مشاهد للشريف تحبس الأنفاس
مشاهد للشريف تحبس الأنفاس

رأس الخيمة: "أسد العرب" تحدى المستحيل بأسنانه وجسده

سالم الشريف في عمر 81 عاماً، لم يعد يؤدي الحركات البهلوانية لكنه يواصل التدريب في المنزل للحفاظ على لياقته البدنية
تاريخ النشر

اشتهر سالم الشريف، الذي ولد ونشأ في رأس الخيمة، والمعروف باسم "أسد العرب"، بإنجازاته الخارقة، وترك بصمة لا تُنسى في عالم الأعمال المثيرة غير العادية.

لقد كانت قدرته على أداء أعمال مثل رفع السيارات بشعره وأسنانه أو تحمل وزن المركبات التي تمر فوق جسده محل إعجاب الجماهير لعقود من الزمان. إن حياته شهادة على المرونة والشغف والسعي إلى تحدي الحدود البشرية.

بدأت رحلة الشريف في عالم الأعمال المثيرة غير العادية في رأس الخيمة عندما كان يبلغ من العمر 17 عامًا في عام 1967. تميزت سنواته الأولى بتنظيم عروض محلية أظهرت قوته وثقته بنفسه. أرست هذه التجارب التكوينية الأساس لمستقبله، وشكلت هويته كفنان مكرس لتحقيق المستحيل.

تحدي التوقعات

وقد قام الشريف بأداء عروضه في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة ودول عربية مختلفة، بما في ذلك البحرين، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، والأردن، والعراق، ومصر.

ومن بين أعماله المميزة حمل أوزان ثقيلة من السيارات بأسنانه وشعره، والسماح للسيارات بالمرور فوق جسده بعد وضع الخشب عليه، وكسر الحواجز الثقيلة بقوته، وسحب أوزان تصل إلى 125 كيلوغرامًا باستخدام أسنانه.

وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز، يروي الشريف أداءً لا يُنسى على وجه الخصوص في البحرين، حيث أظهر حيلته المميزة المتمثلة في السماح لسيارة بالمرور فوق جسده. ويوضح أن هذه الحيلة تتطلب تركيزًا هائلاً وقوة داخلية. وفي هذه المناسبة، كانت السيارة محملة بصناديق من زجاجات البيبسي، مما أضاف إلى التحدي. وعلى الرغم من الوزن الهائل، استعد الشريف، مستمدًا القوة من طاقة الجمهور ودعمه.

وأثناء العرض تردد السائق وخفف سرعته، مما أدى إلى اختلال توازن السيارة وتسبب في اصطدامها بالشريف بقوة أكبر، ويتذكر أنه سمع جسده يمتص الصدمة وظن أنه ربما أصيب بجروح بالغة، وكان رد فعل الجمهور مذهولاً، وقفز البعض من مقاعدهم في حالة من الذعر، ورغم الألم الشديد عاد الشريف إلى المسرح ليطمئن جمهوره ويحافظ على سلوكه المهني.

تميزت خبرة الشريف الفنية بأنه كان يخطط بعناية لكل حيلة لتقليل المخاطر مع زيادة المشاهدة إلى أقصى حد. ويصف نفسه بأنه "دكتور في مجاله". وأشار الشريف إلى أن مهارته في الأداء تتطلب الإتقان والدقة والإرادة.

ورغم أن مآثره نالت إعجاب الناس، إلا أنها ألحقت ضرراً كبيراً بجسده. فقد تعرض لإصابة بالغة الخطورة نتيجة حيلة قيادة سيارة، مما استدعى إجراء عدة عمليات جراحية، مما أثر بشكل دائم على قدرته على عبور الطريق. بالإضافة إلى ذلك، واجه الشكوك والانتقادات، حيث اتهمه البعض باستخدام السحر أو الخداع. ورداً على ذلك، اعتمد على إيمانه، وكثيراً ما كان يحمل القرآن ليؤكد أن قدراته كانت هدية من الله.

تحديات مهنة استثنائية

استلهم الشريف فكرة أداء الحركات البهلوانية عندما شاهد مؤدين من مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك مجموعات من إيران. درس تقنياتهم بدقة، ومزج بين الملاحظة والابتكار لصقل مهاراته. سمحت له هذه الانضباط، وقوته الطبيعية، وعزيمته التي لا تتزعزع بتطوير حركات بهلوانية فريدة من نوعها اكتسبت شهرة واسعة النطاق.

ورغم التحديات العديدة التي يواجهها الشريف، إلا أن تفانيه في مهنته لا يتزعزع. ففي سن 81 عاماً، تحد الإصابات من قدراته البدنية، ولم يعد يؤدي الحركات البهلوانية. ومع ذلك، فهو عازم على الحفاظ على لياقته البدنية ويواصل التدريب في المنزل باستخدام صالة الألعاب الرياضية الخاصة به، حيث يرفع الأثقال.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com