رائدة الفضاء نورا المطروشي: التاريخ يُصنع أمامنا بالإمارات
قالت نورا المطروشي، وهي أول رائدة فضاء إماراتية، أن القصص التاريخية ليست محصورة في الكتب فقط، بل إنها تتجلى أمامنا ويتم صناعتها الآن في الوقت الفعلي. كما أكدت أنها جزء من الحياة اليومية وانعكاس لما يمكن تحقيقه عندما يلتقي الطموح بالفرص.
وفي اليوم الأول من المنتدى العالمي للمرأة في دبي وعلى هامش الحدث، قالت المطروشي: "أنا محظوظة بالعيش في بلد صغير وحديث الصنع، أمة حيث التاريخ ليس فقط ما يقرأ عنه في الكتب".
"تتيح لنا دولة الإمارات العربية المتحدة أن تقف في قلب تحولها، ونشهد بداياتها وروادها وأساطيرها أمام أعيننا. وهنا نشهد ما هو خارق، ويبدو لنا قريب وكأنه أمر خاص بنا."
نورا المطروشي هي أول امرأة عربية تكمل برنامج تدريب رواد الفضاء التابع لوكالة ناسا، لتصبح جاهزة للفضاء. وتم إدراجها في قائمة فوربس التي تضم خمس نساء عربيات صنعن التاريخ في عام 2021.
وأضافت: "قد تلتقي رائد فضاء أثناء استمتاعك بفنجان القهوة في المقهى المفضل لديك، أو تلتقي برياضي أولمبي في حديقة، أو تشارك في محادثة مع رائد أعمال يشكل مستقبل الصناعات هنا. في الإمارات العربية المتحدة، النجاح ليس بعيداً، بل هو متأصّل في نسيج الحياة اليومية لدولة الإمارات وشهادة على ما هو ممكن عندما تلتقي الطموحات والفرص".
كما أكدت رائدة الفضاء على كيفية تحدي العالم العربي لحدود ما يُعتبر ممكناً، وتعزيز الابتكار التكنولوجي، والتقدم الثقافي، والتطور الشخصي.
"وبقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى في المنطقة، نحن نوحد البشرية في السعي المشترك للتفاهم، وهو تذكير بأننا جميعاً مترابطون تحت نفس السماء الشاسعة. على مر التاريخ، طور علماء الفلك العرب العديد من الأدوات لقياس وفهم السماء وتوجيه حياتنا هنا."
مستقبل مستدام على إرث الأمة الغني
كما تطرقت المطروشي إلى المساهمات الهامة لرواد الفضاء وعلماء الفلك والباحثين في مجال الفضاء العرب والمسلمين في القرن الحادي والعشرين في قطاع الفضاء، وذلك من خلال البناء على الإرث الغني الذي خلفه أسلافهم، وهم يواصلون تعزيز الاكتشاف والاستكشاف العلمي.
"إن هذه الإنجازات لا تعمل على تكريم الإرث المتمثل في البحث العلمي والابتكار فحسب، بل تلهم أيضاً الأجيال القادمة لدفع حدود استكشاف الفضاء. وفي غضون سنوات قليلة، تحولت دولة الإمارات العربية المتحدة من وافد جديد في صناعة الفضاء إلى قائد عالمي."
وأضافت: "أطلقنا مسبار الأمل الذي وصل بنجاح إلى كوكب المريخ، الذي يدور حالياً حول الكوكب الأحمر، وهو ما يمثل إنجازاً تاريخياً للعالم العربي والإنسانية. كما كنا رائدين في برنامج الإمارات لرواد الفضاء، وأرسلنا اثنين من رواد الفضاء الإماراتيين إلى الفضاء. وأطلقنا العديد من الأقمار الصناعية وبنينا مركبات لاستكشاف سطح القمر. وهذه الإنجازات هي دليل على التزام الإمارات بتعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة وإلهام الأجيال القادمة لأحلام كبيرة".
وأكدت المطروشي أن الرحلة لا تهدف فقط إلى الوصول إلى آفاق جديدة، بل إلى خلق إرث يمكّن شعبه ويبني "مستقبلاً مستداماً" للإنسانية.
"والآن، مع مساهمتنا في برنامج أرتميس، فإن الإمارات العربية المتحدة توفر غرفة معادلة الضغط العلمية، وهي المحطة القمرية لمحطة جيتواي الفضائية. ونحن نؤدي دوراً محورياً ضمن الجهود الدولية لاستكشاف القمر والوصول إلى ما هو أبعد مما وصل إليه أي إنسان من قبل".