"دبي ووك"يعزز نمط الحياة الصحية ويقلل التلوث

ينتظر سكان دبي بفارغ الصبر مشروع "دبي ووك" الذي يهدف إلى تحويل المدينة إلى "جنة صديقة للمشاة".

وقالت "أوليف ماتول"، المقيمة في دبي منذ فترة طويلة، لصحيفة "خليج تايمز"، معربة عن حماسها: "سوف تعمل مبادرة "دبي ووك" على تعزيز جدول المشي الخاص بي من خلال توفير المزيد من الخيارات للمسارات والمسارات".

وأضافت المغتربة الفلبينية البالغ من العمر 64 عامًا: "السلامة أمر محوري في جولاتي، لذا فإن وجود بيئة ممتعة سيعزز صحتي العقلية بشكل كبير".

تم الإعلان عن شبكة من الممرات الحديثة بطول 6500 كيلومتر تغطي 160 منطقة في الشهر الماضي. والهدف هو تحسين الاتصال بين الأحياء من خلال إنشاء مسارات للعدائين وراكبي الدراجات وراكبي الدراجات البخارية الكهربائية. من خلال التركيز على أنماط الحياة النشطة والنقل المستدام، سيعمل "دبي ووك" على إعادة تعريف التنقل الحضري وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتوفير مسارات أكثر أمانًا ومتعة تعزز الأنشطة الخارجية.

ويتضمن المشروع إنشاء 110 جسور وأنفاق للمشاة، و112 كيلومترا من مسارات الواجهة البحرية، و124 كيلومترا من مسارات المشي الخضراء، و150 كيلومترا من مسارات المشاة الريفية والجبلية.

فوائد المشي

وأشارت "ليبا أشفق"، أخصائية العلاج الطبيعي في عيادة أمان للطب البديل، إلى أن "المشي تمرين سهل يمكن إدراجه في جدول أعمال مزدحم. فهو لا يتطلب أي معدات وكل خطوة صغيرة لها أهميتها. ابدأ اليوم لتحسين صحتك البدنية والعقلية".

"يكفي المشي الخفيف في البداية. فالمشي يساعد في علاج مشاكل المفاصل لأنه يقلل الضغط على المفاصل، ويقوي العظام، ويشجع على اتباع نمط حياة نشط، ويقلل من الآثار السلبية للجلوس لفترات طويلة."

وأشارت أشفق إلى أن زيادة مساحات المشي يمكن أن تعزز نمط حياة أكثر صحة للمجتمع. "من خلال توفير مساحات للمشي يسهل الوصول إليها، تتحسن الصحة العامة، مما يعود بالنفع على الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن الذين يتنقلون في المجتمع. كما أن تقليل الاعتماد على السيارات من شأنه أن يقلل من حركة المرور وتلوث الهواء، مما يساهم في أسلوب حياة أكثر مراعاة للبيئة".

وأضافت أن "المشي على الممرات المخصصة يختلف بشكل كبير عن المشي في الشوارع، فهو يقلل من خطر الحوادث بسبب وجود عوائق أقل، مثل السيارات المتوقفة. كما أن المشي بالقرب من المساحات الخضراء مثل الحدائق والبحيرات يوفر هواء أنظف من المشي على طول الطرق المزدحمة".

وأضافت أن المشي السريع لمدة 30 دقيقة يومياً يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ويقوي القلب، كما أن المشي يعزز سعة الرئة ووظيفة الجهاز التنفسي بشكل عام، ويعزز النوم الجيد، ويقلل من التوتر والقلق العقلي، ويساعد في التحكم في الوزن.

انخفاض خطر الحوادث

بالنسبة للمغترب الصيني "تشيو فينج"، وهو أيضًا من هواة ركوب الدراجات، فإن إنشاء المزيد من المسارات المتصلة بمحطات المترو أو الحافلات "سيكون مفيدًا بشكل كبير للأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العام".

يتضمن مشروع دبي ووك بناء 110 جسور وأنفاق للمشاة لتعزيز الاتصال كجزء من خطة دبي الطموحة لزيادة قدرة المشاة والتنقل الناعم من 13% حالياً إلى 25% بحلول عام 2040.

من جانبه، يرى عبد الله عبد الرزاق، وهو مقيم في دبي ويبلغ من العمر 24 عاماً، أن مشروع «دبي ووك» سيوفر الوقود، وقال: «أستطيع المشي من المنزل دون الحاجة إلى استخدام سيارتي، خاصة خلال شهر رمضان قرب موعد الإفطار، عندما يكون المكان مزدحماً».

تعزيز الصحة العقلية

وبالإضافة إلى الفوائد الجسدية، تعتقد أشفق أن مشروع "دبي ووك" سيؤثر بشكل إيجابي على الصحة العقلية للسكان. وأشارت إلى أن "المناظر الطبيعية الخلابة للممرات المخصصة للمشاة والتي تم تصميمها بالقرب من الحدائق والمتنزهات ستعزز الاسترخاء. وستصبح هذه المناطق أكثر هدوءاً وبعيدة عن ضوضاء الشوارع والتلوث"، مضيفة: "المشي في الحدائق بالقرب من البحيرات أو الحدائق المحاطة بالخضرة يعزز الاسترخاء، ويساعد في تقليل القلق والتوتر".

تشجع ليبا المزيد من الناس على ممارسة الرياضة من خلال التأكيد على أن المشي من السهل دمجه في الجداول الزمنية المزدحمة ولا يتطلب معدات خاصة. ويمكن القيام به في مجموعات، وهو لطيف على المفاصل، ويزيد من الطاقة، ويعزز نمط الحياة النشط.