عندما علم "عليم الله علي شير"، سائق سيارة أجرة من عجمان، بتحدي التغلب على مرض السكري، أيقن أنه الخيار الأمثل له. فقد كانت مستويات السكري لديه مرتفعة عند 13.36، وصحته في تدهور مُستمر. يقول الأب لثلاثة أطفال، والبالغ من العمر 33 عاماً: "كنت أعاني من حرقة في قدمي أثناء قيادة السيارة، وكنت أشعر بالعطش دائماً، وأشرب ما يصل إلى 15 زجاجة من الماء يومياً".
كان وزن عليم 105 كجم، وكان يعاني من مستويات عالية من التوتر بسبب حالته الصحية والظروف العائلية. لكن بعد انضمامه إلى التحدي، أجرى تغييرات جذرية في نمط حياته، وحصد نتائج غيرت حياته. فقد انخفضت مستويات السكري لديه إلى 6.59، وتراجع وزنه إلى 93 كجم في ثلاثة أشهر فقط من التفاني والالتزام.
وقال المغترب الباكستاني: "لقد تجنبت تناول المنتجات التي تحتوي على السكر، وبدأت في ممارسة رياضة المشي السريع لمدة ساعة يومياً، وأدرجت الفواكه المجففة والرمان والبطيخ في نظامي الغذائي. في البداية، كنت أتناول أدوية السكري، لكنني توقفت عنها بعد الشهر الأول عندما بدأت أشعر بتحسن. الآن، اختفت جميع مشاكلي الصحية، مثل حرقة القدمين، وأصبحت أشعر بالنشاط أكثر من أي وقت مضى. وسأظل ملتزماً بمواصلة رحلتي الصحية لخفض مستويات الهيموجلوبين السكري بشكل أكبر للتغلب على المرض نهائياً".
اختتمت مبادرة "تحدي رأس الخيمة للسكري 2024" (RAKDC24)، التي أطلقها مستشفى رأس الخيمة بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، فعالياتها بنجاح مبهر، مسجلة مشاركة واسعة تجاوزت 5000 مشارك من مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة. وقد نجح المشاركون في تحقيق تحسينات ملموسة في صحتهم، وذلك من خلال الالتزام بنظام غذائي صارم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما أدى إلى انخفاض مستويات الهيموجلوبين السكري وتحسن صحتهم العامة. واحتفلت المبادرة، التي تزامنت مع اليوم العالمي للسكري، بالقصص الملهمة للمشاركين الذين نجحوا في التغلب على تحديات المرض.
وفاز عليم بالمركز الأول في هذا التحدي، بعد أن نجح في خفض مستويات الهيموجلوبين السكري لديه بشكل ملحوظ، وحصل على جائزة مالية قدرها 5000 درهم. وقال عليم: "إن الجائزة التي فزت بها لا تقارن بالثروة التي اكتسبتها في صحتي".
أما في فئة الإناث، فقد نجحت "ريجينا ساجي"، وهي وافدة هندية شاركت في التحدي، في خفض مستوى السكري لديها من 11.86 إلى 8.98، وحصلت على جائزة قيمتها 5000 درهم. وقالت "ساجي": "توقفت كلياً عن تناول السكر، وبدأت في المشي وممارسة اليوجا لمدة تتراوح بين 30 دقيقة إلى ساعة يومياً".
وأكدت "ساجي" على أهمية شرب كميات وفيرة من الماء يومياً، تتراوح بين أربعة إلى خمسة لترات، إلى جانب الحرص على الحصول على قسط كافٍ من النوم. كما اتبعت نظاماً غذائياً نباتياً صارماً، ركزت فيه على تناول السلطات، مع الامتناع التام عن الكربوهيدرات. وقالت: "لقد خسرت خمسة كيلوغرامات من وزني وأشعر الآن بمزيد من النشاط والحيوية. في السابق، كنت أشعر بالتعب والنعاس دائماً، لكنني الآن أتمتع بالحيوية والنشاط".
بالنسبة لـ "خاوار أبرار"، وهو مواطن باكستاني وسائق سيارة أجرة في رأس الخيمة، كان التحدي بمثابة نقطة تحول في حياته. وقال: "عندما سمعت عن التحدي، أجريت اختباراً لنفسي، وأخبروني عن التغييرات التي عليّ إدخالها في نمط حياتي". وقد أثمرت جهوده في تحسين صحته، حيث احتل المركز الثاني في التحدي، وحصل على جائزة مالية قدرها 3000 درهم.
استعان "خاوار" بالموارد المتاحة على الإنترنت للبحث عن كيفية التحكم في مستويات السكر في دمه، والتزم بالركض لمدة ساعة تقريباً يومياً، ليقطع مسافة خمسة كيلومترات تقريباً. واتبع نظاماً غذائياً صحياً غنياً بالحليب والبيض والفواكه، مع الابتعاد تماماً عن الكربوهيدرات. وقال "خاوار"، البالغ من العمر 34 عاماً، والذي يشعر الآن بمزيد من النشاط ويشرب حوالي 5 لترات من الماء يومياً: "كنت أشتهي جميع الأطعمة التي اعتدت تناولها سابقاً، لكنني تغلبت على هذه الرغبة، وحققت هدفي المنشود".
وأشاد الدكتور رضا صديقي، المدير التنفيذي لمستشفى رأس الخيمة، بالتزام المشاركين. وقال: "لقد سلط تحدي رأس الخيمة للسكري الضوء مرة أخرى على مرونة مجتمعنا وإصراره على تحقيق أهدافه. ومن خلال تغييرات نمط الحياة المنضبطة، أثبت المشاركون أنه يمكن التعامل مع مرض السكري بفعالية، وأنهم قادرون على السيطرة على صحتهم".
وأضاف الدكتور رضا: "نشعر بالفخر الشديد لرؤية التقدم المذهل الذي أحرزه المشاركون، والذي يُلهم الآخرين للتركيز على الرعاية الوقائية. يُعدّ هذا التحدي دليلاً واضحاً على التزامنا ببناء أمة أكثر صحة، خطوة بخطوة".".