاب، وعملت بلا كلل، في كثير من الأحيان لمدة تصل إلى 14 ساعة في اليوم، لتلبية احتياجات أطفالي".

التسويق الرقمي يعزز الأعمال

وقال زاهد أن ابنه "جولريز خان" يلعب دوراً حاسماً في نجاح المطعم من خلال التسويق الرقمي.

قال "جولريز" لصحيفة "خليج تايمز": "لقد عززت التكنولوجيا إيراداتنا بشكل كبير. كما أدير وكالة تسويق رقمية وأستفيد من إعلانات "جوجل" ووسائل التواصل الاجتماعي لجذب عملاء جدد. تعد دبي مركزاً للسياح الذين يبحثون عن أفضل المطاعم الباكستانية عبر الإنترنت، ونحن نستهدف عمليات البحث هذه بشكل فعال. كبابنا مشهور لدرجة أن بعض العملاء يأخذونه معهم إلى دول أخرى مثل المملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة".

وأكد جولريز على أهمية التكيف مع توجهات التسويق المتغيرة. وأضاف: "تشكل طلباتنا عبر الإنترنت جزءاً كبيراً من أعمالنا. حيث نقوم بتسليم ما يقرب من 200 طلب خلال أيام الأسبوع، ويتضاعف هذا العدد خلال عطلات نهاية الأسبوع".

"اسعَ وراء أحلامك"

في الوقت نفسه، يشجع زاهد الآخرين العاملين في الإمارات على السعي لتحقيق أحلامهم الريادية.

وقال زاهد: "لم يفت الأوان بعد لبدء مشروع تجاري في الإمارات العربية المتحدة. فسياسات دبي الداعمة للأعمال تجعلها مكاناً مثالياً للمشاريع الجديدة. مع التخطيط السليم والاستعداد للمخاطرة، يمكنك تحقيق نجاح كبير. ادخر بعض المال، واطلب الدعم من أبنائك، وجرب".

خطط للمستقبل

يتطلع زاهد إلى توسيع نطاق أعماله بشكل أكبر في المستقبل. يتميز مطعم "جول خان" بطابع فني تقليدي مستوجى من الشاحنات الباكستانية في جميع فروعه، ويقدم المأكولات البشاورية الأصيلة في الإمارات. ويجذب فرع دبي عملاء متنوعين، بما في ذلك الباكستانيون والهنود والعرب والصينيون والسياح من جميع أنحاء العالم، مما يعكس النسيج الثقافي الغني لمجتمع دبي الدولي.

وقال زاهد: "أتمنى أن أفتتح فرعاً في كل إمارة من إمارات الدولة، وأبوظبي هي هدفنا التالي". وبينما كان يتأمل رحلته، اعترف زاهد قائلاً: "الشيء الوحيد الذي أندم عليه هو أنني لم أبدأ هذا العمل في وقت أبكر، لكن لكل شيء وقته المناسب."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com